أخبار الصحف السعودية

صحيفة الرياض | البيت الاتحادي يتلمس وميض النور في آخر النفق المظلم!

تبوك – علي القرني

“رب ضارة نافعة” هي الحكمة التي تنطبق على المشهد الاتحادي هذا الموسم، بانتظار الفرج الكبير بداية من الموسم المقبل، بعد أن تم الاحتواء الرسمي لأزمة النادي العاصفة من هيئة الرياضة واتحاد الكرة والجهات الرسمية القضائية، لملاحقة كل من تسبب في تعثر مسيرة العميد، وبعد أن ضاقت السبل أمام النادي الكبير للخروج من النفق المظلم، الذي دخل إليه الفريق الكروي قسراً منذ مواسم عدة، بعد أن فقد ثلاث نقاط في مسيرته في الدوري الموسم المنصرم بقرار دولي، حتى هذا الموسم الذي يوشك على الانتهاء وهو لا يستطيع تسجيل أي لاعب محلي وغير محلي خلال فترتي الانتقالات الصيفية والشتوية، وكل ذلك بسبب تكالب الظروف على النادي وتعاقب القضايا والمديونيات للاعبين ومدربين سابقين في الفريق، انتهت عقودهم وبدأت سلسلة مطالباتهم المادية في ذمة النادي، على الرغم من التغييرات الإدارية المتتالية التي شهدها الاتحاد، إلا أن المديونيات على النادي كان تتدحرج بتسارع وتكبر ككرة الثلج العملاقة التي قوضت كل عمل جديد يبنى في النادي، بأخطاء إدارية وعبث وتخبطات شوهت مسيرة العميد، وكانت كالعصا التي تعرقل عجلة النادي كلما أراد الانفكاك، والتفرغ لاستكمال مشوار المنجزات والمنافسة داخل الملعب.

المدرج الاتحادي الكبير ظل بوفائه وحضوره المتزايد لدعم اللاعبين قاسماً مشتركاً بين رخاء النادي السابق وأزماته المتلاحقة، وشكل هذا الدعم الجماهيري اللافت أيقونة عشق وانتماء تحرك مشاعر الحماس لدى اللاعبين المحبطين، وتستفز إدارات النادي المتعاقبة لرسم خارطة طريق تنقذ النادي من مغبة القادم المجهول، الذي هدد تاريخ العميد وأقصاه عنوة عن الحضور كمنافس معهود في الاستحقاقات المحلية، وحتى على الصعيد الآسيوي الذي ارتبطت آخر بطولاته القارية على مستوى الأندية السعودية باسم الاتحاد في 2004 و2005، بينما يغيب الآن عن هذا المعترك منذ ثلاثة نسخ لذات الآزمات المادية، التي عصفت بقدرة الفريق العريق على السير بثبات وهدوء بعيداً عن صخب المطالبات والمديونيات، التي أثقلت كاهل النادي ودعت هيئة الرياضة واتحاد الكرة للتدخل الحازم والحاسم، للقبض على مكامن الخلل الحقيقية في النادي، واحتواء أزماته المالية المتلاحقة والحفاظ عليه كركن ثابت من أركان الكرة السعودية.

عودة الاتحاد المرتقبة بروح لاعبيه المعهودة وحضور مدرجاته الهادرة، سيكون بلسماً شافياً يعيد للمنافسات السعودية رونقها المفقود نوعاً ما على مستوى المنافسة بين الكبار، ولعل ما يقدمه الفريق هذا الموسم على الرغم من ظروف منعه من التسجيل لفترتين من عطاءات متقدمة وروح عالية داخل الملعب ومقارعة للمنافسين الأكثر اكتمالاً في صفوفهم، يقف شاهداً على عراقة هذا الفريق وتعطشه للحضور القوي باستمرار، ورفض للتواري والغياب مهما كانت المنغصات المحيطة به من كل جانب، إذ لاتزال تطمح جماهير العميد لترسية قواعد ثابتة لعمل مؤسساتي يدير النادي في المرحلة المقبلة، ويستشرف المستقبل الجديد للفريق الكروي، بعيداً عن العبث الإداري السابق الذي كان معول هدم لكل مكتسبات النادي، قبل أن يتلمس شيئاً من وميض النور أخيراً مع ما وجده العميد من دعم واحتواء رسمي لأزماته الثقيلة في وقت حاسم، قبل أن تتفاقم وتهوي بمسيرته، إلى مستقبل مجهول قد لا تعرف عواقبه.

فيصل الطارقي

‏‏مهتم بالشؤون القانونية والادارية والرياضه

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع