أقلام الصحف السعودية

مطلوب في بيت الطاعة | بقلم صالح العمودي

لم يتوقع أحد أن تتسارع الأحداث في قضية اللاعب سعيد المولد وتتطور بهذه الصورة الدارماتيكية المثيرة للجدل في أوساط الجارين الاتحاد والأهلي.
ـ ولم يتصور المراقبون أن تنشق أرض الهدنة فجأة لتنبت (من غير ليه) قضية ساخنة بل مشتعلة تعكر الأجواء بين القلعة في شارع التحلية والعميد في شارع الصحافة.
ـ ليس دفاعاً عن نادي الاتحاد.. لكن الأدلة والبراهين وكل الحيثيات المتعلقة بهذا القضية تجعلنا منذ البدء نسلم بنظامية الخطوة الاحترافية التي قامت بها إدارة البلوي في وضح النهار بالتعاقد المشروع مع المولد بحضور جميع الاطراف المعنية والقانونية ثم الاعلان عن ذلك في بيان رسمي عبر جوال النادي وتناقلته كافة وسائل الاعلام.
ـ جاء قبول النادي الاهلي لهذه الصفقة في البداية على نحو طبيعي، فقد تعامل معها كدرس مفيد تعلمه من العميد، وبادرت الادارة بمعالجة ملف (العقود المعلقة) وقامت بحملة سريعة لتجديد عقود لاعبين كانت تعتزم عرض بعضهم على قائمة الانتقال كمعتز الموسى، كما مددت عدة سنوات قادمة لبعض النجوم رغم أن عقودهم لا تزال سارية المفعول كمصطفى بصاص.
ـ كنت أراقب ما يجري وأقول في نفسي (أرزاق) فقد اضطر الأهلي أن يدفع الغالي والنفيس لمن يستحق ومن لا يستحق حتى يغلق هذا الباب في وجه جاره الاتحاد وكل من يفكر في اصطياد أي تمساح من تماسيح القلعة.
ـ ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعامل الاهلي مع القضية الأم بعقلية (راقية) فأصدر قراراً بمعاقبة اللاعب سعيد المولد فأبعده فوراً عن تمثيل النادي في مباريات الدوري وقام بتحويله إلى التدريب (المنفرد) ليقضي في هذا الحبس الانفرادي ما تبقى له في مدة عقده مع الاهلي.
ـ كانت ردة الفعل الاهلاوية معقولة بحكم قوة الصدمة وتأثيرها والاصداء التي تركتها في الساحة الاعلامية لكن الراقي لم يقنع بكل ذلك بل تمادى في توتره وانفعاله وبلغ مرتبة الغيظ وضرورة الانتقام مهما كلف الامر.. ومن هنا وبعد مرور تسعة أيام أعاد فتح ملف القضية من جديد بحجة واهية اسمها ( ثغرة قانونية ) وفتح جبهة خطيرة لمواجهة جاره اللدود تحت شعار (أسترد المولد وإلا أخرب).
ـ إن قراءة سريعة لهذه التطورات يجعلنا على أعتاب فشل جديد في تطبيق التنافس الشريف الذي تقتضيه الروح الرياضية وتكفله أنظمة الاحتراف المعمول بها، لكن من يقرأ تاريخ التنافس التقليدي بين الناديين وما حملته الايام على ظهر التحدي بينهما، ويطالع خريطة (سوء الجوار) الذي يجمعهما منذ (ميلاد الصغير على يد الكبير) إلى يومنا هذا لا يستغرب التشجن الذي أصاب النادي الأهلي ولا حتى شعور الاستعلاء الذي دب في أوصاله وجعله يرى من برجه (الراقي) عدم أحقية الاتحاد في الاقتراب من أملاكه الخاصة والتعاقد مع أحد لاعبيه.
ـ إن أخطر ما في هذه القضية هو ما يدور حالياً في المجالس عن (الضغوط الراقية) التي مورست على اللاعب ووالده لإعادته إلى (بيت الطاعة) فهذا الكلام إن صح فسنقرأ الفاتحة على روحنا الرياضية وندفن التنافس الشريف في مزبلة التاريخ.

ابراهيم ابو الخير

لا تثق في البدايات فأصدق الكلام يقال في اللحظة الأخيرة..!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع