أقلام الصحف السعودية

جدة كذا.. إتي وبحر بقلم | وحيد بغدادي

قبل أيام.. صنع برشلونة معجزة تاريخية لن تنسى، وسيحكي عنها جماهير “الكامب نو” لأحفادهم وأحفاد أحفادهم.. وذلك عندما حقق العودة المستحيلة وسط الأحداث الدرامية للمباراة.. نجح الفريق في تعويض خسارته ذهاباً أمام باريس سان جيرمان 4ـ0، حيث قلص النتيجة إلى 3ـ0، وكانت المباراة ستمتد لأشواط إضافية فيما لو تم تسجيل الهدف الرابع.. إلا أن إيدينسون كافاني سجل هدفاً محبطاً وتطلب التأهل الفوز بنتيجة 6ـ1 وسط دقائق أخيرة مجنونة.. وحتى الدقيقة 87 كانت ساعة الملعب تشير إلى خروج بطل إسبانيا، حيث توقف مسلسل الأهداف على نتيجة 3ـ1 وكانت المهمة الانتحارية تتطلب تسجيل ثلاثة أهداف إضافية خلال 5 دقائق محتسبة كوقت بدل ضائع.. وبالفعل تم تسجيل الهدف الرابع من كرة ثابتة عند الدقيقة 88 وهدف خامس عن طريق ركلة جزاء عند الدقيقة 91، والذي عادل نتيجة المواجهة الإجمالية 5-5، لكنه يمنح بطاقة التأهل للفريق الفرنسي بفضل هدف كافاني في ملعب الفريق المستضيف..

وعاش الجميع لحظات مجنونة في الدقائق الأخيرة، بعدما تقدم البرشا بكامل صفوفه، وحتى حارس المرمى لمنطقة جزاء الخصم، وبدأ الفريق يضغط بقوة ويمرر الكرة داخل منطقة الجزاء لينجح البديل سيرجي روبيرتو في إحراز الهدف القاتل والحاسم عند الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، والذي منح برشلونة انتصاراً (تاريخياً) بنتيجة 6ـ1 منحه التأهل لربع نهائي الأبطال، وأقصى باريس سان جيرمان من البطولة في ليلة لن تُمحى من ذاكرة البطولة أبداً.. هذه الملحمة الأوروبية قد لا تشهدها ملاعب العالم على الإطلاق.. إلا أنها ذكرتنا بملحمة نادي الاتحاد (عميد النوادي السعودية) وعميد آسيا وصاحب آخر إنجاز سعودي خارجي (على مستوى الأندية والمنتخبات).. والذي روض شرق القارة وغربها بالخماسيات والسداسيات، بل حتى السباعيات بعدما تجاوز خسارة الذهاب في جدة بنتيجة (3ـ1)، وحقق المعجزة بعد فوزه الصاعق على سيونغنام الكوري الجنوبي 5ـ0 على أرضه وبين جمهوره، لينتزع لقب القارة الثمين بنظامها الجديد.

بالأمس الأول عاد النمور مجدداً ليعتلوا منصة التتويج بتحقيقهم لقب كأس ولي العهد البطولة الغالية، والتي عادت لخزينة النادي بعد غياب 13سنة.. في موسم رحيل (أبو عمر) الرئيس أحمد مسعود ـ رحمه الله ـ.. وبطل الضائقة المالية الخانقة ومعاناة الديون وخصم 3 نقاط دورياً من الــFIFA وخسارته قبل النهائي من الهلال بأيام، وما صاحب ذلك من أحداث وتلاشي الحظوظ بالمنافسة على لقب الدوري.. تلتها جملة من العقوبات على النادي ولاعبيه وجمهوره وإيقاف (مولد) الفريق (فهد)، إلا أن روح الاتحاد نثرت (كهربا) الفرح في جنبات (الدرة) فكانت ليلة من ليالي العمر، لتكتمل منظومة الأرقام الاتحادية بــ(8) بطولات دوري، و(8) بطولات كأس ملك و(8) بطولات كأس ولي عهد، و(8) إنجازات خارجية: كأس أندية الخليج (1999) وأبطال الكؤوس الآسيوية (1999)، ولقبا السوبر السعودي المصري (2001) و(2003)، ومن ثم تحقيق لقب دوري أبطال آسيا (2004) و(2005)، والمشاركة بكأس العالم للأندية (2005) ولقب دوري أبطال العرب (2005).. مع (3) بطولات كأس فيصل بن فهد بنظامها القديم لأندية الممتاز، لتنطلق الأفراح في جدة على أهازيج: “أوه نعم كذا.. أوه نعم كذا.. يلي تحبون جدة.. جدة كذا إتي وبحر (يا محبين).. يا الاتحاد قلوبنا مستعدة.. تجمعت حولك قلوب المحبين.. احسد عليك المملكة قبل جدة.. نادي وطن ويشجعونك ملايين.. حنا معك لا صار بالوقت شدة.. وحنا جماهيرك على العسر واللين.. في كل دولة لك ميول ومودة.. في كل ديرة لك طريق وعناوين.. أنت العميد وكل حاجز تهده.. عوايدك دايم من أول وهالحين (جدة كذا إتي وبحر).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع