أخبار الصحف السعودية

صحيفة المدينة | مدرج الذهب.. العمود الفقري للاتحاد

غسّان باصهي
 

حديثي اليوم سيكون عن فرقاء يجمعهم حب واحد وعشق واحد.. يختلفون فيه ويحبون فيه ويتنافسون لأجله وسرعان ما يتفرقون من حوله ليتركوه وحيدًا يصارع وهنا يأتي فراق الحبيب.. هذا ما يحصل في نادي الاتحاد.. العميد .. الحبيب حبيب الجماهير حبيب الشرفيين.. فكل من يرأس هذا النادي العميد يترك وحيدًا ويتفرق الشرفيون عنه.
أما حال الجماهير العاشقة لا تهتم من يرأس النادي وتترك له العمل لخدمته وفق مسؤولياته الإدارية والفنية وتتفرغ لتقديم الدعم للإدارة والنادي من موقع آخر هو المدرج بوفائها لناديها.
فكل ما حققه لاعبو الاتحاد في جميع الألعاب تقف خلفه جماهير عاشقة ومحبة ومتحدة، فما بينها وبين الفريق اتحاد لا يستطيع أحد أن يفرق بينهم أبدًا وإن تفرق الشرفيون.
إن سبب ما يحصل في الاتحاد من تفرق يعرفه القريب قبل البعيد ومع الأسف هذا التفرق يضعف أي قوة مهما بلغت شدتها ولو أنه جيش لتفرق قادته وكبار الضباط فيه ولسقط وانهار إلا الاتحاد تفرق القوى الموجودة فيه وابتعاد كبار شرفييه والداعمين لم يؤثر عليه التأثير الكبير لوجود جماهير تصنع القرار وتعيد الفريق للمنافسة فتشعل لاعبي الفريق بالحماس والثقة لتقديم النتائج المرضية وإن كانت ليست المأمولة وتسهم في إعادة بناء فرق النادي.
نعم أيها الأحبة فمهما كتبت ويكتب كبار الكتاب فلن يستطيع منهم وصف جماهير الاتحاد بالوصف الذي يليق بهم أو يفي حقهم وهم من استحق هذا العام لقب الجمهور المثالي الذي جمع بين كثير من السلوكيات وآداب العمل حين جمعوا المحبين ليقدموا عملًا استحق تقدير العالم بكامله في تيفوهات اعتبرت هي الأجمل، فالأول حملوا رسالة كبيرة للعالم حين ظهر تيفو (حبيبي يا رسول الله) الذي حظي بإعجاب كل الرياضيين في العالم الإسلامي، ولو لم يقدموا بعده شيئًا فيكفي أنهم جعلوا من أنفسهم دعاة للحق، وذلك التيفو الثاني ترسل فيه جماهير الاتحاد رسالة أننا خلف قيادة الوطن فنحن نادي الوطن ونحن حماته تحت لواء قائد مسيرة الوطن فما أجمل ما يقدمه هذا الجمهور من عمل طور مفهوم التشجيع الرخيص لمعنى عظيم، فالأخلاق في التشجيع الرياضي الهدف الأسمى الذي يجب أن نكون عليه.
فحين تفرق أعضاء شرف نادي الاتحاد اتحد الجمهور وقدم رسالة كبيرة للجميع أولهم أعضاء شرف نادي الاتحاد: فمن يحب النادي فهو معنا ومن أحب الابتعاد فليراجع نفسه، فالاتحاد بوجود هذا الجمهور لا يقف على شخص ولا يعلو عليه أحد كائن من كان ومن يتواجد لخدمة النادي سنكون له داعمين.
هذا هو جمهور الاتحاد العاشق للكيان الذي يقف خلف فريقه في أصعب اللحظات المُرَّة لينقله إلى أجمل اللحظات الحلوة، جمهور لا يلومك عند الهزيمة بل يزيد ويشد من أزرك وحين الفوز تجده يشدو لك أحلى الألحان.
جمهور الاتحاد يتمناه كل فريق داخل المملكة وخارجها فهذا الجمهور سطَّر أروع ألوان التشجيع في حالات النصر والهزيمة.. فشكرًا لمن جعل للتشجيع معنى وعنوانا «والله يعين العشاق».

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع