أقلام الصحف السعودية

اختلفنا مين يحب الثاني أكثر!! بقلم | وحيد بغدادي

“اختلفنا مين يحب الثاني أكثر.. واتفقنا إنك أكثر وأنا أكثر”.. هكذا كان المشهد في ليلة السبت بين الاتحاد وجمهوره .. حضروا من كل مكان “من عدد رمل الصحاري ومن المطر أكثر وأكثر”.. وكأنهم يقولون: “كيف نخفي حبنا والشوق فاضح .. وفي ملامحنا من اللهفة ملامح”.. ورغم عتبهم على فقدان الصدارة في جولة نحر التحكيم المحلي فيها ناديهم وعدم استخراج الرخصة الآسيوية الأمر الذي حرمهم المشاركة قارياً.. إلا أنهم توجهوا للدرة ولسان حالهم يقول: “يمك دروبي وكل الناس يدروا بي وأنا أدري.. وأنا النظر وإنت لعيوني النظر.. والهيام إللي سكن فينا تعدانا وكبر.. صار مثل الريح جامح.. عاشقين ونبضنا طفل حنون لو تزاعلنا يسامح.. والهوى شي مقدر”.. وكأنهم يطالبون: “ليلة لو باقي ليلة بعمري أبيه الليلة”.. نريدها ليلة فوز وصدارة “واسهر في ليل عيونك وهي ليلة عمر.. يلي أيامي بدونك ماهي من العمر”.. ورغم ضغط وسيطرة الهلال الفريق الضيف إلا أنهم لم يتوقفوا عن التشجيع حتى ظن المتابع أن المباراة على أرض العميد .. حقاً كانوا مؤثرين كيف لا وهم العاشقون؟!! انطرب لهم النمور في الشوط الثاني فكانت الانتفاضة وكأنهم يرددون لجمهورهم “صوتك همسك بيتي وسفري.. قمري وشمسك ليلي وفجري”.. “صدق إني فيك.. مغرم فيك.. والحياة إيش الحياة؟! إلا مشاهد ناظريك.. يانهار لو تغيب الشمس واضح”.
ياهي ليلة عشق وغزل.. وكأنها ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة.. فكانت بحق ليلة تحققت فيها ملحمة (فوز وصدارة).. أن تفوز على الزعيم أو يفوز عليك هذا أمر وارد في عالم كرة القدم ولكن لأنه الهلال فمن الصعب أن تتغلب عليه دورياً ثلاث مرات متتالية وتخطف منه 9 نقاط كاملة.. الهلال المنتشي فنياً بقدوم المدرب (العالمي) الأرجنتيني رامون دياز (مدرب منتخب البارجواي في كوبا أمريكا الأخيرة) خلفاً للأوروجوياني المقال جوستافو ماتوساس.. قبل المباراة البعض تحمس كثيراً بفوز الهلال وبعدد وافر من الأهداف عطفاً على ظروف الاتحاد المالية والغيابات الفنية لعدد من العناصر المؤثرة وعدم وجود دكة احتياط تصنع الفارق.. إلا أن شباب العميد هم من صنعوا الفارق وخطفوا الصدارة من فك القرش الأزرق وعلى أرضه وبين جمهوره.. فيما ألقى البعض الملامة على تولي دياز مهمة التدريب بداية من هذا اللقاء المهم كونه كلاسيكو الكرة السعودية خصوصاً وأن المدرب المؤقت (سيبيريا) حقق العلامة الكاملة في جميع اللقاءات التي تولى قيادتها فنياً وكان من الأفضل أن يبدأ عمل دياز خلال فترة التوقف القادمة بعد الجولة الثامنة بسبب اللقاء المرتقب بين منتخبنا الوطني أمام اليابان ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018.. سيبيريا كسب سامي الجابر مدرب الشباب في ربع نهائي كأس ولي العهد والذي كان قد تغلب على الاتحاد دورياً ليعود الأخير ويهزم الهلال كمؤشر بصعوبة الموسم وانعدام الفوارق الفنية بين الكبار ويبدو أننا سنشهد أروع موسم كروي هذا العام ونتمنى ألا تفسد أخطاء الحكام هذا التنافس الجميل وأن تستمر المتعة بعيداً كل البعد عن الأخطاء (المقصودة وغير المقصودة).. وحتى نهاية الموسم سوف نبارك للنمور عودة #روح_الاتحاد وفعلاً لن تحلو المنافسة إلا بعودة الإثارة لكلاسيكو الكرة السعودية بين الهلال والاتحاد ومبروك يا جمهور العميد، دامت أفراحكم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع