تحليل ياسر | ما بعد مباراة الاتحاد 0 × 0 الفتح .. دوري عبداللطيف جميل 2015 / 2016 .. الجولة الـ 19

تحليل ما بعد مباراة : #دوري_عبداللطيف_جميل . الجولة الـ 19
#الاتحاد_الفتح 0 / 0 ,, على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجده ( الجوهرة )

#محللي_اتي_تايقرز
تحليل : ياسر فلاته
@solonesta

——–

بسم الله الرحمن الرحيم
فرّط الاتحاد في نقطتين ثمينتين جداً في سباق الصدارة في دوري عبداللطيف جميل بعد تعادله السلبي مع ضيفه الفتح في الجولة التاسعة عشر من المسابقة في مباراة تفوق فيها التنظيم الدفاعي للفريقين وخرج منها ناصيف البياوي بما أراده

تشكيلة الفريقين

فضّل بيتوركا إعادة زياد المولد إلى خط الوسط بجوار جمال باجندوح لتعويض غياب مونتاري علي الزج بقصي الخيبري ، وعاد ياسين حمزة إلى التشكيلة الأساسية في عمق الدفاع ، وشارك أحمد الناظري من البداية كما كان متوقعاً بدلاً من المُجهَد عبدالرحمن الغامدي. بينما لم تشهد تشكيلة ناصيف البياوي أي مفاجآت ولم تختلف عن المباراة الأخيرة سوى بإشراك يوسف خميس مكان الموقوف علي آل بليهي.

نقاط من المباراة :
توظيف سانمارتيان والمشكلة الهجومية

للمباراة الثانية على التوالي ، يدفع المدرب الروماني بمواطنه كجناح أيسر بشكلٍ مبدئي ، مع منحه حرية التحرك في كل مكان وممارسة نفس الدور تقريباً الذي يلعبه كمتوسط ميدان في 4-4-2 أو 4-3-3 أو حتى كرقم 10 أو لاعب ارتكاز ثانٍ في 4-2-3-1 ، وبصراحة ، لم أجد مبرراً مقنعاً حتى الان حول دوافع هذا القرار من بيتوركا ، لا سيما مع توفر الأجنحة والبدائل ، لكنه وضع الناظري كرقم 10 خلف مختار مع إمكانية تبادل المراكز بشكلٍ مستمر مع عبدالفتاح عسيري.

المشكلة في توظيف سانمارتيان بهذه الطريقة هي أنه من المفترض عليه كجناح في 4-2-3-1 اللعب غالباً في أنصاف المساحات ومنتصف الملعب في المنطقة المحددة في الصورة لتوفير مخرج عمودي وخيار للتمرير لقلوب الدفاع والمحاور في النصف الاخر من الملعب وإعطاء زيادة عددية للفريق في الثلث الأخير ، بينما تراجعه بهذا الشكل كان سيكون منطقياً أكثر لو لعب في مركزه المعتاد. أما في هذه الحالة ، ومع تواجد لاعبي ارتكاز ، فتواجده في هذه المنطقة يحرم الفريق من لاعب إضافي في الثلث الأخير.

وفي هذه الصورة يظهر لوسيان بالكرة كآخر لاعبي الوسط خلف جمال وزياد ، ويمكنك رؤية الناظري وعبدالفتاح في وسط الملعب مما جعل مختار معزولاً في كثيرٍ من الأحيان رغم اجتهاده وحركيته وطلبه المستمر للكرة خلف دفاع الفتح.

الجناحان لم يقدما في هذه المباراة وخصوصاً في الشوط الأول المساندة الهجومية المطلوبة في أوقاتٍ كثيرة رغم حصول عبدالفتاح على بعض الكرات التي لم يتعامل معها بشكلٍ جيد داخل الصندوق ، ولكن الأفضلية العددية لمدافعي الفتح كانت واضحة وكبيرة في العديد من اللقطات ، ويظهر مختار وسانمارتيان في هذه الصورة وحيدين أمام 5 مدافعين داخل منطقة الجزاء مع وصول متأخر لعسيري والناظري.

تحدثت في تحليل ما قبل المباراة عن ضعف تغطية لاعبي الفتح للأطراف ومعاناتهم في ذلك ضد الهلال والشباب تحديداً ولكن ذلك لم يكن واضحاً في هذا اللقاء بسبب الدور الهجومي غير الفعّال للخراع والخيبري وبالذات في الشوط الأول ، بالإضافة إلى تحسن فريق البياوي في هذا الجانب في هذه المباراة ، وربما أنه عمل على تصحيح هذا الخلل بعد ما حدث ضد الشباب.

العمل الدفاعي ضد إلتون
تطرقت أيضاً في تحليل ما قبل المباراة إلى أهمية إيقاف إلتون الذي يُعتبر في هذا الموسم على وجه الخصوص ، مفتاح اللعب الوحيد للفتح والعنصر الذي يقوم عليه التنظيم الهجومي للفريق بالكامل ، وبيتوركا لم يغفل عن ذلك بالتأكيد.

منذ الدقائق الأولى ، اتضحت نية لاعبينا في الضغط عليه في أسرع وقتٍ ممكن ولحظة استلامه للكرة إذا أمكن مع تضييق المساحات عليه واللعب ضده بشكلٍ بدني وقاسٍ نوعاً ما. في الصورة يظهر جمال وهو يستخلص الكرة قبل وصولها إلى قدميه خلال الدقائق الخمس الأولى وسط كثافة عددية حوله لكسب الكرة الثانية.

جمال وزياد نجحا في تغطية المساحة التي بين الدفاع والوسط طيلة المباراة ، ولم يحظَ البرازيلي بالوقت على الكرة بين الخطوط ولم يتمكن من تسديد أي كرة على المرمى – كحال فريقه – ولم يخلق أي موقف تهديفي لزملائه كالعادة. حتى اللاعبون الاخرون كان لهم نصيب من هذه المسؤولية ، ولا أدلّ على ذلك من حصول أحمد عسيري على إنذار في الدقيقة 30 بسبب مخالفة على إلتون في وسط الملعب وتبعه مختار بفاول اخر عليه بعد ذلك بدقيقة أو دقيقتين كان يستحق على إثره الإنذار ولكنه لم يحصل عليه.

يُحسب لبيتوركا ولاعبيه في هذه المباراة الاداء الدفاعي الجيد جداً خصوصاً من لاعبي الارتكاز وتعاملهم أيضاً مع مرتدات الفتح ، حيث كان الفريق متزناً وسريعاً في تحوله من الحالة الهجومية إلى الدفاعية وكانت لديه الافضلية العددية في العديد من المناطق والمواقف الدفاعية خلال اللقاء ، وكذلك تعاملهم مع الكرات الثابتة للمنافس.

تغييرات المدربين في الشوط الثاني

بيتوركا كان المبادر في اللجوء إلى الأوراق الموجودة على دكته بشكلٍ متوقع ، ودفع بريفاس بعد مرور ربع ساعة من الشوط الثاني بدلاً من عبدالفتاح ليتحول شكل الفريق إلى 4-4-2 بانتقال الناظري للعب على الجهة اليمنى. ردّ عليه البياوي بتغيير شكل فريقه إلى 5-3-2 بإشراك بدر النخلي مكان حمدان الحمدان ليمتلك قلب دفاع إضافي ضد ريفاس ومختار وهو تغيير ذكي وموفق.

بقية التغييرات من المدربين كانت ( مركز بمركز ) ولإضافة دماء جديد وتنشيط الفريق ولكن البياوي سيكون الأسعد طبعاً بين الاثنين بسبب تسييره للمباراة إلى مبتغاه ، ويستحق الإشادة على تحضيره وتعامله مع متغيراتها.

شكل الفريقين في آخر 5 دقائق من المباراة :

خاتمة
تلقى بيتوركا الكثير من الانتقادات على التشكيلة التي بدأ بها المباراة لا سيما وأن الفريق دخل في سباق التنافس على اللقب لكن المنطق يقول بأن ما فعله بيتي هو الصواب. الفريق خاض سلسلة من المباريات الصعبة في وقتٍ قصير والإرهاق بدا واضحاً على اللاعبين في المباريات القليلة الماضية ، لذا من الطبيعي أن يقوم المدرب في مثل هذه الأوقات بالمداورة ومنح الراحة لمن يحتاجها من اللاعبين مع وضع الثقة في البدلاء. صحيح أن سكواد الاتحاد ليس كبيراً والخيارات ليست متعددة في كل المراكز ، ولكن بيتوركا مجبر على استعمال الأدوات المتاحة لديه قدر الإمكان لتجاوز هذه الفترة المضغوطة والتي ستخف كثافتها بعد التوقف الدولي هذا الشهر بمشية الله.

بيتي سيخرج من هذه المباراة بالاداء الدفاعي الجيد كأحد إيجابياتها ولكنه سيتوقف بالتأكيد عند التنظيم الهجومي وما يحتاج إلى تحسينه فيه في المباريات المقبلة. كما أن عودة فهد المولد ومونتاري ستعطي إضافة كبيرة لهذا الجانب. الفريق افتقد سرعة الأول وحلوله الفردية في هذه المباراة وضد فريق يدافع بهذه الطريقة ، وافتقد تسديدات الثاني التي كان من الممكن أن تكون حلاً مهماً في مثل هذا النوع من المباريات المغلقة وانطلاقاته من الخلف إلى داخل الصندوق.

شكراً جزيلاً لوقتكم