أخبار الصحف السعودية

صحيفة الرياض|أين الـرقـابـة على ميزانيـات الأنـديـة.. وهل سُـئل رئيسا الاتحاد والهلال عن الديون؟

فياض الشمري

في مختلف المناسبات التي يتخللها نقاش وحوار عن أوضاع الأندية والرياضة السعودية ومشاكلها المالية والإدارية المتعددة يطرح الأغلبية الأسئلة الصعبة (هل رعاية الشباب تعلم عما يحدث من تجاوزات وفوضى وتكاثر للديون على هذه الأندية والشكاوى ضدها؟.. وإن كانت تعلم لماذا تلتزم الصمت ولا تعدل الأوضاع وهي صاحبة القرار.. وتؤصد أبواب المجاملات تجاه الأندية وغض الطرف عن فوضويتها وسوء إداراتها وغياب الشفافية..

غياب النظام ساعد على «العبث».. ولجان المجاملات سهلت الطريق

وتكبيدها خسائر فادحة في المال والتخطيط والنتائج؟)، أسئلة من الممكن أنها ترددت على مسامع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب الذي جاء إلى المنصب الكبير في عز انكسارات الرياضة على مستوى الأندية والمنتخبات، لذلك كان ينظر له الجميع على أنه الرجل المنقذ خصوصا تجاه سن اللوائح المتعلقة بالصرف والقبض والاستمثار والعقود والهدر المالي، ولكن مع مرور الوقت يبدو أنه اتسع الشق على الراقع، فتعالت الأصوات تضجرا من الديون وغياب الشفافية وانفراط سبحة الحزم والضرب بيد النظام على كل متجاوز.

تصريحات البلوي تدينه.. والصمت على ما يحدث كارثة بحق الرياضة

ما يحدث إن كان يرضي القائد لرعاية الشباب والرياضة فتلك مصيبة وإن كان غير راض ويحرك ساكنا ولم يوجد الحلول فالمصيبة أعظم، أخطاء لا تليق بالقيادة الرياضية ومواكبة العصر بالتطوير والتحديثات والأنظمة الصارمة والاحترافية التي يسير عليها المجتمع الرياضي المتقدم في أنحاء العالم، لجان تشكل وأخرى تحل، وفرق عمل تبدأ البحث عن الأموال الضائعة والتفتيش في الديون المتراكمة وسط صرخات الأندية وصيحات الجماهير وتساؤلات الإعلام، وضجيج البرامج وشكاوي الإدارات وتذمر اللاعبين وعرايض المدربين والتهديد باللجوء إلى «الفيفا»، هذا لا يليق برياضة سعودية يفترض أن تعمل باحترافية ووعي وانضباطية في القرارات والنتائج والأهداف.

عجلة الفوضى تدور

إلى متى والجميع يدور في حلقة مفرغة من دون أجوبة وحلول؟ هذا أمر محرج ليس للمسؤول فقط الذي منحه ولاة الأمر الثقة ويترقبون النتائج، ولكن محرج لشباب ورياضة وطن بحجم المملكة العربية السعودية خارج الحدود والدليل النتائج السيئة للمنتخبات والأندية عندما تشارك خارجيا، الدولة مشكورة لم تقصر دعمت الشباب بالمنشآت والملاعب والساحات الرياضية وتسديد الديون وصرف المكرمات للأندية، ومنحت المسؤول الصلاحيات كافة لمعالجة الخلل، ولكن هل ما نشاهده من عمل ونتائج وفق هذه الدعم، مع الأسف لا؟.. ربما يقول قائل نحن في زمن العقود والاحتراف والإقبال على التخصيص وعلى الأندية والاتحادات أن تتحمل وتدير نفسها بنفسها، هذا يقال عندما يصبح لدينا احتراف بمعناه الصحيح والمسؤول محترف واللاعب يدرك الاحتراف والمدرب يتمتع بالصلاحيات كافة مع سن نظام مالي صارم تخضع من خلاله الإدارات للمحاسبة العسيرة، ولكن نحن نتحدث عن استمرار فوضى وغياب رؤية وتغييب شفافية واستهتار الأنظمة، وفي بعض الأحيان نشعر أن بعض الأندية أقوى من رعاية الشباب واتحاد الكرة وأصبحت تخوفهما على مستوى الإعلام والجماهير، وهذا لايليق أبداً.

والسؤال يا قائد الشباب ورجل الرياضة الأول، إلى أين تسير رياضتنا فنادي الاتحاد منذ أعوام يصرخ وشقيقه الهلال يئن، والشباب يطلب منك الإنقاذ، والنصر يعاني من الديون، والبقية تعيش بحال لا يعلم بها إلا الله، ما الحل؟، وكيف تستمر هذه الفوضى التي كبلت أقدامها، وغلت أياديها؟، أنت صاحب القرار وأنت رجل الصلاحيات في حسم الأمور، هناك من يريد أن يستمر الوضع على ما هو عليه حتى يحلو له الجو ويستمر في السيطرة والنفوذ على الأندية لتحقيق مصالحه الخاصة والبقاء وسط الأضواء، وهناك من يرى أنك الرجل الشفاف الذي لا تقبل بانهيار ما تبقى من الرياضة السعودية، لذلك فالمحبون لرياضة الوطن والمتطلعون لإنجازات شبابه، والحريصون على مصالح أنديتهم يرون فيك رجل الحسم الذي لايقبل بـ»مرمطة» أندية الوطن وسط المحاكم الرياضية الدولية.

