أقلام الصحف السعودية

ليلة هروب الرئيس | بقلم محمد الشيخ

محمد الشيخ

    لا شيء أسوأ في الحروب من هروب القائد من ساحة المعركة حين يشتد وطيسها ليسلم بنفسه مخلفاً وراءه جنوده يحترقون بنيرانها، ولذلك يقول نابليون بونابرت: “جبان في جيشي أشد خطرًا عليّ من عشرة بواسل في جيش الأعداء”. هذا إذا كان الجبان جنديًا فكيف إذا كان هو القائد نفسه؟!

في كرة القدم التي يراها الشاعر الكبير محمود درويش أشرف الحروب لا شيء أسوأ من هروب الرئيس من مباراة مصيرية أو تاريخية لأنه بذلك يقول للاعبيه واجهوا مصيركم، وهنا لا يمكن أن نلوم اللاعبين حين يمارسون الانهزامية بشتى صورها فقائدهم أول الانهزاميين.

ما حدث في مباراة الاتحاد والأهلي الماضية والتي انتهت بفوز الأخير برباعية هي صورة من صور انهزامية القائد، فمغادرة رئيس الاتحاد إبراهيم البلوي المباراة وفريقه مهزوم كانت رسالة سيئة للاعبين، وكأني به أراد التنصل من الخسارة الكبيرة وأن يقول للجماهير في رسالة تحريضية مبطنة: دونكم اللاعبين هم السبب فافعلوا بهم ما تشاؤون.

الاتحاد في تلك المواجهة سقط بكل تاريخه وعنفوانه قبل أن يدخل المباراة بعد الصراعات التي حدثت ليلتها بين اللاعبين والبلوي وتمردهم برفضهم دخول المعسكر، وسقط خلالها منذ الدقائق الأولى حينما وجد لاعبو الأهلي أشباح لاعبين يجرون خلفهم، وسقط بعد المباراة حينما أصدرت الإدارة بيان الفجر المعيب.

تمردُ اللاعبن وخصوصًا ليلة مواجهة الغريم الأهلي مرفوض أياً تكن الأسباب، فثمة اعتبارات وقيم اتحادية وتنافسية داس عليها اللاعبون، ولا مبررات مقنعة لهذا الفعل المشين، كما أن وصولهم إلى مرحلة كسر العظم مع الادارة ليلة مباراة بهذه الأهمية التاريخية والتنافسية فيه ابتزاز رخيص، وهو ما يشي بأن العمل مرتب له للضغط على الإدارة.

رفض تصرف اللاعبين لا يعفي الإدارة والرئيس إبراهيم البلوي تحديدًا من مسؤوليته، وكيف يُعفَى من المسؤولية وهي تبدأ وتنتهي عنده، فهو المعني الأول بتأخر رواتب اللاعبين كل تلك الأشهر، وهو المعني بالوفاء بوعوده الدائمة والمتكررة، وهو المعني بفرض النظام في المعسكرات، وهو المعني بإدارة الأزمات في النادي، وفي وقت يفترض فيه كل ذلك أصبح هو المتسبب الأول في جميعها، وهنا تمكن المصيبة ويتمركز الفشل حين يكون من يفترض أن يكون مصدر الحل وإذ به هو مصدر المشكلة.

ما يحدث في الاتحاد اليوم كان متوقعاً أن يحدث منذ مدة طويلة غير أن النار ظلت تحت الرماد كل تلك الفترة وهاهي مع أول نفخة تشتعل حتى تكاد تأكل الأخضر واليابس في النادي والسبب يعود لكذبة الميزانية المفتوحة والأكثر من مفتوحة التي جاءت بالأخوين البلوي إبراهيم رئيسًا ومنصور متنفذًا وسط فرجة الشرفيين وتصفيق المطبلين غير أن شمس الحقيقة أشرقت وإن طال غروبها!.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع