أخبار الصحف السعودية

النادي | التكليف .. ينحر العميد من الوريد للوريد

عبدالله الشهري :

 

مر نادي الاتحاد الكيان الأقدم والأعرق في تاريخ الكرة السعودية بحقب متعددة عبر تاريخه المديد تفاوتت بين الفرح والحزن والإنجاز والإخفاق وذلك من نهاية مرحلة التأسيس في يناير عام 1927إلى ماهو عليه اليوم من واقع مرير وحال مؤلم، حيث شهد مرور العديد من النجوم عبر تاريخ النادي الطويل منهم من ترعرع في أروقة النادي حتى بزغ نجمه في عالم المستديرة ومنهم من استقطب من خارج أسوار النادي بغية تقديم إضافة ودعامة للفريق، كل ذلك بجهود الإدارات المتعاقبة التي قادت دفة عميد الكرة السعودية.
إدارات متعاقبة
بداية من إدارة المهندس محمد جمال أبو عماره والذي حضر بالتكليف وسط موسم 2007 بعد الإقالة المفاجئة لرئيس مجلس إدارة النادي آنذاك منصور البلوي على خلفية قضية المحترف السيراليوني كالون الغامضة، بكثير في تفاصيلها وإلى اليوم، ولعل أبرز عوامل فشل إدارات التكليف: أن الشخص المكلف غالبا لايملك السيولة المادية الكافية -قصر مدة التكليف -إنعدام التخطيط – غياب الإستراتيجة الواضحة – لينتظر الرئيس المكلف نهاية العام لتسليم عهدة النادي وقد غرق في وحل الديون دون محاسبة دقيقة لما تم إنجازه خلال فترة التكليف.
علوان من أين أتى؟

جاء تكليف المهندس إبراهيم علوان بعد فشل إدارة الدكتور خالد المرزوقي في إخراج الفريق من كابوس طوكيو – نهائي دوري الأبطال2009- الذي خسره الفريق أمام بوهانج ستليرز الكوري 2-1 حيث ألقت هذه المباراة بظلالها على الفريق طويلا ومن ثم تتابعت سلسة الخسائر بنتائج ثقيلة في الدوري المحلي لتتقدم إدارة المرزوقي باستقالتها للرئيس العام، ويأتي علوان بديلا بإدارة مكلفة ليمثل هذا التكليف صدمة كبرى للشارع الاتحادي كون علوان مغمور في قائمة أعضاء شرف الإتحاد وليس لديه الكاريزما التي يمكن من خلالها احتواء الخلافات الشرفية وحلحلة التكتلات التي أحاطت بالنادي في تلك المرحلة، كما أنه لايملك الملاءة المالية التي تؤهله القبول بهكذا مهمة لاسيما وأن تلك المرحلة تحتاج إلى ضخ دماء جديدة للفريق الأول وتطعيمه بالنجوم ومخالصة عدد من اللاعبين الذين تقدم بهم السن, لتصدق توقعات الخبراء والجماهير الإتحادية العاشقة وتنتهي فترته بفشل أخف وطأة كونه متوقع منذ إعلان تكليفه بهذه المهمة.
نصيف .. مرحلة انتقالية
السيناريو يعيد نفسه بمباركة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب آنذاك فبعد استقالة اللواء محمد بن داخل الجهني من رئاسة نادي الإتحاد مطلع شهر يونيو -2012م –تم تكليف المهندس أيمن بكر نصيف برئاسة النادي حتى يتم عقد جمعية عمومية ويتم عبر صناديق الاقتراع انتخاب رئيس لمدة أربع سنوات ليشكل هذا السيناريو نسخة كربونية من طريقة تكليف المهندس إبراهيم علوان بعد تنحي الدكتور خالد المرزوقي، وفي ثنايا هذه الفترة لم يكن حال النادي سوى مرحل انتقالية فقط لم يطمح معها المشجع الاتحادي لأي منجز كون تجربة علوان لم يمض عليها الكثير والعامل المشترك بين الرجلين المكلفين – غياب الخطط والأهداف – الإفلاس المالي.
جمجوم كلاكيت رابع مرة 
أطل التكليف مجدداً في عميد الأندية السعودية وذلك بعد تزايد الضغوط الجماهيرية على الرئيس المنتخب المهندس محمد حامد فايز، مما حدا به إلى تقديم استقالته وذلك مطلع شهر ديسمبر -2013-م- ليتم تكليف نائبة المحامي عادل جمجوم برئاسة النادي حتى يتم عقد الجمعية العمومية غير العادية لانتخاب رئيس للنادي، وبهذ التكليف الرابع لتعويض أربعة رؤساء مستقيلين يظهر معدل خطير وسابقة لم تحدث في تاريخ الأندية السعودية وهي تولي ثمان شخصيات كرسي إدارة نادي الاتحاد خلال ثمانية مواسم متتالية بمعدل رئيس لكل موسم وذلك عبر انتخاب الجمعية العمومية أو التكليف الصادر من الرئاسة العامة لرعاية الشباب،غير أن تكليف عادل جمجوم يمثل قاصمة الظهر التي شكلت اختلال توازن في مسيرة النادي عبر تاريخه وأصبح بيئة تنفير لابيئة جذب للمدربين والنجوم وذلك بعد تزايد الشكاوى المقدمة على النادي لدى الإتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» وارتفاع المديونيات وشح المداخيل واختلاق الإشكاليات مع اللاعبين والشرفيين و التي هوت بالنادي إلى المركز الثامن في فترة قاسية من منافسات الدوري المحلي ليس على جماهير نادي الإتحاد فحسب ! وإنما على الجمهور السعودي بشكل عام كون النادي يمثل ركيزة ثابتة في مسيرة الكرة السعودية غير أن سوء الإدارة وشح الدعم أضاعاهيبته حسب تحليلات معظم الخبراء الرياضيين ورموز الإعلام الرياضي في تلك الفترة.
(الشيك) مقابل الرئاسة

تقدم أحمد مسعود ــ يرحمه الله ــ لرئاسة النادي بالتكليف لمدة عام وذلك في شهر يونيو -2016م- والذي وافته المنية قبل إنجاز ماكان يصبو إليه ليتسلم المهندس حاتم باعشن زمام الأمور وسط احتمالات من المراقبين أن فكر الرجل وتوجهاته لاتختلف عن سلفه الجديد في هذه المهمة تكليف أحمد مسعود –رحمه الله -لم يأت بعد استقالة رئيس منتخب كما جرت العادة وإنما حضر بعد انتهاء فترة إدارة إبراهيم البلوي وإدارته المنتخبة، كما وأنه كان تكليفا مشروطا بتقديم شيكا بمبلغ- 30 – مليون ريال وذلك بعد التقارير التي قدمتها لجنة تقصي الحقائق من قبل الهيئة العامة للرياضة والتي كشفت غرق النادي في وحل الديون بما يقارب 297 مليون ريال مابين مطالبات عاجلة ومؤجلة وداخلية وخارجية ليكون الشيك ضمانا لتسيير أمور النادي خلال الموسم المقبل, في حين تتساءلت جماهير النادي عن ماهية خطط الرئيس المكلف خلال هذا العام ؟وهل تم إطلاع الهيئة العامة للرياضة على إستراتيجة عمل واضحة ومقنعة للنهوض بالنادي خلال الموسم المقبل من خلال هذا التكليف الذي يمتد لعام واحد؟ أم أنها تركت الحبل على الغارب وأكتفت بشرط الشيك وبمجرد تقديمه ستعود الفوضى المعهودة لإدارات التكليف لتنحسر الآمال لدى مدرج لطالما رحب بشرط الشيك، ولكن كانت الأمنية لدى مدرج الذهب أن يتم تدارك نكسات المواسم السابقة ويلغى مبدأ التكليف ويفتح سباق الانتخابات تحت شرط الشيك في سبيل استقرار النادي لمدة أربع سنوات قادمة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع