هذا فِراق بيننا وبينك !!! | بقلم إياد عبد الحي

أمّا بعد.. وقد كتبتُ آخر ما كتبت: “مدرج الاتحاد قد صبر حتى ملّ الصبر منه، وآن الأوان أن يرى اتحاده الذي يعرفه”..
سطر ختمتُ به (كشف حساب) الموسم الماضي وها نحن ذا نقترب من نصف موسمنا الحالي ولم نرَ من النمر إلا (رفاتاً) ما به ذرة حياة..!
فريق بلا هوية، يترنح، يتساقط، يُحشر في ملعبه ومن أيّ مين، بلا لياقة، ولا تكتيك، غارق في الانهزامية..!
يقدم لنا كرة قدم مُنبعجة.. لا تتدحرج..! بل تتحرك بفوضى متناهية وإزعاج كما لعبة الفرفيرة..!
ماذا تريد يا إبراهيم..؟
بناء فريق..؟ أم تحقيق بطولات..؟
دعني أجيب عنك: ((لا هذه ولا تلك))..!!!
فمن يريد البناء لا يبني على (مونتي) تشكيلته الأساسية ولن يُراهن على عودة (أسامة) دون التعاقد مع مدافع أجنبي، ولن يكون (مختار) ورقته الرابحة تحت أي ظرف..!
وأمّا من يريد البطولات فإليك مني ما يفعله:
رودريغو سيلفا جونيور.. من يعرفه..؟ تقريباً لا أحد..! وهذا هو اسمه على جواز سفره.. أما اسمه في ملاعبنا: (ديغاو)..!
هذه صفقة..
كارلوس دي أوليفيرا ألفيس.. أو من عرفناه الآن بـ (إدواردو).. صاحب هدف الحسم في نهائي السوبر، وهدّاف الهلال حالياً.. وكاريزما الأزرق..!
صفقة أخرى..
عمر السومة.. أظن أن الاسم يكفي..!
عبدالشافي.. أن تقول “كِش ملك” لخصمك مع كل غارةٍ من خانته..!
صفقااات.. بها تكون الصدارة والذهاب نحو البطولات..
هل لاحظت أمراً يا إبراهيم..؟
هُم لم يأتوا على طريقة نجم الكالتشيو.. ولا بمانشيتات ميسي رومانيا.. بل بمقاييس ماذا أريد..؟ وهل بإمكانهم فعل ذلك..؟
قارن بين السّعر هنا وهناك وستجد أن هناك من (اشترى) وهنا من (باعك)..!
مونتاري (خدعة) ومارتن كما ألعاب (خفة اليد).. وكلاهما يبهروك بلمحة في مباراة ثم يختفوا بلمح البصر في مباريات.. وأعترف بأني ممن خُدعت فيهم..!
ريفاس وحده لن يفعلها.. وهل لاحظت أنه لم يأتِ على طريقتهم..؟
دعني أُلخص لك ما فعلته يا إبراهيم.. بدلاً من أن تأتي بمحترفين (يشيلوا) الفريق.. أتيت بهم كي (يشيّعوا) جنازته..!!!
أمر يتكرر.. وطالما أنه يتكرر.. لماذا لا تغير مسشار الغفلة..؟ وسمسار النكبة..؟ ووسيط الفشل..؟ لماذا لا تُرهف السّمع لأهل الاختصاص وذوي الخبرة, فتطلب منهم المشورة الصادقة والرأي المُحب وهُم كُثر من أبناء الاتحاد الأوفياء.. حمزة، مناف، الصقري، تكر، وتشيكو وأسماء وأسماء بدلاً من انسياقك خلف (الباعة) للكاسد من البضاعة.. وهلافيت التسريبات الذين قدموك للجمهور بما لا يليق بك إطلاقاً..!
اسمع مني يا إبراهيم.. بولوني أو حتى جوارديولا لن يعيدا مونتي إلى الحياة..! ولن يُفهما بو سبعان أن زمن (العنقله) عدّى وفات..! ثم قل لي.. إلى متى يتم التمثيل بجسد قاسم في خانة الظهير..؟
هل تعلم أن أكثر ما يميز فهد روحه.. وما يحصل الآن ليس إلا انتزاعاً لها..!
إن ما يحدث ليس إلا قتلاً جماعياً وهاكُم مقبرته: جمال فقد جمالَه.. عبدالفتاح صار عالَة.. وكم مِن اسم تم التعاقد معه (اختفى) ولم نعرف مآلَه..؟
أهو البناء أم الإزالة..؟ قل لي بربك يا إبراهيم..!!!
ثم ماذا..؟ ثم: يأتي التبرير بالتحكيم.. ويتم صلب الكوتش.. وقريباً سيكون (التسويف).. التسويف ليناير.. كما التسويق لكسوة شتاء.. أسماء و(ماركات) وفي نهاية الأمر لن تصمد أمام أول نفحة برد..!
إدارة (الإنقاذ).. نعم.. وأنا شاهد عصرٍ على ذلك.. ولكن.. الإنقاذ كان (مالياً) فحسب.. أمّا (فنياً) فما زلنا نردد: “لجل الله نشوف الاتحاد في مباراة”..!!!
ما زال في العشَم عشَم..
الاتحاد: الرقم واحد.. فلا تقصم ظهره يا إبراهيم.. هل تتذكر..؟
لقد كانت أُولى نصائحي لك..
المدرج يا ريّس وصل لآخره الآن.. أحسِبه على بُعد شعرةٍ مِن (لن نستطيع معك صبراً).. فإمّا أن تُعيد له اتحاده الذي يعرفه وإمّا أن تنتظر منه مقولة: (هذا فِراق بيننا وبينك)..!!!

نهاية:

ألا قد بلّغت..؟ اللهم فاشهد…