اشرب واسقيني من العين | بقلم صالح العمودي

ـ من لوازم الضيافة عند العرب أن ترحب بالضيف وتكرمه حتى يرضى، وتسولف معاه حتى يسعد ويستأنس، وقد تجعل البساط أحمدي فتبادله السواليف الماتعة والضاحكة ثم يخرج من عندك وهو في غاية البهجة والسرور.
ـ كل هذا لا مكان له في لقاء الليلة عندما يستضيف العين الإماراتي منافسه الكبير الاتحاد السعودي على ملعب هزاع بن زايد بمدينة العين ضمن دور الثمانية الآسيوي.
ـ الضيف (العميد) أو (نادي الوطن) ذهب إلى هناك لغرض واضح ومحدد ولتنفيذ مهمة وطنية لا مجال فيها للتراخي والمجاملات فهو يحمل تفويضاً رسمياً من عشاقه ومن جماهير الكرة السعودية يقولون له ما قاله الموسيقار فريد الأطرش في إحدى روائعه (بتأمر على الرأس وعلى العين.. اشرب واسقيني من العين).. بمعنى أن المطلوب من العميد وباختصار شديد هو ضرب العين على أرضه وإسقاطه بين جمهوره والعودة إلى جدة سالماً غانماً.
ـ إن المستوى المقلق الذي ظهر به العميد أمام الفيصلي ثم الفتح يرفع ضغط التحدي عند النمور، فالعين تركيبة أخرى من الكبار وعجينة مختلفة من المنافسين وبالتالي يقف خالد القروني على المحك، فنحن جميعاً ننتظر من العميد أن يدافع ويهاجم ويهز الشباك، فإن لم يفعل سيدخل دائرة الخطر.
ـ لن يجد القروني (إن كان في رأسه تدريب) أية صعوبة في اختيار التشكيلة الاتحادية المناسبة لهذه المواجهة الهامة، كما يمكنه أن يوظفها جيداً فيفتح اللعب بمفتاح الانتشار المقنن ويطلق العنان بحرية للظهيرين، ويشد الوسط بحزام الإيقاع السريع، ويربط على قلب الدفاع بحبل الثبات والتمحور، ويغلف أداء الفريق كمجموعة بسولفان السهل الممتنع، وأجزم لو نجح في ذلك سيجد في مخالب النمور وأنيابهم ما يكفي لافتراس العين.. لأن (العين ما تعلى على الاتحاد).
ـ وفي المقابل يعرف المضيف (العين) عراقة ضيفه (الاتحاد) ويحفظ تاريخه في كأس آسيا، ويدرك خطورته عندما ينتفض، ولهذا رمى بكل ثقله فاستعد لهذه المواجهة منذ وقت مبكر، وأعلن التعبئة الخاصة واستجمع كل قواه، وحشد للنزال ما يجعله يفقد خاصية الود مع ضيفه الاتحاد، بل يرفع له شعار (إكرام الضيف ذبحه).
ـ هكذا يريدها العين مع كتيبة النمور ليقطع بالفوز المأمول شوطاً هاماً في تخطي (ملك آسيا) ويعزز به حظوظ التأهل لدور الأربعة تحسباً لأسوأ الاحتمالات التي يمكن أن تحدث في اللقاء الثاني بجدة.
ـ بين جموح العين وروح الاتحاد يتوقف زمن مواجهة الذهاب ليعلن نتيجة الشوط الأول.