لماذا خسر الاتحاد؟! | بقلم عادل عصام الدين
الكاتب : عادل عصام الدين ,, صحيفة الشرق الاوسط ,, الأربعاء 20 / 8 / 2014
عندما تخسر يجب ألا تنسى أن الفريق الآخر تألق وأجاد، وحين ترى أنك لم تلعب جيدا بنسبة 100 في المائة، فهذا تقليل من شأن المنافس، مما يدل على عدم تمتعك بالروح الرياضية.
في الإمارات خسر الاتحاد في مباراة الذهاب أمام العين الإماراتي ضمن منافسات ربع نهائي الدوري الآسيوي لكرة القدم للمحترفين. بعد الخسارة الاتحادية تجاوز الهلال على أرضه – وكما كان متوقعا – منافسه السد القطري بهدف الفنان سلمان الفرج.
بعد هاتين النتيجتين لممثلي كرة القدم السعودية في البطولة الآسيوية، بات الهلال في موقف جيد، لأنه لم يفز إلا بفارق هدف، وكنت شخصيا توقعت فوزه بأكثر من هدف، ومع ذلك أتوقع أن يتأهل الهلال، لأن المعطيات الفنية تؤكد التفوق الفني للزعيم السعودي.
أما الاتحاد الذي خسر بنتيجة صفر – 2 فقد أصبح موقفه صعبا. صحيح أن فريق العميد لعب خارج أرضه وأمامه مباراة العودة، إلا أن المؤشرات الفنية لا تنبئ بإمكانية تأهل الاتحاد إلا إن حدثت انتفاضة.
هنا أترك الشق الفني جانبا، وأقول إن الشق النفسي هو ما أعنيه، والانتفاضة الكروية في كرة القدم عادة تعني تحولا في الطاقة النفسية والذهنية، الأمر الذي يؤثر إيجابا على الجانبين؛ البدني والفني.
هل يعني ذلك أن الاتحاد خسر جولة الذهاب بسبب غياب الروح القتالية؟!
لا، بل كانت الأفضلية الفنية وراء تفوق زعيم كرة القدم الإماراتية، ويكفي وجود لاعب واحد اسمه عموري، لو امتلك الاتحاد واحدا مثله لتغيرت الأمور، وهذا يدفعني للتأكيد على أن أحد أسباب إخفاق فريق ما هو عدم اختيار العناصر المناسبة، أو وجود خلل عناصري أو نقص في التركيبة الفنية للفريق. نجح مدرب الاتحاد القروني في إحضار لاعبين أجانب، أزعم أنهم أفضل من الذين شاهدناهم في الموسم الماضي، لكن القروني لم ينجح في تحديد المراكز المناسبة.
باختصار عانى الاتحاد مثل معظم الفرق السعودية من غياب ما يسمى صانع الألعاب؛ أي العقل المفكر أو القائد الحركي، وكان واضحا جدا أن ثمة فجوة واسعة بين خط الهجوم وعمق الوسط؛ الأمر الذي أراح المحور الدفاعي للعين. دافع الاتحاد جيدا ولم يقصّر في المحورين الخلفيين، لكن البناء الهجومي عنده كان ضعيفا، ليس في هذه المباراة ولكن بشكل عام، ولا أنسى أن طريقة القروني هي «4 – 2 – 3 – 1» وتعتمد على ثلاثي الوسط، فإذا لم يكن هذا الثلاثي مؤهلا، فهذا يعني الفشل، ولكي أكون منصفا، فلا بد أن أشير إلى أن القروني قد يكون قد اعتمد على العاجي ياكونان الذي لم يلعب حتى الآن رغم انضمامه رسميا للاتحاد.
ضعف البناء قد يخرج الاتحاد من الآسيوية ويحرجه في السعودية، بيد أن هذا الخلل يجب ألا يجعلني أتجاوز عن التراجع الكبير في مستويات بعض اللاعبين، وفي مقدمتهم عبد الفتاح عسيري الذي أرجو أن يتعلم من الإماراتي عموري كيفية القتال.. الموهبة وحدها ليست كافية.