التحليل الفني

تحليل ياسر | ما بعد مباراة الاتحاد 2 × 1 الشباب .. دوري عبداللطيف جميل 2015 / 2016 .. الجولة الـ 23

تحليل ما بعد مباراة : دوري عبداللطيف جميل . الجولة الـ 23
#الاتحاد 2_1 الشباب ,, على ملعب الأمير فيصل بن فهد ( الملز )

الاهداف من: (1) جمال باجندوح ، (1) عبدالرحمن الغامدي

#محللي_اتي_تايقرز
تحليل : ياسر فلاته
@solonesta

———

بسم الله الرحمن الرحيم
حقق الاتحاد فوزاً هاماً جداً على مضيفه الشباب بهدفين مقابل هدف ليوسّع الفارق مع التعاون مطارده على المركز الثالث – الذي خسر أمام الفتح بعد ذلك – ويحصل على دفعة معنوية هائلة قبل مواجهة سيباهان الإيراني في دوري الأبطال.

التشكيلة

image

في ظل غياب كلٍ من سانمارتيان ومونتاري وياسين حمزة بداعي الإصابات وعدم الجاهزية ، لم تخرج تشكيلة فيكتور بيتوركا عن المتوقعة قبل المباراة بإشراك جمال باجندوح وقصي الخيبري سوياً كلاعبي ارتكاز وعودة زياد المولد للعب بجوار أحمد عسيري في عمق الدفاع.

في المقابل ، قام فتحي الجبال بإجراء تغييرٍ واحدٍ فقط على التشكيلة التي بدأت ضد الهلال في الجولة الماضية بعودة حسن معاذ مكان صالح القميزي. التغيير الأبرز بالنسبة للجبال كان التحول من 3-5-2 التي استخدمها في بعض مبارياته القليلة السابقة إلى 4-2-3-1 التقليدية بالدفع بأريزميندي كلاعب ارتكاز جنباً إلى جنب مع عبدالملك الخيبري والاعتماد على ماجد المرشدي وسياف البيشي كقلبي دفاع والبرازيلي كاميلو كلاعب رقم 10 خلف محمد بن يطو.

الشوط الأول
طبّق بيتوركا إلى حدٍ بعيد نفس النهج الذي طبقه في مباراة النصر الإماراتي الثانية بالاعتماد على دفاع متوسط وتركيز الضغط على الثلث الثاني من الملعب عند وصول الكرة إلى محاور الشباب ومحاولة إغلاق زوايا التمرير إليهم وترك الكرة مع المرشدي وسياف وقتاً طويلاً نوعاً ما بدون ضغط عالٍ.

تطرقت في تحليل ما قبل المباراة إلى أهمية التزام الجناحين بدورهما الدفاعي ضد ظهيري الشباب ومراقبة انطلاقاتهما باعتبارهما من أهم مفاتيح لعبهم ولقد فعل فهد وعبدالرحمن ذلك بشكلٍ جيد طيلة اللقاء.

في الجانب الهجومي ، ركز بيتي على الهجمات المرتدة وسرعة التحولات لاستغلال سرعة لاعبيه والمساحات التي يتركها مدافعو الشباب خلفهم في ضوء التفوق النسبي لأصحاب الأرض في الاستحواذ على الكرة ، إلا أن هذا الاستحواذ كان سلبياً وافتقر إلى الابتكار والرتم والحلول الجماعية والفردية من لاعبي فتحي الجبال ، بينما نجح النمور في خلق بعض المواقف التهديفية الجيدة داخل وحول منطقة الجزاء ولكن غابت الدقة عن اللمسة الأخيرة مع سوء متكرر ومستمر في اتخاذ القرارات من المهاجمين.

الشوط بشكلٍ عام كان فقيراً فنياً وضعيفاً من ناحية الكثافة والرتم وكان أجمل ما فيه هو الهدف الرائع الذي سجله جمال من لعبة مقصية إثر ركلة ركنية ليكون خير تتويج لادائه الممتاز في هذه المباراة حيث لعب واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم إن لم تكن الأفضل وافتك العديد من الكرات في مناطق متعددة من الملعب – حتى على طرف منطقة جزاء الشباب – وغطى مساحات كبيرة وحاول قدر الإمكان المساهمة في تحسين جودة البناء الهجومي للفريق في أول مرحلتين وهي البناء من الخلف ثم التحضير في الوسط لكن دقة تمريراته ما زالت بحاجة إلى مزيدٍ من العمل والتطوير.

الشوط الثاني
بادر فتحي الجبال بإجراء أول التبديلات في المباراة بسحب كاميلو بين الشوطين وإشراك عبدالوهاب جعفر الذي انتقل للعب في الجهة اليمنى مكان عبدالمجيد الصليهيم الذي تحول للعب كرقم 10 خلف بن يطو.

هذا التغيير كان موفقاً ومنطقياً من المدرب التونسي لأن محترفه البرازيلي لم يقدم أي شيءٍ يذكر في الشوط الأول أو في المباريات الماضية عموماً وكان عالة على الفريق. الاداء الهجومي للشباب تحسن بدخول جعفر الذي أضاف الكثير من الحيوية والسرعة والإيجابية والمهارة الفردية وكان خلف هدف التعادل بتمريرة بينية جميلة لبن يطو في الدقيقة العاشرة من الشوط الثاني.

ولكن قبل هذا الهدف ، سنحت للاتحاد بعض الفرص والمواقف التهديفية الجيدة نتيجة لاندفاع الشباب بحثاً عن التعادل منذ بداية الفترة الثانية وتركهم لمساحات شاسعة خلف الخط الخلفي وبين الخطوط مما ساهم في جعل التحولات الهجومية ومرتدات فريق بيتوركا غاية في الخطورة لو تم تنفيذها بشكلٍ أفضل وأدق.

image

هذه اللقطة سبقت هدف التعادل مباشرة. موقف تهديفي جيد بتواجد 4 مهاجمين ضد 4 مدافعين غير متمركزين بشكل سليم. عبدالفتاح مرر الكرة إلى عبدالرحمن وكان في طريقه للانطلاق خلفه إما لطلب الكرة في المساحة الخالية أو سحب المدافع معه وخلق المساحة للغامدي على قوس منطقة الجزاء للتسديد ، ولكن الأخير بدلاً من أن يسيطر على الكرة لعبها من لمسة واحدة محاولاً إعادتها بسرعة إلى عسيري ولكنها كانت خاطئة وذهبت إلى أريزميندي الذي استفاد من هذا الـ turn-over ومرر كرة طويلة إلى رافينيا على الطرف الأيسر قبل أن يتقدم بسرعة إلى الثلث الأخير ويستلم الكرة من البرازيلي ويمررها إلى عبدالوهاب جعفر الذي صنع الهدف.

هذا مثال لما نتحدث عنه دائماً حول أهمية اتخاذ القرارات من اللاعبين على أرضية الملعب. عبدالرحمن أخذ قراراً سيئاً بلعب الكرة بتلك الطريقة بدلاً من السيطرة عليها للحظة لتقييم الوضع والخيارات المتاحة أمامه وإعطاء عبدالفتاح الفرصة للتحرك بشكلٍ أفضل.

هذا الأمر لا ينطبق على الغامدي وحده بل يتكرر مع فهد وعبدالفتاح ولاعبين آخرين في الفريق باستمرار وهنا يمكنك استشعار عامل السن وقلة الخبرة. بكثرة المباريات والتجارب والعمل في التمارين مع الجهاز الفني بالإمكان تصحيح مثل هذه العيوب والأخطاء ولكن على اللاعبين أن يسعوا قبل أي شيء إلى نقد ذواتهم والتأكد من رغبتهم في التطور والعمل بحرص على ذلك ثم يأتي دور المدرب الذي من مسؤولياته أن يحسّن من لاعبيه ويعالج نقاط ضعفهم ويعزز نقاط قوتهم من خلال وحدات تدريب جماعية وفردية مفصلة حسب الاحتياج.

عبدالرحمن حاول تعديل خطئه بالعودة سريعاً مع رافينيا ولكن زملاءه لم يتحولوا بشكلٍ سريع وجيد من الحالة الهجومية إلى الدفاعية وكان توازنهم مفقوداً وبالذات على الجهة اليسري حيث كان فهد متقدماً في ظل أفضلية عددية للاعبي الشباب في تلك المنطقة في لقطة الهدف.

هذه الغلطة لا تلغي كذلك الاداء الممتاز للغامدي في هذه المباراة التي كانت الأفضل له من فترة طويلة ، حيث واجه العديد من الانتقادات مؤخراً – بعضها مستحق والبعض الآخر ليس كذلك – إلا أنه هنا كان حاسماً وسجل هدف الفوز برأسية جميلة من كرة ثابتة وكان قادراً على إضافة الهدف الثالث بتسديدة بعيدة في الوقت بدل الضائع مرت بجوار القائم بسنتيمترات.

خاتمة
بيتوركا كان واقعياً وأجاد تحضير فريقه لهذه المباراة وأدارها كما يجب وكل تغييراته كانت منطقية ( دخول قاسم مكان الخيبري كان إجبارياً للإصابة ). البعض قد ينتقد دخول أبو سبعان ولكن فكرة بيتي كانت سليمة بالاستغناء عن قصي بعد هدف التعادل للشباب ومحاولة الدفع بلاعب قادر على تفعيل التنشيط الهجومي وتسريع الرتم قليلاً والمساهمة في البناء من الخلف وإخراج الكرة إلى الأمام ولكن قلة خياراته أجبرته على الاستعانة بأبو سبعان الذي ما زال يقدم مستويات سيئة جداً منذ فترة طويلة.

هذا الفوز المهم في توقيته وكيفيته هو بالضبط ما كان يحتاجه الفريق قبل السفر إلى الدوحة لملاقاة سيباهان في مباراة لا تقبل أنصاف الحلول. هذه الدفعة المعنوية مع التنظيم الدفاعي الجيد الذي رأيناه في المباريات الثلاث الماضية وعودة سانمارتيان ومونتاري قد تساعد النمور على تحقيق الانتصار في المباراة المقبلة بمشيئة المولى عز وجل.

شكراً جزيلاً لوقتكم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع