أخبار الصحف السعودية

صحيفة الرياض| نور ضحية التوعية المفقودة والسقوط ينتظر المزيد من النجوم

الرياض – عبدالله الفرج

  تعاطف الرياضيون بمختلف انتماءاتهم وسيطرت قضية إيقاف النجم الجماهيري محمد نور بعد ثبوت مادة منشطة في العينة التي أخذت منه، كانت ردود الفعل متعاطفة مع اللاعب لدرجة بلغت التشكيك في أن تعرضه لمؤامرة.

لن أدافع عن نجم كرة القدم محمد نور باستعادة تاريخه الطويل سواء مع نادى الاتحاد، أو مع المنتخب الوطني، ولن أنصب نفسي محامياً عنه، لكن من يعرف نور أنه في أوج عطائه وتألقه وقعت عليه القرعة وتم فحصه أكثر من ثلاث مرات من قبل اللجنة الطبية ومكافحة المنشطات التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم عند بداية انطلاقها وتأسيسها عام 1424ه، وهذه العينات أرسلت لثلاثة مختبرات مختلفة في تونس وبرشلونة وباريس وجميعها كانت نتائجها سلبية، فهل يعقل أن يسقط الآن في الكشف عن المنشطات متعمدا بعد هذه الخبرة الطويلة، وفي وقت ربما تخالجه نفسه لإعلان التوقيت المناسب للاعتزال؟!.

من غير المنطق أن يغامر نجم بمكانة نور بتاريخه وسمعته بتعاطيه للمنشطات متعمداً؛ خبر إيقافه كان صادما لمنافسي ناديه قبل محبيه، منافسوه يعرفون قيمته وتاريخه وإنجازاته فلم يتمنوا له هذه النهاية المحزنة.نجوم الرياضة السعودية يتساقطون الواحد تلو الآخر في فخّ المنشطات، كثير منهم لا يتعاطونها متعمدين، غير أن افتقادهم للتوعية والتثقيف هو من يقودهم لتناول أدوية علاجية تتضمن مواد محظورة.

هل حصل اللاعبون على التوعية الكافية لحمايتهم من هذا الخطر؟!،

ما يعرفه الرياضيون أن دور اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات لا يتجاوز الكشف وأخذ العينات وإقرار العقوبات، وما يترتب على تلك الإجراءات من جلسات الاستماع والاستئناف، لكن الحقيقة أن تتحمل جزء من المسؤولية فيما يخصّ التوعية والتثقيف بآفة المنشطات، والتي باتت ظاهرة تهدد رياضتنا، وتخدش وجهها التنافسي، فإذا كانت التوعية بأضرار المخدرات واجبا دينيا ووطنيا، فالتوعية بخطر المنشطات لا تقل أهمية.

التوعية بأضرار المنشطات لم تكن كاملة وممنهجة، فلا يكفى أن تترجم اللائحة وتوزع على الأندية كل موسم، وذِكر موقع الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (الوادا)، وكأننا بذلك قد أخلينا مسؤوليتنا كلجنة وطنية لمكافحة المنشطات، بل حتى التوعية التي أقيمت سابقاً فقد ركزت على جانب، وأغفلت آخر لا يقل عنه أهمية، فكما على الرياضي واجبات ومسؤوليات، فلديه حقوق يجب أن يعيها، وهي التي تتعلق بطريقة الفحص بدءاً من دخول محطة الفحص مروراً باختيار العبوة، وبقية النموذج وانتهاء بإعطاء العينة وإغلاقها، ولكن معظم الرياضيين للأسف لا يعرفونها.

وحتى نكون أكثر إنصافا فإن اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات لا يقع على عاتقها وحدها مسؤولية التوعية والتثقيف، أظن أن دورا مفقودا لمستشفى الأمير فيصل بن فهد للطب الرياضي وهو الصرح الطبي المتخصص بعلاج وتأهيل الإصابات الرياضية وعلوم الطب الرياضي في جانب التوعية، فهو من الجهات التي تقع على عاتقها مسؤولية التوعية الشاملة بخطر المنشطات؛ خصوصا وأنه يمتلك العديد من الكوادر المؤهلة، والتي تعتبر من أعمدة من أسس هذه اللجنة لو قام بواجبه وبادر بحملة تعنى بتوعية رياضيينا من أخطار المنشطات لكانت الأمور مختلفة، وطالما أن المستشفى يشارك في برامج الأمان الأسري وغيرها من دون أن نقلل من أهميتها وهي البعيدة عن الرياضة، فإن الأولى التركيز على ما يخص الرياضيين ويحدد مستقبلهم ومستقبل الرياضة السعودية.

كيف نطلب من رياضي غير متخصص أن يعرف أن هذه المواد محظور تعاطيها وفق اللائحة الصادرة عن (الوادا) وهناك العديد منها يدخل في تركيبة أدوية الزكام والرشح والحساسية وأزمة الربو؟!، وإذا كان كثير من الأجهزة الطبية في الأندية كبيرها وصغيرها تجهل هذه الأمور فكيف باللاعب الرياضي الذي افتقد لأبسط حقوقه في التوعية.

إن ما يثير الدهشة أن هناك أدوية لإنقاص الوزن وأخرى سبق ذكرها تصرف دون قيد أو شرط ومتوفرة في السوق المحلي.

فيصل الطارقي

‏‏مهتم بالشؤون القانونية والادارية والرياضه

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع