أخبار الصحف السعودية

المدينة | جاء بصفح جميل.. ورحل بحب كبير

مات الرجل الطيب الوقور أحمد مسعود، فقد صدمنا صباح يوم أمس بنبأ وفاته، وهذا قضاء الله وقدره، ولا مرد له.

استحضرت إرثًا جميلًا تركه المسعود قبل أن يرحل منذ أول رئاسة له في نادي الاتحاد، حينما اهتم بتأدية اللاعبين للصلوات أثناء أدائهم للتدريبات، وأحضر ملابس خاصة لذلك وتم تجهيز السجاجيد حتى يتمكن اللاعبون من تأدية الفريضة في حينها، وجعل الله ذلك في ميزان حسناته.

مات أحمد مسعود وهو في بعثة يؤدي عملًا تربويًا تجاه شباب بلاده، فحينما تهتم بهؤلاء الشباب وتكون معهم قدوة حسنة فإن في ذلك خدمة للدين والوطن، وهي لها أبعاد تربوية طيبة لها مردودها في آخرة الإنسان حينما يحتسبها لوجه الله سبحانه وتعالى، وقد أكرمه البارئ حسب الرواية المنقولة عن المترجم كمال الدولي بأن يقوم مقاومًا آلامه وفي وقت خير قبل الفجر ويتوضأ قبل الوفاة وذلك من حسن الختام.

مات أحمد مسعود بعد أن قدم جهدًا كبيرًا لنادي الاتحاد خلال فترة وجيزة، فقد سُئلت في أكثر من مناسبة عن رأيي في عمل إدارة المسعود، فأجبت في غير مرة بأنه قد نقل العميد من الغيبوبة إلى مرحلة الطموح والأمل، وهذا تطلب منه جهدًا كبيرًا وضغطًا نفسيًا، وكان لها.. تقدم بكل شجاعة واقتدار وقاد السفينة كربان ماهر بما يمتلكه من خبرات تراكمية ونجاحات كبيرة.. تواجد مع اللاعبين في كل مكان، وله مشهد قبل يومين من وفاته وهو يتنقل بين طاولات الطعام ويسألهم «هل الأكل مناسب يا أبنائي»، إنه الأسلوب التربوي الذي تحدثنا عنه من قبل، ومن الطبيعي أن يطالب اللاعبون بإلغاء معسكر تركيا والعودة إلى جدة لتأثرهم النفسي لوفاته، فقد كان معهم أبًا حنونًا فبادلوه الحب بالوفاء.

غاب أحمد مسعود عن المشهد طويلًا، ثم عاد بعد غيبة، ولم يعلم أحد أنها عودة الوداع، وليترحم عليه الجميع، وسبق وأن ذكرت في مقال سابق «أنه جاء بصفح جميل ومنفتح على الجميع»، فكان الوداع.. رحمك الله أبا عمر وأسكنك فسيح جناته، و.. (إنا لله وإنا إليه راجعون)».

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع