أخبار الصحف السعودية

? البلاد | فوال : نور أخبرني أن الزمن تغير.. وأصبح المال كل شيء

حوار: عبدالعزيز عركوك

بات من المعروف، والمألوف انحسار الأضواء عن لاعبي الكرة بمجرد اعتزالهم، أو ابتعادهم عن المستطيل الأخضر، إلا القليل ممن نجوا من الوقوع في غياهب النسيان. ” البلاد” من جانبها آلت على نفسها إلا وتنفض غبار النسيان الذي يصل في بعض الأحيان إلى التجاهل المتعمد، عن رياضيينا في كل الألعاب، والمجالات، وتفتح أمامهم نافذة جديدة، يطلون بها على قراء صحيفتنا الغراء، لنعرف ونتعرف على أحوالهم ، وأعمالهم، وما يمارسونه من نشاط في الوقت الحالي، لنكون جسر تواصل دائم بين ما كان، وأصبح، عبر صفحة أسبوعية ، اخترنا لها عنوان” واحشنا”.

وسيكون ضيفنا الأول على هذه الصفحة، الكابتن عبدالله فوال، لاعب الاتحاد السابق ، فإلى الحوار التالي :

• في البداية.. أين أنت؟
– أنا موجود وقريب من الوسط الرياضي، وهناك اهتمام خاص بفريقي السابق الاتحاد، من خلال طرح بعض الأمور الفنية؛ حين يطلب مني ذلك، وقريبا اجتمعت مع الرئيس المكلف الحالي حمد الصنيع لمناقشة العديد من الأمور الهامة، التي تخص نادي الاتحاد الذي يحتل مكانة كبيرة في القلب والعقل .

• ما سبب اعتزالك لكرة القدم ؟
– أولا.. اتخاذ قرار الاعتزال كان عن قناعة شخصية مني بأن أترك كرة القدم، وأنا لازلت قادرا على العطاء؛ حتى أترك بصمة، ولا أدع مجالا للمدربين أو النقاد والجماهير بمطالبتي باعتزال الكرة، كما نشاهد في الفترة الحالية بعد مكابرة العديد من النجوم، الذين لهم تاريخ طويل، ولم يعد لديهم مايقدمونه، مما يجعلهم يشوهون الماضي الجميل الذي تحقق.

• حفل اعتزالك لم يكن بالصورة المأمولة من وجهة نظرك ؟
– حفل الاعتزال راح بخيره وشره، ولا أريد الحديث أكثر عنه؛ سوى أنه لم يكن على مستوى التطلعات والطموح.

• من هم الأشخاص الذين خذلوك ؟
– لا أحب ذكر الأسماء أو التطرق لها؛ حتى لا أدخل في جدال ومناقشات وتصادمات لا تنتهي، وليست في مصلحة الاتحاد أن نتطرق لها؛ كون النادي بحاجة لوقفة الجميع، حتى يتخلص من الأزمة الحالية التي يمر بها، ولكن الذي أود قوله : لقد حصلت على وعود كثيرة من شخصيات تعشق الإعلام بالتكفل بحفل اعتزالي أمام أندية أوروبية مثل نابولي ويوفنتوس الإيطالي، وعند موعد الاعتزال الجميع تخلف عن وعده، وتمت إقامة حفل تكريمي مبسط أمام نادي الزمالك المصري.

• هل حصلت على مبالغ مادية من الحفل ؟
– للأسف.. لم أحصل على أي مبلغ.

• هل أنت راض عما قدمته للاتحاد ؟
– بكل تأكيد نعم، على الرغم من وجود طموح ورغبات كانت في الماضي لم تتحقق؛ بسبب الظروف الاجتماعية التي صاحبتني بعد وفاة الوالد والوالدة – يرحمهما الله- في بداية حياتي الكروية، إضافة للجوانب الفنية الأخرى التي لم تكن تساعد للنجاح في تلك الفترة، ولكن محبة الاتحاديين والأندية المنافسة لي حتى هذه الفترة على الرغم من اعتزالي الذي كان قبل ما يقارب 20 سنة بالثناء علي، يعتبر شيئا عظيما.

• ماذا استفدت من كرة القدم ماديا ؟
– بكل أمانة لم يكن هناك استفادة ملموسة، بالنظرعلى أنه لم تكن هناك عقود احتراف في الفترة التي لعبت بها، وكنت لاعبا هاويا في أكثر فتراتي، وبعد قدوم الاحتراف المبدئي مثلت النادي لمدة 3 سنوات براتب شهري بمبلغ 18 ألف ريال، وفي فترة بدايتي الرياضية كنت أتمنى أن يسمح لي النادي بالاحتراف الخارجي في النمسا، بعد أن تلقيت عرضا، وكنت في تلك الفترة أبلغ 22 عاما، ولكن لم يكتب لي التوفيق في تلك الفترة .

• أين كنت تعمل سابقا ؟
-عملت أثناء فترتي كلاعب هاو في شركة بترو لاين، ثم في شركة سمارك، وكنت أوفق بين عملي الأساسي، وكرة القدم بالذهاب إلى النادي بعد انتهاء عملي لحين فترة الاحتراف؛ حيث قدمت استقالتي من أجل التوقيع مع النادي لفترة 3 مواسم براتب وبدون مقدم عقد.

• هل كان هناك تأخير للرواتب؟
– بكل تأكيد مرت علينا فترات لم نتسلم الراتب لأكثر من 7 أشهر، ولم نكن حينها نخرج للإعلام أو نطالب النادي بضرورة دفعها في تلك الفترة؛ كوننا نلعب من أجل الشعار، ومحبة وعشقا للنادي، وندرك تماما بأن الرواتب سنحصل عليها كونها موثقة ومرتبطة بعقود.

• هل استطعت تأمين مستقبلك من خلال كرة القدم ؟
– لم أحقق المطلوب في تأمين مستقبلي؛ نظرا للمبالغ المتواضعة التي حصلنا عليها كلاعبين في الفترة السابقة، مقارنة بالعقود الحالية؛ حيث اتجهت لعمل خاص لتأمين مستقبل أبنائي، من خلال انشاء مؤسسة صغيرة في مجال الديكورات.

• كيف كانت التجهيزات والمعسكرات داخل النادي سابقا؟
– لم يكن هناك معسكرات داخل النادي استعدادا للمباريات، وكنا نحضر للنادي في يوم المباراة، ولكن كان الفرق في اللقاءات الكبيرة أمام الأهلي والهلال والنصر، نجد هناك حضور شرفي يسبق المباراة بأسبوع مع اهتمام جماهيري فيعطي اللاعبين دافعا قويا للظهور بمستوى مغاير، وكنا نحرص على التسجيل في تلك المواجهات وننتظرها بفارغ الصبر؛ لأنها تسجل ضمن التاريخ.

• هل هناك نكران من الأندية للاعبين السابقين ؟
– للأسف هذا الشيء واقع وملموس؛ حيث لا نجد اهتماما باللاعبين السابقين، الذي خدموا الأندية، وقدموا تضحيات في فترات لم يتوفر فيها المال، ولذلك أتمنى النظر والالتفات لمثل هؤلاء اللاعبين، فهناك من يحتاج الوقفة الصادقة والدعم المادي أو المعنوي، بالمساهمة في حصوله على وظائف تمكنه من العيش بشكل آمن .

• برأيك ماهو الخيار المناسب للتعامل مع اللاعبين السابقين ؟
– أتمنى من الأندية أن لا تنتهي علاقتهم باللاعبين المعتزلين، وأن يكون هناك قسم داخل الأندية لمتابعة حالات اللاعبين، الذين خدموا الكيان، وقدموا له التضحيات من أجل الوقوف معهم ومساندتهم، كما أطالب هيئة الرياضة وعلى رأسها الهرم معالي المستشار تركي آل الشيخ بالعمل على تسجيل اللاعبين في نظام التأمينات الاجتماعية، وأن يعاملوا كموظفين للحفاظ على مستقبل اللاعبين وأسرهم بعد انتهاء اللاعب من مزاولة الكرة، أو في حالة الوفاة – لا سمح الله .

• هل أستطيع أن أصف تجربتك الإدارية مع ناديك بعدم النجاح ؟
– قبل مايقارب 4 أعوام عملت في الجهاز الإداري بنادي الاتحاد، ولكنني فضلت عدم الاستمرار لعدة أسباب ،وهي عدم توفر القوة الإدارية، والتي حرمتني من تنفيذ الخطط التي أعددتها مسبقا، بالإضافة إلى تغير الزمن بين الأجيال السابقة والحالية، وأذكر في أول لقاء بعد عملي الإداري جمعني باللاعب محمد نور كابتن الفريق، فأكد لي بأن الزمن تغير كثيرا بين الماضي والحاضر، لا سيما أننى لعبت مع نور في آخر موسمين لي في الملاعب قبل الاعتزال؛ لذلك لمسنا الفرق، عندما أخبرني بأن الزمن تغير، وأصبح المال كل شيء.

• ظهور محمد نور أخفى إنجازات السابقين، ماهو تعليقك؟
– كل جيل يختلف عن الآخر، وهناك لاعبون مميزون في الاتحاد، ولازال يذكرهم الجميع بالخير، وفي المقابل لا أنسى محمد نور القائد المحنك التي يتميز بأدواره القيادية داخل وخارج الملعب، ويعتبر هو أكثر قائد حقق بطولات لنادي الاتحاد، ومن ضمن الأمور التي ساعدته في ذلك الظروف الجميلة والمتعلقة بالعناصر الفنية المحلية والأجنبية والمالية والإدارية، بعد توفر بيئة العمل الناجحة .

• من يتحمل ديون الاتحاد الضخمة ؟
– بكل تأكيد هناك فساد مالي وإداري حمل النادي الكثير من الديون الخيالية التي لا يتقبلها العقل أو المنطق؛ من خلال التعاقدات الغريبة والعقود الضخمة مع اللاعبين والمدربين والسماسرة، ولكني لا استطيع توجيه أصبع الاتهام لإدارة معينة، ونترك الأمر لهيئة الرياضة لكشفهم أمام الشارع الرياضي، ولتخليص النادي من المشاكل والديون التي حاصرته .

• كيف ترى النهضة الكبيرة التي تشهدها رياضتنا ؟
– عمل جميل ومميز من قبل الهيئة العام للرياضة، ويصبح في مصلحة كرتنا وتسمح لها بالتطور والتقدم بشكل أكبر – بمشيئة الله- بعد زيادة عدد الأندية في دوري المحترفين، وتوقيع عقود رعاية ضخمة، بالإضافة للاهتمام بدوري الدرجة الأولى، والذي يحمل اسم سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إضافة لدخول النساء للملاعب، والذي يعتبر قرارا صائبا؛ لإشراك المرأة في الرياضة، وأتمنى أن يستمر ذلك في فتح أندية نسائية خاصة للمحافظة على الصحة العامة.

• كيف ترى احتراف اللاعبين الـ9 في الدوري الأسباني ؟
– بكل أسف قرار خاطئ، ولم نستفد منه حتى هذه اللحظة؛ سوى بقاء اللاعبين على دكة البدلاء، أو خارج التشكيلة بشكل مهمش، وكان من الأفضل لدى هيئة الرياضة استهداف اللاعبين الصغار الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 إلى 15سنة، وابتعاثهم لمدة 4 سنوات كأقل تقدير إلى اسبانيا وإيطاليا وألمانيا والبرازيل، وغيرها من الدول المتقدمة ليتم تأسيس اللاعب منذ الصغر من جميع الجوانب الفنية والعلمية والعملية وغيرها.

فيصل الطارقي

‏‏مهتم بالشؤون القانونية والادارية والرياضه

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع