أخبار الصحف السعودية

المدينة | العلامة التجارية

تفرط أنديتنا المحلية في حقوقها التجارية، وبالتالي فهو تفريط في إيرادات تقدر بملايين الريالات سنويًا، فقد اعتمدت وزارة التجارة السعودية تسجل شعار النادي كعلامة تجارية، ذلك يعني أنه يُمنع تداوله في الأسواق إلا وفق اشتراطات معينة وبرسوم سنوية مقابل تراخيص تمنحها الأندية لمن يرغب في استخدام شعار النادي وبيعه، وهذا أحد الأوجه التي كنت وما زلت أقول بسببها إنَّ التسويق هو الجانب الأقوى في جلب مداخيل كبيرة للأندية السعودية، إلا أننا ما زلنا نرى كثيرًا من المحال التجارية تمارس بيع وشراء الملابس الرياضية التي تحمل شعارات الأندية السعودية دون اكتراث بهذا الجانب.
التراخيص التي ستمنحها الأندية يجب أن تكون وفق شروط تجارية، فإما أن تكون على دفعات مقدمة أو مبلغ مقطوع سنوي ولعدد محدد من الاستخدام أو غير محدد، وبلا شك هذا سيدر مبالغ مالية يستطيع النادي من خلالها الاكتفاء ذاتيًا.
إن أنديتنا تزخر بعدد كبير من الفرص التي يمكن تسويقها على المجتمع الرياضي في المملكة العربية السعودية، ويمكن أن تستغل الأندية فترات التوقف عن الأنشطة، والتي دائمًا تكون معلومة، بتفعيل أنشطة داخلية في النادي تعود على النادي بعوائد مالية.
من الجميل أن تضم مجالس إدارات الأندية رجالًا ذوي تخصصات متنوعة عكس ما هو معمول به اليوم.. كل رئيس نادٍ يجمع أصدقاءه ومعارفه.. وحتمًا هذا لا يفيده ولا يفيد النادي في شيء، ولا في تطويره، فالإدارة تفتقد لعناصر النجاح، ولذا فالنجاحات التي تحققها أنديتنا في إحراز بطولات وقتية ليس مخططًا لها كما يقول البعض، والدليل أن بعض الأندية تحقق البطولة هذا الموسم وتتغير مراكزها خلال السنوات التالية، ولو وُجِد التخطيط لكان لزامًا استمرار وضع الفريق متقدمًا، وكل رئيس نادٍ يأتي ليعمل وفريقه من أجل تحقيق ما ينسب له، ثم يذهب ومن يأتي بعده عليه أن يبدأ من جديد!!
إن الترابط الزمني الذي يجب أن تحققه إدارات الأندية المتلاحقة يجب أن يبنى على منهجية واضحة، ولكن الأندية تعتمد في مواردها المالية على الداعم الواحد وبعض من محبي النادي، فلا يمكن بناء رؤية وإستراتيجية طويلة الأمد، وحتمًا أن ذلك كله سيكون في زمن خصخصة الأندية بحيث يكون مجلس إدارة كل نادٍ مسؤول مسؤولية كاملة عن وضع هذه الإستراتيجيات حين تدار أنديتنا بنظام القطاع الخاص، وبلا شك سيحقق ذلك موارد واستثمارات كبيرة.
ومن الأفضل لكل رئيس نادٍ أن يكون لديه مصادر متنوعة من الدخل، ولا يكفي الفكر الرياضي في إدارة الأندية، بل يجب أن تندمج مع أفكار إدارية أخرى لتحقيق ما تهدف له الهيئة العامة للرياضة القائمة على رؤية وطن في تحقيق التنمية للمجتمع من خلال الجانب الرياضي والثقافي والفكري والاجتماعي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع