رباعية قوية بقلم | نبيه ساعاتي
بكل المقاييس، استحق الأهلي الفوز على الاتحاد في ديربي الحبيبة جدة، فكما كانت التوقعات فاز الأهلي وشخصياً أضيف توقع فوز الأهلي بالدوري، وليس فقط بالديربي، على اعتبار أنه بلغة الكيف يضم نجوماً في كل الخطوط، وآخرين لا يقلون عنهم في دكة البدلاء، أما من حيث الكم، فالأهلي هو الأكثر إنفاقاً في زمن عز فيه المال، وبالتالي أن يتفوق، وأن يجني ثمار إنفاقه أمر مفروغ منه، لأن العلاقة طردية بين الاقتصاد والرياضة، فالأندية الأكثر إنفاقاً هي الأكثر حصولاً على الألقاب، وخير مثال على ذلك البرشا والريال، عموماً رباعية بصراحة قوية وغير متوقعة، في ظل عودة روح الاتحاد التي احتجبت عن لقاء الديربي فانهار العميد في جميع خطوطه وعناصره، بما فيهم الفهدان، وهنا أهمس في أذن مهندس الاتحاد قائلاً: “إن روح العميد ثروة دانت لك، إذا ما فقدتها، تكون قد فقدت عامل نجاحك الأوحد، فابحث عن الأسباب واجتثها قبل فوات الأوان”.
ولي أن أتوقف كثيرا عند المدرب سييرا، فأقول إن هذا الرجل لا شك صاحب لمسة ولكنه في النهاية بشر وله أخطاؤه، ومن الواضح أن أحدا في الإدارة لا يناقشه إطلاقاً بدليل أنه يرتكب نفس الأخطاء في كل مرة، كأن يشرك قاسم في الوسط، وهو المفلس حتى في مركزه الأصلي، ولا أعلم ماذا يريد بهكذا تغيير؟
كما أنه يفرض السميري، الذي لربما يفلح في المستقبل ولكن في الوقت الراهن بصراحة باجندوح أحق منه، فخالد لا يصنع أي هجمة خطرة، ولا يشكل أي خطورة على مرمى الخصم، إذاً ما هي الفائدة من مشاركته في كل مباراة كأساسي؟ أما الناهض فهو لاعب مظلوم من المدرب، حرمه المشاركة أمام أتليتيكو ورفض إعطاءه الفرصة في الديربي ليواصل تعنته ويقضي في نفس الوقت على العامري، والأمر ذاته ينطبق على مندش، فالكل مقتنع بقدراته إلا المدرب.
وعناصرياً، فإن مشكلة الاتحاد الأساسية منذ زمن تكمن في قلب الدفاع، لذلك تحدثنا مراراً عن أهمية التعاقد مع لاعب أجنبي في هذا المركز، ولكن أسمعت لو ناديت حياً، فاستمر الدفاع الاتحادي هشاً تذروه الأهداف من كل حدب وصوب، حتى باتت الشباك الصفراء تستقبل أهدافاً بالجملة، ومن أضعف الفرق، دون حراك من المدرب الذي من المفترض على أقل تقدير أن يشرك خمسة مدافعين لتعويض الكيف بالكم.
بقي أن أقول إن الاتحاد ودع كأس الملك، ولن يحقق الدوري، فعلى إدارته تكريس كل الجهود لكسب كأس ولي العهد، والحصول على المركز الثالث في الدوري، وبذلك تكون قد حققت إنجازا يحتسب لها، قياساً بالمعطيات، على أن يتم العمل في الموسم المقبل على تعضيد خط الدفاع، واستقطاب بديل للعكايشي، مع أهمية تسريح أنصاف اللاعبين، وإعطاء الفرصة للشباب، كل ذلك تحت قيادة باعشن وسييرا، فهما يستحقان ثقة الجماهير رغم الخسارة الثقيلة.
