? الكرة في ملعب اتحاد الكرة ! | بقلم :سعد المهدي
القرارات الأخيرة التي أعلنها رئيس مجلس إدارة هيئة الرياضة، المستشار تركي آل الشيخ، حلقة جديدة في منظومة القرارات التي يراد بها إحداث تغيير شامل على خارطة كرة القدم السعودية، وقد يكون جذريًّا، بحيث إن علينا إعادة صياغة جديدة لأساليب التلقي والتعاطي فيما يخصها، بدءًا بصناعة اللاعب وانتهاءً بما يجب أن يكون عليه المنتج النهائي على كافة الأصعدة.
سلسلة القرارات التي لا تزال لها بقية والمهتمة بتطوير لعبة كرة القدم، تميزت باتخاذها أكثر من أسلوب وشكل؛ فمن مشاريع تهتم بالمواهب إلى اتفاقيات تطويرية وانتدابات خارجية ودعم مالي مقطوع، إلى تغيير في آليات وتسميات المسابقات، وقرارات داخل أرضية الملعب تخص عدد الأجانب والحكام ودكة البدلاء وفي خارجه، طالت إدارات الأندية وقلبت ملفات اللجان وفتشت أدراجها وحاسبت وعينت وأعفت وعاقبت وشكرت.
اتحاد الكرة محظوظ بماكينة العمل وتوليد الأفكار التي لا تهدأ ولا تتوقف، وهو وإن بارك وأثنى على هذا الدعم فذلك ليس بكاف، ولا بد أن يكون حضوره في تنفيذ هذا العمل على نفس درجة الحماس والتجويد المطلوبين، وقبل ذلك إدراك مغزى هذا الاهتمام والدعم اللامحدود أو اللامسبوق، وذلك حتى لا تأتي لحظة ما فيعلق في منتصف الطريق ويبدد كل ما تم جمعه وحصل عليه.
على اتحاد الكرة الاندماج أكثر فأكثر في كل الخطط والمشاريع وفرق العمل، وأن يبذل عاملوه طاقتهم الكاملة في المشاركة والحضور الفعلي؛ فهذا سيعطي الشارع الكروي الثقة والاطمئنان بسلامة النتائج وتحقق الأهداف، إذ لم يعد المتابع يلمس لهم التواجد الذي يوازي هذا الحراك الكبير والمؤثر على كل تفاصيل اللعبة وممارسيها، وإذا كنا في الاتحاد السابق نشكو من انفلات أعضائه إعلاميًّا وفوضية تحركاتهم، فإننا اليوم نبحث عنهم، وباختصار فإن الكرة الآن أصبحت في ملعبهم.
الفائز الأكبر في قرارات الجمعة الماضية أندية الدرجة الأولى، فقد تحقق لهم ما لم يحلم به جميعنا؛ فإطلاق اسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على دوريهم انتهى معه أي شيء يمكن أن يقف في طريق أخذهم كل ما كان يجب أن يحصلوا عليه من دعم معنوي ومادي وإعلامي، وبوادره جاءت مع الملايين الخمسة لكل ناد، والنقل التلفزيوني الجديد وعدد الأجانب والمواليد، هذه أرضية مناسبة لأن يتغير الدوري ويصبح البقاء فيه مكسبًا، حاله حال الصعود.. تطوير دوري الأولى وتعظيم فائدته يعني مصدرًا إضافيًّا لإنتاج كرة قدم ليست متطورة فقط، ولكن مستمرة العطاء.