أخبار الصحف السعودية

الاتحاد فرحة دولة.. فرحة وطن.. فرحة شعب بقلم | عدنان جستنية

هكذا كان العنوان العريض لنهائي كأس ولي العهد، الذي أقيم مساء يوم الجمعة الماضي بين فارس نجد نادي النصر وعميد وكبير الأندية السعودية نادي الاتحاد، وذلك قبل أن يعلن الحكم الإنجليزي صافرة البداية، وبعد إعلان صافرته هوية البطل، الاتحاد ولا غير الاتحاد.

ـ هكذا كانت كل الأحاسيس المتلهفة لرؤية راعي المباراة، وكأس يحمل اسمه؛ فمع مقدم الأمير المحبوب محمد بن نايف وحضوره درة الملاعب ملعب الملك فهد، وتشريفه هذا اللقاء التاريخي اهتزت القلوب فرحاً بطلته الميمونة، ومع صافرة النهاية وإعلان فوز النمور وحصدهم كأس البطولة الغالية، وتتويجهم بلقب طال انتظاره، كان الفرح مدوياً صارخاً وغير عادي وغير طبيعي.

ـ لست مبالغاً إن قلت: كان الشعور الطاغي عند الجميع ككل الرياضيين على مختلف شرائح المجتمع وتنوع ميولاته، إقرار بالإجماع على فرحة دولة، فرحة وطن، فرحة شعب، من خلال احتفالية ظهرت بالمدرجات والملعب وفي صفحات التواصل الاجتماعي وعبر كافة البرامج الرياضية، كحالة “نادرة” جداً تحدث في ملاعبنا، وفي منصة التتويج كل الوجوه والشفاه كانت “مبتسمة”، تصفق كفاً وقلبًا، مهنئة الاتحاد بالبطولة.

ـ اسمحوا لي إن وصفتها بحالة أو ظاهرة غير “مسبوقة” في تاريخ الكرة السعودية، تستحق أن “تدرس”، ولا يمنع يومًا ما أن تُقدم بحثًا لنيل شهادة “دكتوراه”، الكل فرحان، الكل مبتهج بفوز الاتحاد حتى الفريق الخاسر كان في تلك الليلة أشبه بالفريق الفائز، وكأنه انتصار كبير له معانٍ أخرى، تتجاوز لعبة وإنجازاً كرويًّا إلى مفهوم أكبر وأعمق، مستوحى من اسم “الاتحاد”، ممثلة في اتحاد “شعبي”، على أن هذا النادي يستحق أن يفرح، ولا بد من “تكريمه” بهذه الكأس الغالية، وهذه البطولة تحديداً، تكريمًا له أبعاده، مناصرة للنضال والحق والعدالة والنزاهة.

ـ ابتسامة ولي العهد أثناء تسليمه كأس البطولة لقائد المرحلة، كانت تحمل في ثناياها تقديرًا لكفاح رئيس مات هو أحمد مسعود، ورئيس حي هو حاتم باعشن الذي كان على قدر الأمانة والمسؤولية، وتقديراً أيضًا لعزيمة وإصرار برزا في لمسة وفاء “وروح التحدي بتجاوز كل الصعاب وتخطي كل العقبات مهما كانت، نعم ابتسامة فرح بجمهور حضر وبجمهور خلف شاشة حضر، كان ولا يزال هو “السند” بإخلاصه ووفائه، كان يمثل فرحة “شعب” بنادي الوطن، كان يقدم لنا من خلال المؤازرة والمساندة والدعم رغم كل الظروف والمشاكل، صورة لمجتمع دولة يسود أركانها “الاتحاد” في الشدة قبل الرخاء.

ـ ابتسامة لمستها “فرحاً” في عيون رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد، “تأملتها” قبل أن تبدأ المباراة عبر” لفتة” أبوية حينما سمح للاعب “الأسطورة” محمد نور بتحية الجماهير كدفعة “معنوية” للاعبين وللجماهير، أحسست حينها بقلب “إنسان” مرهف، أدرك تمامًا حالة لاعب كبير ما زال غير مصدق أنه خارج الاتحاد؛ فكان “الوفاء” قيمة معنوية قدمها أمير الرياضة والشباب.

ـ أخيراً ألف مبروك لـ”اتحاد” فرح الجميع من أجله، فرحة دولة، فرحة وطن، فرحة شعب، في ليلة “ذهب”، ليلة كان الأمن والأمان “راعييها”، وبطل في صورة لا يمكن أن تغيب عن ذاكرة مواطن يحب هذا الوطن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع