أخبار الصحف السعودية

🗞 عكاظ | متى يكون النقل التلفزيوني مشروعاً رياضياً وطنياً ؟

يعتبر الإعلام الرياضي المرئي من أهم الأدوات التي تساهم في تحقيق رؤية السعودية 2030 في الجانب الرياضي، والتي تهدف لرفع نسبة ممارسة الرياضة مرة على الأقل أسبوعياً من 13% إلى 40%، فالإعلام المرئي وبحسب دراسات علمية موثوقة ومنشورة يسهم بشكل مباشر في الإقبال على ممارسة الرياضة وانتشارها، إضافة إلى أنه يساعد في رسم صورة دولية تمكن السعودية من استضافة المحافل الرياضية العالمية، ويعكس بشكل مباشر واقع ما تبذله السعودية للرياضة مادياً وتقدمه لوجستياً، ويظهر الرياضة كرياضة وليست ككرة قدم فقط، وبمتابعة دقيقة للسنوات العشر الماضية في ما يقدم من خلال الإعلام الرياضي المرئي، نقف وبشكل واضح على مواطنَ خللٍ في عمل منظومة الإعلام الرياضي (المرئي) على مختلف المنصات.

كغياب مفهوم شمولية الرياضة وصناعتها وتنوعها بعيداً عن مجرد كرة القدم ومسابقاتها بما يؤثر على المحتوى فلا تجد الحيز الأكبر إلا لكرة القدم في الإعلام المرئي، ويتضح للمتمعن الاعتماد على الخبرة دون العلم في التعامل مع الإعلام كصناعة بحد ذاتها مع ندرة وجود دراسات وبحوث سعودية تشخص واقع الإعلام وتَدْرُسُه.

كيف يتم التطوير ؟

مع كل ذلك تتزايد اليوم التحديات، خصوصاً مع تأكيد وزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلف محمد بن عبدالله الجدعان، أن خفض الإنفاق سيشمل قطاع الرياضة بناءً على تأثيرات جائحة كورونا، إضافة إلى تأثر قطاع الدعاية والإعلان سلبياً بنسبة تصل إلى 98%، ومع هذه التحديات لا يمكننا أن نُغْفِل بأن مسابقات كرة القدم السعودية، وهي المنتج الذي يجد حجم طلب كبير، لم يذق طعم الاستقرار خلال السنوات الماضية والتي تنقل ما بين أكثر من 5 محطات تلفزيونية، بمبالغ لم تكن مبنية على واقع السوق الإعلاني والرعايات وحجم العرض والطلب، كان سبباً رئيساً في عدم قدرة تلك القنوات على تحقيق أرباحها مما يؤكد حاجة إعادة تقييم المنتج الرياضي من خلال دراسة عميقة لعقود النقل في تلك القنوات وأرباحها ومقارنتها بالواقع الحالي.

خارطة الطريق

كل تلك التحديات تحتم البدء من نقطة بداية، دون المضي في طريق لم نجد فيه سوى عدم الاستقرار والتأثير سلباً على بقية الألعاب الرياضية إعلامياً، بوضع خارطة طريق تنطلق من تكوين فريق عمل «متخصص» يملك خبرة علمية، يقوم الفريق بإجراء دراسات وبحوث سريعة على الإعلام الرياضي السعودي ودراسات وبحوث علمية رياضية على الإعلام العالمي خلال 90 يوماً، واختيار محتوى مختلف بناءً على الواقع والاحتياج الناتج عن الدراسات والبحوث التي أجريت، وتنفيذ خطة برامجية تلفزيونية مدتها 5 سنوات، يستقطع 10% من المحتوى في موسمها الأول لمحتوى الألعاب المختلفة، تتزايد كل موسم وصولاً إلى 50% في الموسم الخامس مناصفةً مع كرة القدم، والمهم أن تركز تلك الخارطة على اختيار كوادر إعلامية رياضية شابة وتأهيلها وصقلها بمشاركة القنوات الرياضية العالمية، فيما يمكن للخطة تحقيق أولويات، منها التأسيس لمرحلة إنتاج أفلام سينمائية رياضية سعودية، واختيار قوالب «فورمات» لبرامج رياضية عالمية شهيرة يتم تحليل 10 منها، تتناسب مع الرياضة والمجتمع السعودي مع إشراك المرأة السعودية ضمن هذه الخطة التلفزيونية تنفيذاً وظهوراً.

*- مذيع تلفزيوني ومحاضر بجامعتي أم القرى وجدة.

– ماجستير إعلام في تطوير البرامج الرياضية.

– عمل في عدة قنوات رياضية ناقلة للمسابقات السعودية.

فيصل الطارقي

‏‏مهتم بالشؤون القانونية والادارية والرياضه

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع