صحيفة الرياض | نور الاتحاد .. تاريخ حافل بالدراما

    يبدو أن العلاقة بين نور الذي نشأ وتربى وترعرع داخل أروقة الاتحاد وبين إدارة ناديه والمدرب بيتوركا باتت منتهية.

وتؤكد المصادر بأن القائد محمد نور سيختتم مشواره الكروي في الوحدة من باب رد الجميل لنادي مكة المكرمة الذي انطلقت منه نجوميته، خصوصا بعد توتر العلاقة بينه وبين العجوز الروماني.

معسكر جبل علي

جاءت بداية الشرارة في ذلك المعسكر حين قرر المدرب الروماني بيتوركا استبعاد نور والمدافع حمد المنتشري من معسكر الفريق الذي أقيم في جبل علي، بسبب عدم التزامه بالتعليمات وعدم انضباطيته الأمر الذي جعل بيتوركا يتخذ ذاك القرار، فبعد أن سمح بيتوركا لنور بمغادرة المعسكر لقضاء بعض الحاجيات، خالف التعليمات وعاد متأخرا مدة ساعتين عن الموعد ومن هنا بدأت المشكلة والتي تمثلت في ردة فعل المدرب تجاه نور ليتم استبعاده من المعسكر نهائيا وتحويله إلى الفريق الأولمبي، في تاريخ 14 يناير الماضي ومنذ ذلك الوقت لم يشارك نور فريقه في التدريبات والمباريات، وباءت كل المحاولات بالفشل مع المدرب لثنيه عن قراره.

ومن الواضح أن الأزمة بين نور وبيتوركا لا تزال قائمة وستبقى كذلك بل يتوقع لها أن تزدادا تعقيدا وسوءاً بعد أن منع نور من المشاركة مع فريقه، إذ أكمل نور ما يقارب الثلاثة أشهر منذ استبعاده من معسكر الفريق.

وبالعودة قليلا الى الوراء فإن البداية الحقيقية للأزمة بين الطرفين اندلعت شرارتها فور تسلم بيتوركا القيادة الفنية للاتحاد، وسرعان ما عاقب المدربلقائد الفريق بعد أن تأخر عن موعد بداية التدريبات اليومية وحوله الى الفريق الأولمبي.

وبعد تدخلات ادارية قبل بيتوركا بعودة اللاعب للتدريبات وسمح له باللعب في صفوف الفريق بضع مباريات قبل أن تأتي أزمة جبل علي التي قطعت حبال الود بينهما تماما.

شرط بيتوركا

يبدو أن موقف إدارة النادي غير ايجابي مع نور نظرا للشروط المتفق عليها مع المدرب بيتوركا أثناء توقيع العقد والتي تنص على توليه الإشراف الفني على الفريق من دون أي تدخلات وفي حالة مخالفة ذلك فيحق له إلغاء عقده والحصول على الشرط الجزائي الأمر الذي جعل إدارة النادي تحاول تقريب وجهات النظر على استحياء.

تجربته مع النصر

لم تكن تجربة نور مع الفريق النصراوي الموسم المنصرم من باب الإعارة أو الانتقال النهائي أو شيء من ذلك القبيل، بل جاءت نتيجة عدم رغبة إدارة الفايز في استمرار نور مع الفريق نتيجة خلافاته الدائمة مع المدرب السابق الاسباني راؤول كانيدا الذي طالب بإبعاده.

وليست المرة الأولى التي يستبعد فيها نور واختلافه مع المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق ولم تكن الثانية ولا الثالثة فصفحته ممتلئة بالمشاكل مع المدربين.

البرتغالي جوزيه

إبان رئاسة إبراهيم علوان وفي يوم الأربعاء، وأثناء المعسكر الإعدادي للفريق في لشبونة البرتغالية، تغيب نور عن البعثة المغادرة ليزداد الخلاف بين جوزيه ونور بعد أن كان قد بدأ من خلال التدريبات التي انطلقت في جدة وأيضا رفض (نور) إجراء الفحوصات الطبية التي أقرها المدرب قبل السفر ليتأزم الوضع بين الطرفين الأمر.

وهدد وتوعد جوزيه الإدارة الاتحادية بأنه في حال استمرار نور في سلوكه وعدم انضباطيته فإنه سيرحل، خصوصا بعد أن رفض وساطة اللاعبين لزميلهم في عودته لتدريبات الفريق وأكد أنه لن يتغاضى عن ذلك مما صعب الموقف بينه وبين نور وبالفعل لم يستمر جوزيه طويلا وقرر الرحيل بعد وصول الأمر إلى طريق مسدود.

كانيدا

لم يكن رحيل المدرب الاسباني راؤول كانيدا من الاتحاد بسبب النتائج السلبية التي حققها مع الفريق وان كان هذا الأمر أحد الأسباب ولكن ليس السبب الرئيسي فإدارة الفايز اضطرت لاتخاذ هذا القرار بسبب سوء العلاقة فيما بينه وبين نور لتعلن عن إقالتها رسميا لمدرب الفريق الأول لكرة القدم كانيدا.

الاستعانة والاستفادة

من البرتغالي جوزيه

يبدو أن إدارة نادي الاتحاد بقيادة المهندس محمد فايز قررت أخيراً الاستعانة بخدمات وتوجيهات المدرب البرتغالي العجوز والقدير مانويل جوزيه وذلك بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على رحيله عقب فترة لم تستمر طويلا في تدريب الفريق الاتحادي بسبب خلافات في وجهات النظر والمشكلات التي واجهته مع اللاعبين وأولهم قائد الفريق وقتها محمد نور، ثم الاستغناء عن عدد من اللاعبين من بينهم محمد نور وحمد المنتشري ورضا تكر وإبراهيم هزازي ومبروك زايد وراشد الرهيب، الأمر الذي أثار ضجة إعلامية وجماهيرية في الشارع الرياضي السعودي بين رافض ومؤيد.

كان الرافضون لقرار إبعاد نور نسبتهم أكبر بكثير من الذين صفقوا لهذه الخطوة، إذ رأى هؤلاء أن قائد الفريق كان يجب ألا تكون نهايته مع ناديه بتلك الطريقة بعد المشوار الطويل والبطولات الكثيرة التي حققها على حد قولهم ولكن بعد مرور الأيام والأشهر اتضح بان قرار إدارة الفايز كان صائبا.

انجازاته

منذ مشاركته الأولى مع الاتحاد التي كانت فاتحة خير على البطولات الاتحادية الغائب منذ فترة طويلة وكان أولى الثمار هو تحقيق الثلاثية الشهيرة التي كانت عام 1417ه والتي قدم فيها محمد نور مستويات على الرغم من صغر سنه في ذلك الوقت.

وفي عام 1419ه ساهم في تحقيق الرباعية الشهيرة والتي حملت في طياتها أول بطولتين خارجيتين للفريق الأولى كانت البطولة الخليجية والثانية الآسيوية التي كانت من أغلى البطولات التي مرت على تاريخ النادي، إذ استطاع محمد نور في نهائي تلك البطولة أن يقلب موازين الخسارة إلى فوز بسبب هدفه الذي أحرزه في الدقائق الأخيرة من المباراة والتي أهلت الاتحاد للحصول على ذلك الكأس الذي تمناه الاتحاديون كثيراً بالإضافة إلى تحقيقه ذلك العام كأس الدوري أمام شقيقه الأهلي والتي لقبت تلك المباراة بلقاء القرن.

وفي عام 2004 حقق مع ناديه الاتحاد البطولة الآسيوية للمرة الثانية على التوالي التي كانت في غاية الصعوبة بسبب خسارة الاتحاد في جدة أمام سيونغنام الكوري الجنوبي بنتيجة 3-1 وكان يتوجب على الاتحاد لكي يحصل على الكأس تسجيل أربعة أهداف في كوريا والتي اعتبرها الكثيرون في غاية الصعوبة لتحقيق الكأس، إلا أن محمد نور وعد الجماهير الاتحادية بتحقيق الكأس وهذا ما حصل فعلاً عندما تمكن محمد نور من إحراز هدفين في ذلك اللقاء الذي انتهى بفوز اتحادي صريح بنيتجة 5-0 لينتزع اللقب بجدارة.

وفي عام 2005م استطاع محمد نور مع فريقه الاتحاد تحقيق أول بطولة عربية لنادي الاتحاد في تاريخه أمام الصفاقسي التونسي والتي تمكن فيها اللاعب من إحراز هدفي اللقاء الذي انتهى بفوز الاتحاد بنتيجة 2-1 وفي نفس العام حقق للمرة الثالثة البطولة الآسيوية والتي كانت هذه المرة بطعم آخر بسبب أن الفائز بهذه البطولة يمكنه من المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية والتي لعب فيها الاتحاد بصفته بطل آسيا وقدم فيها الفريق مستويات كبيرة بفضل هذا الفتي الذي استطاع أن يؤهل الفريق إلى دور الأربعة بفضل هدفه الذي سجله في مرمى الأهلي المصري وجاءت مباراة الفريق الثانية في هذه البطولة أمام ساوبالو البرازيلي واستطاع إحراز أحد أهداف اللقاء إلا أن الفريق خسر المباراة بنتيحة 3-2 وخرج من تلك البطولة التي قدم فيها أفضل عروضه الكروية، وشارك مع المنتخب السعودي في كأس العالم 2002 الذي ولم يقدم المستوى.

وساهم أيضا في تحقيق العديد والعديد من البطولات المحلية مع فريقه.

حقق كأس بطولة العرب مع المنتخب، كما حصل على لقب أفضل لاعب عربي في عام 2003م.