أقلام الصحف السعودية

من أتعب (قلبك) يا مسعود؟ | بقلم : عدنان جستنيه

مات أحمد عمر مسعود رئيس نادي الاتحاد مات الرجل “التقي” الذي عُرف منذ ريعان شبابه بمخافة الله على إثر أزمة “قلبية” مفاجئة ألمت به أثناء تواجده بالمعسكر الذي أقامه نادي الاتحاد بتركيا. موت “أبو عمر” خبر كان بمثابة صدمة قوية لي ولكل محبيه هزتني وهزت كل أفراد المجتمع الرياضي والمجتمع السعودي والخليجي عامة ليتدحرج على طرف لساني سؤال في لحظات الحزن “من أتعب قلبك يا مسعود” وأنت الذي لم تشكُ منه مرضاً فقد شاهدناك وأنت في قمة “عافيتك” تشارك أبناءك اللاعبين رياضية اللياقة البدنية وكانت بشاشة وجهك تغطي ثغرك الباسم؟
ـ نعم من أتعب قلبك يا أبا عمر هل تقدم السن سبب وأنت الذي كنت تقول لي يا عدنان “الشباب شباب القلب” فما الذي أرهقه وأتعبه ثم أسكت نبضه؟ هل هو حبك الكبير لنادي الاتحاد فلم يستطع قلبك مقاومته على الرغم من كل جرعات الحب التي قدمتها عبر بطولات ما زالت في الذاكرة ومن خلال “تضحيتك” بقبول رئاسته وأنت الذي على مدى سنوات كنت “زاهداً” لا تبحث عن هذا المنصب، كثيرون هم من عرضوه عليك و”زكوك” متمنين كلمة “نعم” إلا أن جوابك كان دائماً “راحت علينا” خلاص خلي غيرنا يخدم الاتحاد؟
ـ إما أن من أتعب قلبك هو جمهور علمت بمدى حبه وعشقه لناديه فأشغل هذا الحب وهذا العشق تفكيرك وقلبك وأنت في سباق مع الزمن أملاً في “إسعاده” ورغبة جامحة في أن تعيد البسمة إليه والتي “حرم” منها سنوات، فتطوعت للقيام بهذه المهمة الصعبة “مرغماً أخاك لا بطل” إلا أن قلبك المرهف الحساس كان “ضعيفاً” فكلما حاولت تفتش عن وسيلة أو هدية ترضي هذا الجمهور تجد أنك عاجز عن مواجهة حب قوي، قلبك هو الآخر يشتكي من ألم ووناته ففقد القدرة على مقاومته وعلى “تلبية” من تشاركهم هذا الحب فكان الموت هو الخيار أو الحل الذي “أراح” هذا القلب ليسكن وتتوقف نبضاته الصادقة.
ـ حينما يسألك الاتحاديون عن حجم التركة الكبيرة التي خلفتها الإدارة السابقة وما قبلها من إدارات و”الجريمة” التي ارتكبوها في حق هذا الكيان الكبير يكون “الصمت” هو ردّك وابتسامة خفيفة بصوت خافت تضحك، أظن أن قلبك كان يتألم من سماع شرودك الذهني وهروبك “الإنساني” ومن “مآسي” قاهرة أتعبت هذا القلب وهو غير “مصدق” ما رآه من تسيب إداري وعبث مالي يفوق الوصف فحبس صدرك الكبير هذا الألم ولكن من شدة وهول الصدمة ومقاومته لها كانت أقوى من احتمال قلبك لها فكان الموت قدره وقدرك وقدر لم نستطع رده إنما الاستسلام لقضاء الله وحكمة أرادها سبحانه اللهم لا رد لقضائك.
ـ قلبك يا مسعود هل أتعبه “انقسام” وتفكك وفرقة الاتحاديين وقلوب “تحجرت” خطفت جمال الاتحاد وروعة أجيال كانت مغرمة به وبألفة بين كل محبيه صغيرهم وكبيرهم، فلم يحتمل هذا القلب هذا “التشتت” وأيادي خبيثة ذبحته ونالت من قيمته و”هيبة” مكانه وزمانه ففضل الموت لعله يكون فيه “عظة وعبرة” لضمائر ميتة ربما لفجائية موتك تحيا من جديد وتتعظ تعيد حساباتها مع الله قبل فوات الأوان.
ـ قلبك يا أبا عمر من قال إنه تعب فهو مخطئ فأنا أشهد وكل المقربين منك حتى جدران بيتك وجدران مقر نادي الاتحاد يشهدون أنك تحمل قلباً كان متعلقاً بمحبة الله ورسوله لا يكل ولا يمل ولا يتعب من ذكر الله ومن الصلاة في جماعة والحث عليها وفي الدعوة لكل من حوله بالاستقامة وفعل الخير والطيبات، وداعاً أيها القلب الكبير الطيب النقي، وداعاً وبإذن الله إلى جنة الخلد، والبركة في نائبك وحبيبك المهندس حاتم باعشن فهو خير خلف لخير سلف وخير من اخترته عضداً لك ومن “يؤتمن” على هذا الكيان العملاق.
ـ أبو عمر عظم الله أجر أسرتك أبنائك وبناتك وأهلك وكل محبيك وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان على فراقك أيها الرجل الطيب الإنسان، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع