ديربي “حسوا” بينا | بقلم عدنان جستنية

لم أجد عنوان مناسب لديربي الغريمين التقليديين الاتحاد والأهلي الذي سيقام مساء الغد السبت يحاكي مشاعر جماهير الناديين العريقين ويخاطب عقول ووجدان لاعبي النمور والمجانين سوى عنوان “حسوا بينا” لما لهذه المباراة المصيرية من أهمية قصوى في مسيرة كل فريق وحسابات دقيقة وصعبة جدا على مستوى التنافس الرياضي الشريف القائم بينهما بما لها من ابعاد حساسة جدا وكبيرة جدا .
ـ هذه الحساسية المفرطة لها نكهتها بين ناد
“محروم” من بطولة الدوري”34″سنة ويسعى من خلال هذه المباراة وعبر الاتحاد على وجه التحديد لتعزيز أحقيته بمركز الصدارة والمضي قدما نحو حلم قرب بلوغه ،ناهيكم عن ترسيخ حقيقة سنوات خمس تؤكد علو كعب الأخضر على الكرة الاتحادية، وخسارة موجعة تسمع أنينها في المدرج الأصفر وصوت خافت يقول لا لا “إلا من الأهلي”.
ـ بينما هذه المواجهة بالنسبة للاتحاديين تعني في حالة الفوز نسمة “أمل” قوية لعودة الفريق للمنافسة على الصدارة والبطولة إضافة إلى جوانب أخرى لها” طعم” آخر حينما تصبح الهزيمة على الجار اللدود لها تأثير مؤلم للغاية يؤدي إلى ” عرقلة” آمال وطموحات كادت أن تتحقق وآهات تتحسر في مدرج الأخضر تتنهد ” آه منك يا إتي”.
ـ من منطلق هذه “الحساسية” المعروفة وتبعات “خوف” يسيطر على قلوب جماهير الناديين فليس غريبا إن رأيت جمهور الاتحاد في ملعب الجوهرة بحجم كثافته يرفع لافتة “حسوا بينا” موجهة للاعبين تطلب منهم الاستشعار بقيمة دعم جمهور بات مضرب مثل وظاهرة يتغنى بها الجميع إعلام ومنافسين.. حسوا بينا.. بعد مستويات غابت فيها الروح “القتالية” التي عرف بها كل من يرتدي شعار الاتحاد منذ تأسيسه، حسوا، بينا ياما وياما تجاوزنا عن اخطائكم وعدم انضباطكم وسكتنا كثيرا على استهتاركم، حسوا بِينا” فكما أنتم تواجهكم ضغوط فنحن كجماهير تواجهنا ضغوط خاصة عندما لا تقدرون خصمكم وبالذات الأهلي منافس قوي تدركون حجمه وقيمته، حسوا بينا ماذا يعني لكم ولنا فوزكم وخسارتكم فالفرح ينقلنا معاكم إلى بحر الأماني وتطلعات نحو بطولة لو “جبتوها” وكان الممر”السهل” هو الأهلي فما أحلاها وأجملها من بطولة ولقب..حسوا بينا ففوزكم على الأهلي هو انتصار الحق والعدل على الظلم ممثلا في لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم و”ظلم”فادح عانى العميد منه هذا الموسم كثيرا.
ـ ولن أبالغ إذا قلت إن الأهلاويين عندهم نفس الأحاسيس والمشاعر وأصوات تنادي اللاعبين “حسوا” بينا فهذا أنتم حاليا” قاب قوسين او أدنى “من نيل لقب طال جدا انتظاره وكل شيء مهيأ وموفر لكم وان لم نحضر بعض المباريات فأنتم كُنتُم السبب فمباراة الموسم الماضي أمام التعاون افقدتنا الثقة فيكم وفي دعم بات “نخاف”عواقبه الحزينة ومن نهاية تعيدنا إلى من”يسخر”بنا ومن فريق غابت عنه بطولة الدوري 34 سنة وكل ما نخشاه ان يتكرر ذلك المشهد ورقم يزيد في عدد السنين وهاشتاق ينشر في تويتر “زيد يا أهلي الصبر عندك”، حسوا بينا فالفوز على الاتحاد بطولة بحد ذاتها فما بالكم لو جاء هذا الفور سببا رئيسيا في كسب اللقب فلذلك فرحة لا تعوض ،فعن طريق الاتحاد يبقى لهذا اللقب ذكرى”خاصة” أحلي وأجمل ذكرى عند كل أهلاوي.
ـ حسوا بينا من نسمع بها أو نراها أولا حيّا على الهواء مباشرة او نتأملها لافتة مكتوبة في المدرجات الاتحادية او الأهلاوية ام ان الطامة الكبرى لو كان المتسبب في الهزيمة احد مدربي الفريقين جروس ام بيتوركا أو حكم أجنبي لم يحسن على غير العادة رئيس دائرة التحكيم اختياره، حينها حسوا بينا تنطلق من أفواه محللين ونقاد ولسان حالهم يقول”كتبنا وياما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا”.
ـ إحساسي أنا أنها مباراة “الأهلي” من منظور أفضلية عناصر ومدرب، وفي نظري ولو خسر الاتحاد بهدفين لاعتبرته فائزا أما ان فاز فتلك “معجزة” ان تحققت امام الهلال فإحساسي أرى انه من الصعب جدا ان تتكرر امام المجانين، والله أعلم.