أخبار الصحف السعودية

الرياض | «الذهبي».. إداريٌ فذ ورئيس عاشق

مرشد العيسى

في مشهد الاتحاد المظلم، حيث الشرفيون يفرّون من كرسي الرئاسة، والديون تتراكم ككرة الثلج فوق الخزانة، تكبر يوماً بعد آخر، تغذيها ديون الأمس، وتسقيها مستحقات الغد، وضعت الهيئة الرياضية شرطاً أساسياً، أمام من يريد رئاسة الاتحاد، أن يقدم شيكاً مصدقاً بـ30 مليوناً، ويحصل على تكليف لمدة عام، لم يكن هذا الشرط إغراءً أمام أعضاء شرف العميد، بقدر ما كان اختبار مدى مصداقيتهم، فالرئيس الذي سيأتي عليه أن يدفع هذا المبلغ، ثم يعمل على تسوية الديون، ويبحث في ملف الصفقات، ومدة رئاسته عام واحد قبل أن يحتكموا إلى ملف الانتخابات.

تقدم أحمد مسعود «الرئيس الذهبي» لاتحاد جدة، وصاحب الرباعية وأحد مؤسسي أمجاده، لرئاسة «العميد» وبيده مهر الرئاسة، أودع قيمة الشيك في حساب النادي، بعد أن اتخذ كرسي الرئاسة مقعداً له، بادر في حل المشكلات العالقة أمام ناديه، فسارع لتجديد عقد المهاجم فهد المولد، واحتوى أزمة المدافع عبدالله شهيل وأعاده للنادي، وأعلن التعاقد مع الكويتي لاعب الوسط فهد الأنصاري، ثم ألحقه بمدافع الفتح بدر النخلي، وعقب ذلك وقع مع المدافع عدنان فلاته، ومازال يسعى لحسم ملف المدرب، واضعاً أمامه خيارين إما استمرار بيتوركا أو البحث عن بديل له، و أعاد حسن خليفة للعمل الفني بالنادي.

اتجه بعد ذلك لتفعيل الدور الاجتماعي، فوجه اللجنة الاجتماعية بناديه للقيام بإفطار الصائمين في جدة، ليعود «العميد» وجهاً اجتماعياً يُرى ظاهراً في جدة، كل ما قام به أحمد مسعود وهو مازال وحده في المشهد، لا يوجد معه أعضاء شرف يدعمون خطواته، فيظهر في كل ما يخص الاتحاد ويتصدى لمشاكله، لا يبحث عن فلاشات أو أضواء إعلامية، بقدر ما يحرص على خدمة ناديه وتذليل الصعاب أمامه، فعلى الرغم من النشاط الذي يبذله الاتحاد اليوم، لكن رئيسه هو أقل الرؤساء ظهوراً إعلامياً.

الاتحاد يدخل اليوم مع الرئيس الذهبي، طريقاً آخر يختلف كلياً عن طريقه السابق، يفاوض ويتعاقد ورئيسه يعد بحل أزمة الديون تدريجياً، كل البدايات التي صاحبت عودته تعطي بشائر للاتحاديين حول مستقبل ناديهم، لكن يتوقف الأمر الآن بشكل أكبر على رجال الاتحاد، ليلتفوا أكثر من قبل حول الإدارة المكلفة، ويقدموا دعمهم المالي لازالة كل العقبات أمام مستقبل «العميد».

تحركات الرئيس القديم الجديد وإدارته، تعبر عن تحركات محب وعاشق لـ»أصفر جدة»، أكثر من كونها تحركات رئيس اقتحم مجال الرئاسة بحثاً عن الفلاشات والأضواء، خطواته مدروسة وصرفهم المالي مقنن لحدٍ كبير، فحتى الصفقات التي أبرمتها إدارته المكلفة، لم تكن بأرقام خيالية ولا مهولة على الرغم من فائدتها الفنية، واليوم لا يوجد أمام الاتحاديين اليوم خياراً آخر غير الوقوف مع هذه الإدار، لانتشال ناديهم من أزمته المالية والفنية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع