صحيفة مكة | لافتة الاتحاديين تثير إعجاب المصريين

عبدالغني عوض – جدة

أبدى عدد من المدربين المصريين الكبار إعجابهم بالرسالة التي وجهتها جماهير الاتحاد في مباراة فريقها ونجران الجمعة الماضي، لكل مثيلاتها في أنحاء العالم والتي حثت فيها على المحبة والأخوة والمشاركة في آلام لاعبي الفريقين المنافسين النصر والهلال، إبراهيم غالب، وياسر القحطاني المصابين، حيث رفعت لافتة مكتوبا عليها “سلامتكم لو ما ني نصراوي أو هلالي أنا اتحادي واعتبرني خاسر ترى الوجع نفس الوجع ومتساوي ابكي على غالب أو على ياسر”، وأكد مدربو الفراعنة على أن ما فعلته جماهير العميد فيه درس للجماهير المصرية للحد من العنف والتعصب الذي هدد استكمال المسابقات الكروية بمصر، موضحين أن هذا السلوك لم ير في الملاعب العالمية من قبل وهو ما عده المدربون المصريون شرفا كبيرا للكرة العربية كلها.

كلاكيت ثاني مرة

ليس بجديد على الكرة السعودية أن تنال احترام جميع المهتمين بلعبة كرة القدم فمرارا وتكرارا يتفرد نادي الاتحاد بتقديم وجبات شهية من الأخلاق الطيبة ، وقد قام من قبل لاعبه البرازيلي جوبسون أوليفيرا في مباراة النهضة الموسم الماضي بمساعدة زميله حارس النهضة تيسير آل نتيف بربط حذائه، الأمر الذي أدى لإعلان حكم المباراة لضربة حرة غير مباشرة لصالح الاتحاد بعدما تأخر الحارس آل نتيف في لعب الكرة، ليعيدها زميله بونفيم للخصم، في مشهد رائع الوصف، وأعادت جماهير الاتحاد أمس الأول نفس السيناريو عندما شاركت لاعبي النصر والهلال إبراهيم غالب وياسر القحطاني آلامهما بعد إصابتهما ضاربة مثلا أعلى في رسم البهجة والخلق الرفيع في نفوس لاعبي الكرة السعودية وخاصة المصابين منهم.
طارق يحيى – مدرب هجر السابق والإسماعيلي الحالي

لافتة تاريخية

ما رأيته من جماهير الاتحاد في مباراة نجران أثلج صدري وجعلني أحترم هذا الجمهور الواعي الذي ضرب أروع الأمثال في الالتحام والحب والانتماء لبني جلدته، اللافتة التاريخية التي شاهدناها في مدرج جماهير العميد يندر أن نراها في أي من دوريات العالم، فأي جمهور الذي يتمنى لنجوم خصومه الشفاء أو يشاركهم آلامهم مثلما فعلت جماهير الاتحاد التي لم ترفع راية المشاركة الوجدانية فقط، بل رفعت قيم وشرف لعبة كرة القدم الحقيقية التي تعتمد على الروح السمحة والمحبة، وتهنئة الفائز ومواساة المهزوم، فليسعد إبراهيم غالب وياسر القحطاني بجماهير الاتحاد وبما فعلوه من أجلهما، ما أروعك جماهير عميد الأندية السعودية والتي أكن لها ولإدارتها ولاعبيها كل التقدير، فالاتحاد السعودي يحتل مكانة كبيرة في قلوب جماهير الزمالك التي تعشق لاعبيه بل وتحفظ نجومه عن ظهر قلب.
حسن شحاتة – مدرب منتخب مصر السابق والمقاولون الحالي

درس للجماهير المصرية

فاجأتني جماهير الاتحاد بتلك اللافتة الإنسانية التي لم أفهم معناها في البداية ولكن عندما فتشت في مغزاها أيقنت مدى رقي تلك الجماهير التي قدمت نموذجا مشرفا في النبل والمحبة لجماهير الساحرة المستديرة في كل مكان بصفة عامة ولجماهير مصر بصفة خاصة، وهو ما يجعلني أعلنها صراحة لقد أعطت جماهير الاتحاد الجماهير المصرية درسا مجانيا في نبذ التعصب والبعد عن التصرفات الهوجاء والتفرغ لتشجيع فريقها بدون اعتداءات أو حرق أو إطلاق ألعاب نارية يمكن أن تفسد جو المباريات، كما أن تألم تلك الجماهير لنجوم الأندية الأخرى المصابين يقتل أي ميول هوجاء لأي شخص يحاول التشهير بلاعب أو التقليل من شأنه لأنه أحرز هدفا في فريقه أو إثارة لاعب آخر لإخراجه عن تركيزه حتى يفوز فريقه، فما قدمته جماهير الاتحاد في تلك اللقطة يجعلني أحترم جماهير ولاعبي ومسؤولي الكرة السعودية لآخر يوم من عمري.
حسام حسن – نجم المنتخب المصري السابق مدرب الاتحاد الحالي

تشجيع غير مسبوق

جماهير الاتحاد تختلف عن أي جماهير أخرى، فمن خلال قيادتي لفريق الشعلة في الدوري الممتاز الموسم قبل الماضي رأيت مدى الحب الذي يكنه هذا الجمهور لفريقه، فهو الوحيد الذي كان يقلقني بين فرق الدوري بحضوره الكثيف سواء بجدة أو حتى في الخرج، ولم أر يوما تطاولا منه أو جنوحه بتقديم سلوكيات مشينة، بالعكس لم ألاحظ إلا تشجيعا جنونيا غير طبيعي حتى وفريقه مهزوم أو متدن في نتائجه، وهو ما يجعلني أرفع القبعة له خاصة بعد اللوحة الأخلاقية الرائعة التي رأيتها في مباراة نجران والتي تحمل كل الحب والود لنجم النصر إبراهيم غالب وقائد الهلال ياسر القحطاني.
محمد صلاح – مدرب الشعلة السابق والزمالك الحالي