أقلام الصحف السعودية

وفاءُ الاتحاديين في ليلةِ ( جميل ) !! | بقلم عبدالرحمن القرني

 في الاتحاد وعلى مدى تاريخه سارت سخونة متغيراته كمؤشر الأسهم صعوداً ونزولاً بين الخلاف والاختلاف في طريقة الحب ولكنها في نهاية الأمر تصب في معين واحد يتفق الجميع عليه ألا وهو مصلحة الكيان ورفعته وعلو شأنه، ولكنّها وفي السنوات الأخيرة بكل أسف بدأت تسير في اتجاه مغاير لم يألفهُ الاتحاديون الذين عاصروا كثيراً من تاريخه من انقسام بين فريقين أحدهما يحاول أن يبقي النادي على أسسه وثوابته التي نشأ عليها كأول الأندية السعودية التي تنهل البساطة والتواضع والشعبية وربط حاضره بماضية ليكون في نهاية الأمر اتحاداً للجميع دون استثناء، وفريق آخر يسعى لنسف كل هذه الثوابت واختزالها في مرحلة أو أشخاص دون التوقف كثيراً عند تلك الثوابت التي بدأت منذ نشأته في غرفة اللاسلكي بين مجموعة من البسطاء عند بداياته الأولى، وهذا الأخير بكل أسف قلب كثيراً من موازين هذه الثوابت لدى الناشئة على وجه الخصوص ورسخ لديهم نظرية إقصاء الآخر مهما كان واختزاله بمرحلة معينة وعدم التوقف كثيرا عند تاريخ طويل تستحق أن تكون مترابطة ومتحدة مع بعضها البعض !

مجموعة الوفاء الاتحادية ظهرت على يد مجموعة بسيطة جاءت من مدرج الذهب الكبير وبمجهوداتها الذاتية ولا تحمل ضمن أهدافها أجندة تخدم فريقا على حساب الآخر بل وضعت نصب عينيها العمل على إبقاء ثوابت الوفاء التي عرفت عن النادي عبر مراحله منذ التأسيس وتسدّ من خلاله ماعجزت عنه إدارات تأتي وتذهب مثلما أتت ولا تنظر سوى ما يترك لمرحلتها بصمة تتغنى بها وتحمل اسمها في السجل البطولي للنادي !!

كانت فكرة ولادة هذه المجموعة من خلال ظهور عبدالقادر كتالوج رحمه الله في أحد البرامج ودمعته على خده بسبب جفاء الاتحاديين له بعد اعتزاله الكرة قبل عقود طويلة وتم تكريمه من المجموعة قبل وفاته رسمت بها بسمة على محياه غابت عنه طويلاً وتواصلت بعده في البحث عن المنسيين ممن خدم الكيان لاعباً ليس في كرة القدم فحسب بل في كل الألعاب المختلفة أو إداريا أو شرفيا أو حتى مشجعا ولم تكتفِ بمن هم على قيد الحياة بل تجاوزته لمن توفاه الله وقامت بتكريمهم من خلال ذويهم.

الوفاء الأخير كان لأعظم قائد في تاريخ الاتحاد الدولي السابق أحمد جميل في ليلة اتحادية خالصة ازدانت بحضور عدد من الشخصيات الشرفية والإعلامية والإدارية الذين يدعمون الوفاء ويرونه واجباً من كل الاتحاديين غابت عنه مع الأسف إدارة النادي الرسمية التي يستوجب أن تكون في مقدمة أهل الوفاء أو حتى الإعلان عنه عبر مركز النادي الإعلامي مثلما تفاعلت مع مجموعة النمور الذهبية التي قامت بعمل أعظم تيفو في العالم «حبيبي يارسول الله» وترسيخ معنى الوفاء لدى كل الاتحاديين وخاصة للناشئة منهم ولكنها بهذا الجفاء جعلت الحدث يعيش تحت وطأة الغمز واللمز وظلت أمامه صامتة تاركة الأمر للتأويل والتشكيك !

ما قامت به مجموعة الوفاء الاتحادية خلال أكثر من عام من وفاء لمن كان لهم بصمات واضحة في مسيرة النادي يستحق أن يُكتب بماء الذهب ويجب أن يلقى اهتمام كل الإدارات المتعاقبة على النادي من أجل أن يبقي للاتحاد من اسمه نصيب.

رافع العمري

محب للكيان الاتحادي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع