أخبار الصحف السعودية

الشرق الاوسط | خبراء كرويون: الهاربون من الهبوط سيقلبون موازين الدوري السعودي

الدمام: علي القطان
راهن خبراء كرويون على استمرار الصراع في دوري المحترفين السعودي حتى جولاته الأخيرة، قبل أن تتكشف ملامح البطل، كما أجمعوا على أن مواجهة الكلاسيكو في الجولة الـ20 بين الاتحاد والهلال قد تحدد بعضا من ملامح الصراع، وكذلك قمة الهلال والنصر.
ورغم أن الدوري في جولاته السابقة شهد الكثير من المفاجآت الكبيرة، ومن أبرزها فوز القادسية على النصر، ثم الأهلي، والتعادل مع الهلال وتعطيل مسيرتهما في سباق حصد النقاط في ظل وضعه منافسا على البقاء؛ فإن المباريات المقبلة ستكون أكثر ندية في ظل الصراعات على القمة والقاع على حد سواء، حيث لم يضمن أي فريق حتى الآن مركزا يناسبه في جدول الترتيب.
ويقول رئيس لجنة المدربين بالاتحاد السعودي لكرة القدم محمد الخراشي، حول المنافسة في الجولات المقبلة: بكل تأكيد ستكون المنافسة على أشدها، نحن موعودون بقمة الجولة المقبلة في مواجهة الاتحاد والهلال، وتمثل هذه المباراة مفترق طرق للاتحاد، خصوصا أنه يتأخر عن الهلال بفارق 6 نقاط، وبالتالي سيلعب مباراة العمر أمام الفريق الهلالي الذي يسعى لمواصلة التمسك بالصدارة من جهة، وأيضا رد الاعتبار للاتحاد الذي فاز في مواجهة الدور الأول بين الفريقين.
وأضاف الخراشي، أنه في ظل الوضع الراهن تبقى كل التوقعات ممكنة. الخطر على الكبار لا يأتي فقط من خلال الفرق المنافسة على بطولة الدوري، بل إن الخطر يأتي من الفرق الطامحة للبقاء أو حصد مركز متقدم في دوري هذا الموسم، فهناك فرق ظهرت هذا الموسم بمستوى فني مميز، مثل الرائد الذي كان ينافس على الهبوط وخاض ملحق البقاء الموسم الماضي، وحاليا يسير بقوة نحو مناطق الدفء، بل المراكز المتقدمة.
وتابع: هناك أيضا تألق كبير ظهر عليه القادسية، حيث ظهر التجانس الكبير مع المدرب البرازيلي أنغوس، وتحققت نتائج إيجابية حسنت وضع الفريق في الدوري وجعلته «مرعبا»، خصوصا أنه لم يضمن بشكل نهائي البقاء في دوري الكبار، ولا يمكن أيضا حتى التقليل من فريق الفتح الذي سيدخل بكل قوة وسيرفع شعار «أكون أو لا أكون» بكون خطر الهبوط للأولى يتهدده، وهو الفريق الذي حصد الدوري قبل سنوات قليلة ولن يرضى أن يعود إلى دوري الأولى بعد كل ما تحقق.
وبالعودة إلى المواجهات القوية المرتقبة، فقد بين الخراشي، أن النصر صحا في المباريات الأخيرة، وحقق الفوز أيضا على الأهلي، وتقدم للأمام بعد أن كان متراجعا وهو يحتل المركز الثاني، وعادت حظوظه بقوة للمنافسة على لقب الدوري؛ ولذا يتوقع أن تكون مبارياته المقبلة بمثابة التحدي لعودة هذا الفريق البطل الذي حقق الدوري في نسختين متتاليتين من النسخ الثلاث الأخيرة.
وبيّن أن الأهلي، ورغم التراجع في النتائج هذا الموسم، فإنه لا يبتعد عن صاحبي المركزين الثاني والثالث سوى بنقطة، وهو فاز على الاتحاد برباعية، لكنه فاجأ الجميع بعدها بالتراجع، لكن الأكيد أنه يملك مواصفات الفريق البطل القادر على العودة بقوة في ظل اكتمال عناصره ووجود مدرب كفء وخبير قادر على التعامل مع الظروف ومواصلة المساعي للمحافظة على اللقب.
وختم الخراشي بالقول: صحيح أن الهلال يتقدم بفارق جيد من النقاط، لكنه غير مريح؛ ولذا نحن جميعا موعودون بإثارة غير مسبوقة في بقية الجولات لهذا الموسم حتى آخر جولة، بل ولحظة في المباريات.
من جانبه، بيّن المدرب بندر الأحمدي، أن الجولات الأخيرة شهدت إثارة كبيرة، حيث تحسنت نتائج فرق بشكل كبير مقابل انخفاض كبير في مستويات فرق أخرى، حيث تابع الجميع كيف أن الهلال لقي صعوبات في حصد بعض المباريات، وتذبذبت مستويات ونتائج الاتحاد والنصر، وتراجعت بشكل واضح نتائج الأهلي بعد الفوز الكبير على الاتحاد برباعية، حيث تلقى بعدها بأيام نتيجة قاسية أمام القادسية، وواصل الترنح بالخسارة من النصر ليتراجع في جدول الترتيب، لكنه لم يبتعد عن المنافسة على العكس تماما من النصر الذي تقدم بشكل جيد، وبات في الوصافة وأعاد آمال أنصاره بالفوز ببطولة دوري هذا الموسم رغم رحيل مدربه الكرواتي زوران، الذي جعل من فريق النصر قويا ومنظما أكثر من الموسم الماضي، وإن تذبذبت نتائجه وخسر مباريات غير متوقعة.
وبيّن الأحمدي، أن المباريات السابقة أعطت صورة واضحة ورسخت قناعة أن كل فريق من الكبار تحديدا يستطيع أن يهزم منافسه، حيث التكافؤ الكبير في العناصر الفنية والإمكانية، بل إن فرقا صاعدة بشكل لافت في المستويات الفنية وفي مقدمتها القادسية يمكن أن تحدد مسار البطل، وإن كانت مواجهاتها مع عدد من الفرق الكبيرة قد انتهت.
وأوضح، أن الإثارة المقبلة في الدوري ستجدد وبشكل أكثر تشويقا في الجولة المقبلة في مباراة الاتحاد والهلال، حيث إن الفارق النقطي ليس كبيرا بين الفريقين ولا يتجاوز النقاط الست، وقد تكون حظوظ الاتحاد والنصر قوية في المنافسة في الجولات الحاسمة بكونهما مركزين أكثر على الدوري المحلي، ولا يشاركان في دوري أبطال آسيا، وإن كانت هناك مواجهة مرتقبة بينهما في نهائي كأس ولي العهد بعد قرابة الأسبوعين.
وشدد على أن الجولة الأخيرة ستكون ختام مسك بمواجهة الهلال والنصر، حيث إن الإثارة مؤكدة وحتى إن تراجع النصر عن المنافسة على حصاد اللقب؛ لأن المؤشرات توحي يأن حظوظ الهلال ستبقى حتى آخر جولة إن لم يتمكن قبلها من الحسم، خصوصا إذا تجاوز الاتحاد، وقد تكون مباراته الأخيرة مع النصر تأدية واجب بعد أن يضمن التتويج مع أن هذا يبدو غير متوقع في ظل اشتداد المنافسة في القمة والقاع.
أما المحلل الفني حمد الدبيخي، فأكد أن عدم وجود استقرار فني لدى أي فريق في الدوري، بما في ذلك الهلال المتصدر، يوحي بأن المنافسة لن تحسم قبل الجولة الأخيرة، إلا في حال وفق الهلال في حسم مواجهة الاتحاد ثم خاض جميع مبارياته بنظام مباريات الكؤوس؛ كون الفوز في جميعها سيضمن له التتويج قبل مواجهة غريمة النصر.
واعتبر أن جميع فرق الدوري ترنحت في عدد من الجولات وبعض الفرق المصنفة أنها كبيرة وتوصف بالثقيلة فنيا خسرت نقاط لم يتوقع أحد أن تخسرها؛ ولذا ستبقى كل الاحتمالات موجودة، ولم يثبت أي فريق حتى الآن أنه الأقدر على حصد اللقب؛ لعدم وجود ثبات في المستوى الفني لمباراتين متتاليتين على الأقل، وليس لجولات متتالية.
وبيّن الدبيخي، أن الدوري سيبقى مشوقا وتحدث فيه مفاجآت غير متوقعة كما حصل في جولات ماضية؛ ولذا من يريد اللقب، أو حتى البقاء في دوري المحترفين عليه أن يكسر حواجز كبيرة تقف في طريقه، ومن هنا يجب القول إن مستوى الفرق السعودية مقنع وثابت، ليس هذا الموسم، بل في الموسمين الأخيرين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع