أخبار الصحف السعودية

النادي | اختصاصي السموم لـ(النادي): نور بريء بشرط

النادي – خاص

فجر الدكتور فاروق فيصل الزهراني باحث دكتوراه في فحص السموم بجامعة جلاسكو الاسكتلندية مفاجأة من العيار الثقيل عندما أكد أن أسطورة الاتحاد محمد نور لن ينجو من عقوبة لجنة الرقابة على المنشطات، وقال في حديث خاص لـ(النادي) :
من وجهة نظر علمية وعملية أعتقد أن فرصة قائد الاتحاد محمد نور ضئیلة في الإفلات من عقوبة لجنة الرقابة على المنشطات التي ظهرت لها عينة إيجابية بعد فحص فجائي أجرته على اللاعب في أعقاب لقاء فريقه ضد الفتح ضمن الجولة السادسة من دوري عبداللطيف جميل، مضيفاً: ربما ینجح نور في تخفیف العقوبة أوتقليص مدتها في حال اثبت استخدامه لمادة الامفیتامین غیر المخدر أو منتج آخر مشابه له لأسباب طبیة.
وعاد الدكتور الزهراني ليمنح جمهور نور بصيصا من الأمل للخروج من هذه الأزمة وكتابة أسطر أخيرة سعيدة لمسيرة من ذهب بقوله: الفرصة الوحیدة للنجاة من العقوبة هي اكتشاف خطأ إجرائي ینسف كل القضية من أولها، لكنه استدرك مرة أخرى وحدد الطريق إلى هذه الفرضية بقوله: اكتشاف الخطأ يتطلب بالطبع الاستعانة بخبیر في فحص المنشطات یقوم بمراجعة اجراءات الفحص منذ استلام العینة وحتى طباعة التقرير حسب مواد وفقرات انظمة الاعتماد لمختبرات الوكالة، وتبقى المسألة ليست سهلة وتحتاج دقة متناهية في تتبع كل النقاط بحثاً عن ثغرة يمكن النفاذ منها.

اختلاف ونقص معلومة

وحول رأيه في كيفية تعاطي الوسط الرياضي مع قضية نور من ناحية دقيقة، أوضح: لاشك أن قصة العینة الإيجابية التي تم التقاطها من قبل لجنة المنشطات للاعب شغلت الرأي العام، وهذا يدل على الشعبية الجارفة التي يتمتع بها نور، وزاد: كالعادة تباينت آراء الجماهير الریاضیة في وسائل التواصل الاجتماعي ـ كما رأيت ـ بین متعاطف ومحاید أو حتى شامت، وكان من أبرز من استضافتهم الفضائيات للتعلیق على الموضوع أو إبداء
الرأي رئیس الوكالة الدولیة لمكافحة المنشطات ديفيد هومان في برنامج في المرمي والذي بدت ردوده مقتضبة ومتحفظة لدرجة كبیرة، وانتقد الدكتور فيصل الإعداد للقاء شخصية مهمة مثل هومان، وقال: یبدو لي أن تحفظ هومان یعود لنوعیة الأسئلة الغریبة التي كان المقدم یلقيها عليه كونه شخصا غير متخصص في هذا الشأن ولا يملك المعلومة العلمية لمحاورة ضيفه الكبير، وأبان: عندما تقضي قنواتنا الكثیر من الوقت للتنسیق لإجراء مقابلة متلفزة مع مسوؤل بهذا المستوى یفترض أن تقضي وقتاً آخر لایقل أهمیة في الاستعانة بخبراء للمساعدة في إعداد الأسئلة المناسبة.

مادة الكبتاجون

وتابع اختصاصي فحص السموم حديثه: من الداخل السعودي، استضافت قناة MBC عبر برنامج اكشن یادوري بدر السعید أمین اللجنة السعودیة للرقابة على المنشطات، والسعید خلافا لهومان، بدأ أكثر استعدادا للحدیث، حيث أعلن حينها أن المادة التي أظهرها التحلیل هي مادة الامفیتامین، كما أشار إلى أن هذه المادة لا تدخل في تركیب أي دواء یستخدم لغرض طبي على الأقل في دول الخلیج العربي، وقال الدكتور فيصل: ارتباك السعید وعدم رغبته الواضحة في الحدیث مطولاً عن المادة رغم الحاح مقدم البرنامج جعل المتلقي يتيقن أن المسألة محسومة، وأنه (أي السعيد) لا يرغب في فضح اللاعب بتعاطي مادة (الكبتاجون) المحظورة والتي قال السعید بوضوح العبارة: إن الامفیتامین یوجد فيها حصراً.
وفيما إذا كان السعيد محقاً أجاب الدكتور فيصل: في الواقع كلام السعید لایحمل إلا جزءاً یسیراً من الحقیقة، حيث أن إیجابیة فحص الامفیتامین حتى بأجهزة الفحص التأكیدي المتطورة في المختبرات المعتمدة من الوكالة لیست نهائیة.
ومضى الدكتور فيصل في تفسيره للكشف بقوله: برغم سهولة الكشف عن مادة الامفیتامین في سوائل الجسم نسبیاً إلا أن تفسیر النتائج فيما يتعلق بعقوبات قد تقضي على الحیاة المهنیة لإنسان أمر بالغ الصعوبة أحیانا وتحتاج الكثیر من التریث.

حالة مشابهة

وعاد الدكتور الزهراني لحادثة عالمية سابقة قد تكون قريبة من وضعية نور موضحاً تفاصيلها من زاوية علمية بقوله: أزمة أسطورة الاتحاد تقودني للحدیث عن الحكایة المؤلمة لبطل التزلج الاسكتلندي ألین باكستر الذي حرم من میداليته البرونزیة في الالعاب الاولمبیة الشتویة في سولت لیك ستي في الولایات المتحدة عام ٢٠٠٢ . بعد أیام قلیلة من عودته منتصراً الى أیفي مور المدینة الاسكتلندیة الوادعة، حيث تلقى باكستر بصدمة خبر فشله في اجتیاز فحص
المنشطات، وأردف: تم رصد نفس المادة (الامفیتامین) في عينة سحبت منه.
وواصل الدكتور الزهراني سرد قصته: باكستر كان یعاني من الاحتقان المزمن استشار طبیبه المحترف والذي طلب منه أن یستخدم أحد منتجات الشركة الشهیرة عالمیا (فیكس).
لكن باكستر لم یشعر بتحسن كبیر وقرر بینما هو یتجول في شوارع المدینة الأمریكیة التي حل ضیفاً عليها المرور على إحدى الصیدلیات في الشارع لتجربة منتج آخر لذات الشركة معتقداً أن ذلك لا یخالف توصیات طبیبه، وأوضح: جرب باكستر هذه المرة بخاخ الأنف من شركة (فیكس)، وكما هو معلوم أن البخاخ المتوفر في أغلب الصیدلیات
في العالم موجود على الأرفف ولايحتاج إلى وصفة طبیة للحصول عليه، لكن مالم یكن یعرفه باكستر ان هذا البخاخ تحديداً یحتوي على مایمكن تسمیته بالصورة المرئیة لمادة
الامفیتامین المحظورة ( Mirror image).
وذكر الدكتور الزهراني: هذه المادة رغم أنها آمنة جداً وربما استخدمها الكثیرون منا دون ان یشعر من خلال استخدام بعض منتجات فیكس، تعد محظورة من اللجنة الدولیة للمنشطات، ويعود السبب في حظرها كونه من الصعب التمییز بینها وبین شقیقتها (الشقية) التي تصنف كمادة مخدرة دولیاً.

حرب فاشلة

وقال باحث الدكتوراه: البطل باكستر حارب طویلا لاستعادة میدالیته إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل ذلك لأن قانون الوكالة لا یعفي من العقویة من یتعاطي أي مادة محظورة حتى لو كان ذلك بجهل منه، رغم أن باكستر طلب إجراء فحصا آخر متقدم والذي یمكن من خلاله التفریق بین الشقیقتین إلا أن طلبه قوبل بالرفض حينها كون ذلك لا یغیر في الأمر شیئاً بالنسبة لهم، وأبان: باكستر تعرض لاحقا للایقاف لمدة ٣ اشهر فقط.
الدكتور فاروق الزهراني الذي تفضل مشكوراً بتقديم إيضاحات عن حالة قائد النمور، أختتم حديثه: علمت أن نور استعان بمحامين انجلیز وعرب وسعوديين للترافع عنه لكنني أرى كما ذكرت سلفاً أن فرصة نجاة نور لا تلوح في الأفق إلا في حالة وجود خطأ إجرائي لحظة سحب العينة، مشدداً أن فتح العينة (B) لن يغير من الأمر شيئاً وفق التحليل العلمي الدقيق.

المصدر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع