العالمي الصغير و”الدفع” الاتحادي | بقلم عدنان جستنيه

وصف كحيلان النصر ناديه بالأصفر الكبير، وهو وصف من حقه أن يعبر عما يصدقه وليس بما يصدقه ومقتنع به الآخرون ضمن استهلاك إعلامي بات”منفلتا” في عصر”بوجي وطمطم” في حين أن الحقيقة المعروفة بديهيا وتاريخيا ورقميا أن الأصفر”الكبير”هو عميد الأندية السعودية”الاتحاد ولاغير الاتحاد”شاء من شاء وأبى من أبى،من خلال شعاره “الأصفر والأسود” الذي عرف به منذ تأسيسه وقبل أن يولد النصر.
ـ ولعل المعلومة الأهم التي ربما غالبية جيل نصراوي كان نائما أشبه بنومة “أهل الكهف”عنها إن النصر منذ نشأته وإلى يومنا هذا لولا “الدفع” الاتحادي لأصبح في خبر كان “نسيا منسيا” ميتا لا وجود له بين الأندية السعودية مثله مثل، التسامح والعلمين، والتاريخ يشهد أن صعوده لاندية الدرجة الأولى حدث بظلم فادح تعرض له “اتحاد الرياض”عبر مؤامرة أبطالها الحكم السوداني”الجمل”ومحمد الزايدي المعروف بميوله لاتحاد جدة، ذكر تفاصيلها المؤرخ الرياضي الدكتور أمين ساعاتي في موسوعته التاريخية المتوفرة في المكتبات العربية لمن أراد الرجوع إليها والتثبت من صحة هذه المعلومة.
ـ هذا على مستوى اتحاد الرياض الذي تم دمجه مع النجمة ثم الشباب، أما على مستوى الدفع الاتحادي الذي كان يقوم به اتحاد جدة لنادي النصر بعدما صعد لأندية الممتاز فحدث عن هذا الدعم والدفع ولاحرج، بداية من صحافة اتحادية فتحت صفحاتها للنصراويين وأقلام نصراوية حققت لها صحيفة المدينة على وجه التحديد ،المعروفة حتى وقت قريب باتحاديتها شهرة كبيرة كونت لها مكانة مرموقة مازالت قائمة إلى الآن بعدما سمحت لها بالدفاع عن حقوق ناديها النصر في ظل هيمنة هلالية على صحف الرياض، ولا أظن أن شهود العصر من النصراويين ينكرون هذا”الفضل”الذي ساهم في انتشار نادي النصر وزيادة نسبة جمهوره وشعبيته الحالية وندا قويا لمنافسه التقليدي الهلال، ولولا هذا الدفع الإعلامي “الاتحادي”لكان اليوم النصر مثله مثل نادي الرياض أو نادي الفيصلي على أقل تقدير.
ـ حتى على مستوى اللقب”العالمي”الذي حصل عليه النصر فلن ينكر النصراويون الدور الذي قام به الاتحاد السعودي لكرة القدم مع الاتحاد الدولي لكرة القدم ودفعة قوية دفعت بالنصر إلى بطولة الأندية لكأس العالم”التجريبية حسبما يصنفها البعض من المؤرخين ومسؤولين من”فيفا” ، كما أن منصور البلوي الذي كانت ولادته نصراوية ونشأته اتحادية وهويته الرياضية “أصفرين”هو من تنازل للنصر بلقب “العالمي” لكي ينفرد بهذا اللقب نادي النصر مانحا الاتحاد لقب “المونديالي”باقتراح قدمه له الزميل عاصم عصام الدين فأعجبه هذا المقترح الذي أزعجني كثيرا، من منظور أن العالمي”الحقيقي”هو الاتحاد وقناعتيي أن البطولة الأولى”الرسمية”لبطولة أندية العالم هي التي شارك فيها العالمي”الكبير”الاتحاد وحقق إنجازا مشرفاً صادق عليه”بلاتر”عبر تصريح تناقلته وكالات الأنباءالعالمية حينما قال”منذ ربع قرن لم أر نادياً آسيوياً مثل الاتحاد.
ـ لم يقتصر الدفع الاتحادي لنادي النصر عند هذا الحد إنما تواصل بشكل مكثف في فترة كحيلان عبر تعاقدات اتحادية مع لاعبين سعوديين وأجانب تحولوا بإغراءات مادية للنصر لتأتي امتداداً لماض قديم يذكربحبكة درامية ساهمت في انتقال سعيد غراب لصفوف الأصفر الصغير، ولا ننسى “السيناريو” الرهيب لانتقال محمد نور بالموسم الماضي والذي ساهم في تحقيق النصر لبطولة الدوري بعد غياب “20” سنة ثم التخلي عن لاعب كبير مثل أحمد الفريدي”شفاه الله” وأخيرا الموافقة على إعارة المدرب المصري”عمرو أنور” لنادي العروبة ليكتمل مسلسل “الدفع الاتحادي”فبعد “تسهيلات”القروني بالموسم المنصرم فهذا الاتحاد يتخلى عن مدرب الأولمبي ليس حبا في نادي العروبة إنما تحالف مع إدارة نادي النصر قبل مباراة الأهلي أمام العروبة بستة أيام المقامة غدا، لعل وعسى يوفق عمرو في تعطيل الأهلي وإضعاف أمله في تحقيق بطولة الدوري ليحافظ النصر على اللقب.
ـ اختيار عمرو أنور لم يكن بناء على فكر”عرباوي”بحكم أن مثل هذا التفكير لايمكن أن يحدث في ظل تصريح “الدفن” الشهير لرئيس النادي الذي شكك في فوز النمور تحكيميا على فريقه، ناهيكم أن عمرو غائب عن المشهد العام للدوري فترة طويلة، والجميع يعرف علاقة”المريح بالنصر ولعل مايعزز صحة رؤيتي نص الشكر الذي تقدمت به الإدارة العرباوية لنادي الاتحاد إدارة ورئيسا ولعضو الشرف منصور البلوي، ليكشف هذا النص من وراء هذه الفكرة والمخطط لنجاحها.
ـ عموماً لن أستبق الأحداث فالفروقات بين الأهلي والعروبة فنيا وعناصريا كبيرة جدا وإن فعلها أنور” الاتحاد”وكان عاملا مساعدا في حصد النصر لبطولة الدوري هذا الموسم فذلك تأكيد على”الدفع” الاتحادي للنصر للموسم الثاني على التوالي ليصبح من المخجل حقاً من يأتي بعد كل هذه “التسهيلات” الاتحادية وكل أنواع الدفع الإتاوي من يدعي ويصف النصر بالأصفر الكبير.
وبالتالي أهديه په‍ذه المناسبة هذين البيتين لشاعر قال:
وسبحانه وصرتوا كبار وصار ينقالكم أشعار
د بكره تنجلي الأسرار صبرك دا الفلك دوار