لجان اليوم أخت لجان الأمس

سمو الأمير ما الجديد عندما تشكل اللجان؟، وكل لجنة تسلك طريق التي بعدها منذ عشرات الأعوام من دون أن تعلن النتائج وتوجد الحلول؟، ما الجديد عندما تكون الانتخابات في الأندية والجمعيات العمومية تحت قبة المجاملات وتراخي مكاتب رعاية الشباب وعلاقاتها مع المرشحين؟، هل عوقب المتسبب بالإبعاد والتحقيق والمحاسبة؟ هذا لم يحدث مع الأسف؛ بالذات في الأندية الكبيرة التي اعتادت على المجاملات والسكوت عن تجاوزاتها بمباركة من مكاتب رعاية الشباب التي يصفها البعض بـ»المخترقة».

سمو الأمير ديون الاتحاد أقرب الأمثلة على ضياع الطاسة في الأندية، وعدم تطبيق اللوائح وإشهار الشفافية، كيف قفزت من 160 مليونا إلى 260 مليون ريال في أقل من عام واحد والإدارت الحالية التزمت بالتصدي لها؟، والمضحك ما يقال بأن عمولة السمسرة على اللاعبين والمدربين وصلت إلى ما يقارب 60 مليون ريال!!، أليس منصور البلوي وإبراهيم البلوي أعلنا في مؤتمر صحفي خلال شهر رمضان الماضي عن البدء في تسديد الديون والقضاء عليها خلال ستة أشهر فقط، والتعاقد مع رعاة هم الأكبر في الشرق الأوسط يدر الملايين؟ كيف ارتقت هذه الديون أكثر من ربع مليار ريال، وأين اختفى مردود العقود الأكبر التي قال عنها منصور البلوي؟ ولماذا لم تراقبها رعاية الشباب؟، وكيف أقرضتم النادي وهو يعيش هذه المعاناة؟، هل استجوبت رعاية الشباب إدارة نادي الاتحاد لماذا عملتِ هذا؟ هل سألتموها عن وعودها والتزامتها، أليس منصور البلوي الذي قال إنه اجتمع بك في مكتبك ياسمو الأمير وأكد على حسم قضايا الاتحاد بما فيها الديون والشكاوى؟ كيف تبخرت جميع هذه الوعود؟ وأين رعاية الشباب عن متابعتها؟، وكيف قبلتم بإقراض النادي إن كنتم تعلمون عن الرقم الضخم لديونه؟

الهللة تحولت إلى ملايين

سمو الأمير نادي الهلال هو الآخر أصبح مديونا بأكثر من 120 مليون ريال عند تسلم الإدارة الحالية، والآن يقال إنه يدفع ثمن هذه الديون بعدم قدرة الإدارة على الإيفاء بالالتزامات تجاه المدربين واللاعبين والعاملين بالنادي والشكاوي المرفوعة ضده لدى «الفيفا»، أليست الإدارة السابقة هي من قالت إنها لن تترك النادي وعليه هللة واحدة من المطالبات المالية؟، هذا تصريح الأمير عبدالرحمن بن مساعد (وليس من عندي) في ثنايا أحاديثه عن العقود التي أبرمتها إدارته، هل سألتم إدارة الهلال السابقة عن ذلك، ولماذا تركت النادي يعاني من الديون؟، أيعقل أن إدارات الأندية اللاحقة هي من يسدد ديون الإدارات السابقة؟، بهذه الصورة أي إدارة من الممكن أن تأتي وتحمل النادي -أي ناد- الديون والقضايا ثم ترحل بحجة أنه ليس هناك محاسبة ونظام واضح يعتمد عليه، هذا لا يخدم الأندية في زمن شح الموارد والتقشف بل يزيد من تدهورها وانكساراتها، والضحية في كل الأحوال رياضة الوطن التي أصبحت أسيرة للإخفاقات والبعد عن البطولات القارية والمشاركة في كأس العالم، ثم ماذا لو أن كل ناد أغرقته الديون سلم نفسه لرعاية الشباب؟ ما هو موقفها وما الحل، وهذا أمر غير مستبعد إذا ما استمرت الفوضى وغابت الرقابة.

لو سألت رعاية الشباب إدارات الأندية عن تصريحاتها واعتبرت دليلا ماديا عليها لدى رعاية الشابب ولجان التحقيق والفريق المحاسبي، لما تجرأت على وعود «الفالصو» والكذب والتضليل والدليس، وتصريحات امتصاص الغضب والضحك على الذقون والاستخفاف بالجماهير، وتلك مسؤوليتكم الآن يا سمو الأمير لأن الأوضاع في الأندية وتراكم الديون أصبحت لا تحتمل، ومن يستسهلها فهو يجر الرياضة إلى واقع مزرٍ، ووضع لا يليق بتطلعات من يريد أن يرى رياضة بلده تستعيد الزعامة وتقف شامخة في الصفوف الأول

فيصل الطارقي

‏‏مهتم بالشؤون القانونية والادارية والرياضه

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع