نور وعاطفة الجمهور!! بقلم علي اليوسف
ندرك تماما حجم المعاناة النفسية التي يعاني منها اللاعب عندما يتهم بقضية منشطات، كما حدث للاعب الاتحاد محمد نور أو غيره من اللاعبين من الأندية الأخرى وفي جميع الألعاب التي تم فحص لاعبيها وتوجيه الاتهام لبعضهم حيال تناولهم لمواد محظورة، سواء تم تناولها عمدا أو بجهل لها أو عبر طبيب النادي وغيرها من الأسباب والمسببات التي أنهت بسرعة البرق حياة اللاعب الرياضية على غير ما يريد هو ولا جمهوره.
وندرك أيضا علاقة الجمهور والإعلام بالحدث مع أي لاعب من حيث العلاقة العاطفية التي تنتاب أولئك حيال لاعبهم المفضل، والعلاقة العاطفية نشاهدها حتى مع الضرب في الملعب بدون كرة والطرد بالبطاقة الحمراء عندما يخرج اللاعب مطرودا والجمهور يصفق له والمدرب يحييه والإعلام يصفه بالبريء، رغم أن الجميع شاهد واستنكر الضرب المتعمد ولكن تبقى العلاقة العاطفية هي الأساس في الموضوع مهما كان الحدث.
إلا أننا في قضية محمد نور ومن الوهلة الأولى للحدث التاريخي في كرة القدم السعودية كون نور أحد لاعبي المنتخب، وأحد اللاعبين الجماهيريين، يختلف الوضع هنا لأن الأغلبية لديها القناعة التامة أن محمد لم يتناول هذه المادة المنشطة، اضافة الى موقفه الكبير ودفاعه المستميت الذي يوضح مدى اقتناعه هو قبل جمهوره أن ما نسب إليه من تناول المنشطات غير صحيح، وأنه مستعد للدفاع عن نفسه بأي طريقة كانت، ومثل هذا الموقف يزرع نور فينا أمل البراءة قبل صدور الحكم عليه مؤخرا بعودته من جديد الى الملاعب والفرحة التي طالت أغلب الوسط الرياضي بعودة هذا النجم المميز.
هناك فرق بين أن تفرح وتصفق لارتكاب لاعب حماقة أو خطأ أمام عينيك، وأن تتعاطف مع لاعب نجم قدم للكرة السعودية الشيء الكثير سواء مع ناديه أو المنتخبات، وأنت في أشد القناعة أنه لم يرتكب هذا الخطأ، فنور الذي صفقت له جماهير الاتحاد وغيرها قبل وبعد قرار البراءة أظهر براءته قبل إعلانها من قبل اتحاد القدم، وهنا لا بد من وقفات عدة تجاه هذا اللاعب وهذا الموضوع، وفي النهاية لا بد من الاقتناع أن اللاعب نجح في إظهار براءته، ولو كان غير بريء لما ذهب وصال وجال؛ من أجل الحفاظ على سمعته التي بناها محليا وخارجيا.
نعم، هناك من هاجم اللاعب، وهناك من دافع، ولكن أن يبقى الهجوم بعد البراءة قائما فهذا خارج المنطق الذي يفرض نفسه على الساحة؛ لأن المتهم بريء حتى تثبت ادانته، والسؤال القائم الآن، هل سيعود نور لاعبا متواجدا داخل المستطيل الأخضر ونحن مع نهاية الموسم الرياضي الحالي، أم أنه سيكتفي باعلان براءته والخروج من الموسم بتاريخية البراءة وتوديع الملاعب بسجل نظيف من المنشطات، أم سيعود من جديد للعب في الموسم القادم، وتأكيد تعويض مدة الايقاف السابقة في انطلاقة الاتحاد القادمة والمشاركة عبر الآسيوية؟
