أقلام الصحف السعودية

ليتهم عندنا | بقلم محمد البكيري

الكاتب : محمد البكيري ,, صحيفة النادي ,, الخميس 21 / 8 / 2014

ما يحدث ضربة موجعة لأقوى وأكبر واجهات الكرة السعودية مالاً وفخراً.
لقد حذّرت وما زلت أحذر من خسارتهم بتنفيرهم بسوء المعاملة من شباك التذاكر وعبر بوابات الملاعب إلى المدرج.
ما يحصلون عليه إلى اليوم هو الحد الأدنى.. مقارنة بدول الجوار.. في الوقت الذي ينتظرون فيه ما يستحقونه بالمعايير العالمية من خدمات.. وشيئا من الاحترافية في التعامل.
بكل تأكيد أتحدث عن المشجع السعودي الفرد.. الذي أصبح يشكل كثافة وضخامة جماعية في حضور المباريات.. بل هيبة للبلد وأنديتها.
لا شيء أكثر إلهاماً للاعبين والمدربين وإدارات الأندية لاستنفار الطاقات الكامنة وحراك عقود الانتقالات والاستثمارات وضخ الأموال الداعمة، من إشعاعات الإلهام الصادرة من المدرجات السابحة بالحشود.
لقد أسست الأندية وبنيت الملاعب وجُلب المدرب والإداري، من أجل (اللاعب/اللاعبين).. لكن لا شيء ذو قيمة حقيقية دون جماهير.. إنهم الملح أو النكهة التي تمنح المنافسة الرياضية وخاصة كرة القدم مذاقها الفريد وألوانها المبهجة.
المشجع السعودي الأرفع ذائقة والأكثر شغفاً من بين محبي كرة القدم عربياً أو آسيوياً أو حتى عالمياً، لا يزال يقاتل من أجل الحصول على (متعته) الترفيهية الوحيدة والأولى دون مشقة أو مهانة أو أذى نفسي وبدني.
بيئة ملاعبنا (الفقيرة) أو العشوائية في خدمته.. إنهم يتمننون عليه. معتقدين أنهم يقدمون له الكثير.
لا تعامل إنسانيا في دخوله للملعب (أحيانا).. وإرهاق وإذلال في الحصول على تذكرة مباراة جماهيرية بيسر وسهولة أو توفير مأكل ومشرب لائق.. لكأنه في صحراء مقطوعة أو في منشأة رياضية لأفقر دول العالم (!!).
سيصبر المشجع على كل (البلاء) لو وجد أن هناك أملاً في تطور ما يعاني منه ليصل إلى كرسيه في المدرج. أو سيفضل المشاهدة في منزله من باب فقدان الأمل وحفظاً لإنسانيته.
نظرة واحدة للملاعب (العالمية) في دولتي الإمارات وقطر وهي خالية في معظم المباريات.. تكفي لمعرفة قيمة وكيفية الحفاظ على الحضور الجماهيري وتشجيعه. أحد مسؤولي تلك الدول الشقيقة قال: “الجمهور هو (حياة) الملاعب.. فيا ليتهم عندنا مثل ما هم عندكم.. لا تخسروهم”.

 

 
 
 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع