أقلام الصحف السعودية

هذي آخرتها…!! | بقلم سالم الشهري

الكاتب : سالم الشهري ,, صحيفة الرياضي ,, بتاريخ 3/9/2014
ـ قال لي صاحبي: أتفهم كثيراً سر الغضب الأهلاوي من التحكيم في مباراة فريقهم الأخيرة ضد الهلال على اعتبار أن هناك اثنين من لاعبي الهلال كانا يستحقان الطرد (أحدهما في الدقيقة 19 من الشوط الأول) نتيجة الخشونة الزائدة والعنف الكروي الأقرب للمصارعة (الرومانية) بالإضافة إلى تغاضي الحكم عن احتجاجات واعتراضات المهاجم (ناصر الشمراني) التي تجاوزت المقبول والمعقول.. لأن مثل هذه القرارات كانت مؤثرة في سير المباراة ونتيجتها وخصوصاً الطرد المبكر (الذي غاب).
ـ وواصل قائلاً باستغراب: ولكن ما لا يمكن تفهمه ولا تقبله أبداً هو ردة فعل بعض الهلاليين المعترضة على حكم المباراة مع استفادتهم الكاملة والكبيرة من أخطاء الصافرة ونجاة أكثر من لاعب هلالي من الطرد..!! وخصوصاً الإعلام الأزرق والكثير من الجماهير الهلالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ـ إن الهجوم على التحكيم (والكلام ما زال لصاحبي) بالرغم من استفادتك من أخطائه (التقديرية) كأكثر فريقٍ في رياضتنا ربما ينطبق عليه ما يقوله إخواننا في مصر: (ده حتى يبقى بطر على النعمة يا أخي)..!!
ـ رمقته بنظرة مليئة بالتساؤل ليقول موضحاً: بالعبارة المحلية يمكن التعبير عنها بقولنا (هذي آخرتها)..!!
ـ قلت له: ما يحدث طبيعي جداً.. فالضغط على التحكيم حتى لو كانت أخطاؤه (التقديرية) – غير المتعمدة بالطبع – تصب في مصلحتك هو أمرٌ تعودنا عليه من باب ذر الرماد في العيون والظهور بمظهر المظلوم ولإبعاد أعين المنافسين عن الأخطاء وألسنتهم عن التشكيك في الفوز ولمزيدٍ من الضغط على الحكام في المستقبل.. والغريب والعجيب أن هذه الطريقة ما زالت تؤتي أُكلها وتعطي ثمارها بالرغم من أنها طريقة مستهلكة وقديمة وكل ذلك بسبب عدم وجود حماية للحكام سواءً من لجنتهم أو من اتحاد كرة القدم أو حتى من رعاية الشباب..!!
ـ (طيب والعمل)..؟! هكذا سألني صاحبي فقلت له: لا بد من حماية الحكام قبل وبعد المباريات من التصريحات والتصريحات المضادة.. وحتى يتم هذا الأمر فإن عليهم أن يحصنوا أنفسهم من الضغوط ولا يرضخوا لها لأنهم لن يسلموا أبداً من الهجوم حتى من الفريق الذي استفاد من الأخطاء.
ـ قام صاحبي غاضباً وهو يقول: (رياضتكم هذي ما تناسبني لأنها ما راح تتطور بهذه الطريقة..!! خلني مع الشعر والطرب أفضل لي) ثم تركني دون أن يودعني وكأني أسمعه يردد وهو يبتعد عني:
(ما بيّن بعينك على كثر ما جاك
لا واحسافة ليتني ما عطيتك..)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع