أخبار الصحف السعودية

صحيفة الرياض |بيان «آخر الليل» يشعل أجواء نادي الاتحاد

مكة المكرمة – تركي الغامدي

    زادت إدارة الاتحاد الطين بلة على جماهير النادي بعد بيان “آخر الليل” الذي أعقب الخسارة الكبيرة من الأهلي في “ديربي” جدة 2-4 ضمن الجولة ال21 من “دوري عبداللطيف جميل”، وتضمن إتهام عددٍ من اللاعبين بالامتناع عن الانتظام في المعسكر الداخلي الإعدادي لمواجهة المتصدر بعد الفراغ من معسكر “جبل علي” الخارجي.

وصدمت إدارة ابراهيم البلوي الاتحاديين بضعفها وعجزها عن قيادة النادي بالشكل الأمثل بدليل أنها جعلت الفريق أسيراً لأهواء اللاعبين ومزاجيتهم، ولم تتخذ موقفاً إيجابياً وحازماً تجاه “تمردهم” بمعاقبتهم وإبعادهم عن “الديربي”، حتى لو كلف ذلك نتيجة المباراة ونقاطها الثلاث التي طارت في كل الأحوال.

البيان ادانها في المقام الأول، زعزع ثقة الاتحاديين بها، كونها أثبتت عدم قدرتها على حفظ حقوق النادي، واستسلامها لمحاولة “لي الذراع” التي قام أكثر من عنصر قبل مباراة الأهلي، وأي إدارة حريصة على ناديها واستقراره وفرض الانضباطية فيه لن تتردد في إبعاد اللاعبين عن المباراة حتى وإن كانت مباراة نهائية على أغلى الكؤوس، وتحويلهم إلى لجنة الاحتراف، وجعلهم عبرة لغيرهم من اللاعبين خصوصاً في ظل تواجد عدد كبير من اللاعبين الشبان الذين سيتأثرون بمثل هذه التصرفات مستقبلاً، وقد يفعلونها بلا مبالاة، وسبقت لبعض إدارات الأندية بما فيها الاتحاد في وقت سابق إبعاد أكثر من نجم عن مباريات مصيرية وحاسمة لأسباب إدارية، بعضها يتعلق بتأخر اللاعب عن الحصة التدريبية.

تبرير الإدارة الذي ظهر فجر أمس الأحد بأنها فضلت إصدار البيان بعد المباراة حتى لا يتأثر الفريق يعد غير منطقي، إذ كان بإمكانها أن تتخذ موقفاً قوياً بإبعاد اللاعبين ومن ثم توضح ماحدث للجماهير بعد ذلك، لكن ردة فعلها كانت سلبية وكأن شيئا لم يحدث.

صدمة الجماهير الاتحادية بالحادثة لم يقتصر على البلوي وإدارته بل انها صدمت أكثر في المدرب الروماني بيتوركا الذي عُرف بقوة شخصيته وحرصه على الانضباط حتى وإن اضطر لمعاقبة نجوم الفريق غير المنضبطين بالإبعاد مثلما حدث مع أكثر من نجم خلال تدريبه في المرة السابقة، إذ سمح هذه المرة بمشاركة من رفضوا دخول المعسكر واستعان ببعضهم في التشكيلة الأساسية، وهو مايطرح علامات تعجب واستفهام عريضة حول السر وراء ذلك، وهل عودة بيتوركا لتدريب الاتحاد كانت مشروطة بالتخلي عن بعض مبادئه؟.

إدارة الاتحاد لم تحدد سبب امتناع اللاعبين عن الانتظام في المعسكر وتهديدهم بعدم المشاركة في “الديربي”، لكن الأصوات من داخل البيت الاتحادي أكدت بأنها تتعلق بمستحقات اللاعبين ورواتبهم المتأخرة، ومهما كانت الأسباب يعتبر تصرف اللاعبين مرفوض بتاتاً ويستحقون عليه العقوبة سواءً من إدارة النادي أو لجنة الاحتراف لأنهم لاعبون محترفون تحكمهم أنظمة ولوائح، لكن السؤال الأهم أين “الشيك المفتوح” الذي وعد به المشرف العام على الفريق وعضو الشرف والرئيس الأسبق منصور البلوي شقيقه والاتحاديين؟، وبالحديث عنه، يتبادر إلى اذهاننا سؤال آخر عن سر اختفاء منصور وابتعاده عن الفريق خصوصاً وأنه كان يقدم نتائج جيدة وبات احد المنافسين على الدوري؟ .

اللافت للنظر أن إدارة الاتحاد دأبت على صرف نظر جماهيرها بعد كل إخفاق من أجل اشغالهم وتوجيههم نحو جهة معينة لضمان ان تكون أسهم نقدهم وغضبهم بعيداً عن الإدارة، فتارة تهاجم الحكام، وتارة أخرى اللجان، ومرة ثالثة تضع حيلها في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهذه المرة لم تجد سوى اللاعبين وقضية “تمردهم” قبل “ديربي” جدة وكأنها تطالب الجماهير قائلة: فرغوا غضبكم في اللاعبين.

معظم الاتحاديين فهم أسلوب إدارة الاتحاد جيداً وتنبه له، فلم تعد تنطلي عليهم تلك المحاولات، وزادت الأمور حدة بوجود مطالبات كبيرة بابتعاد الإدارة، وفسح المجال لأخرى قادرة على إعادة الفريق لمنصات التتويج، ولا يستبعد حدوث ذلك في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها الاتحاد، وتورط ابراهيم البلوي بعد تخلي شقيقه منصور عنه واكتشافه بأن وعوده ومنها “الشيك المفتوح” ذهبت أدراج الرياح.

فيصل الطارقي

‏‏مهتم بالشؤون القانونية والادارية والرياضه

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع