قسم التقارير والتحقيقات

مابين هبوط واستقرار.. اتي تايقرز تبحث عن الحلول

إعداد | يزيد الحارثي – هيام بخاري

شاع بين الاتحاديين ومنذ تأسيس النادي التسعيني أن الأمور المفصلية في النادي عادةً ماتكون بالشورى والإجماع إشارةً إلى أنّ الاتحاد دائماً وأبداً له من اسمه نصيب ولعل قصة تأسيس النادي والإجتماع في غرفة (اللاسلكي) خير دليل على ذلك.
وفي الوقت الحاضر انقسمت الجماهير الاتحادية مابين متخوف من شبح الهبوط الذي قد يعصف بالنادي التسعيني ومتفائل بأنّ النمور ومن خلفهم عادةً مايكسبون الرهان في المنعطف الأخير.
(اتي تايقرز) بدورها ألقت بضلالها على هذا الموضوع من خلال هذا التحقيق الصحفي والذي شمل مجموعةً من آراء أعلامية وجماهيرية وأصحاب خبرة في المجال الإداري باحثةً عن الأسباب ومن ثم الحلول التي قد تنقذ عميد الأندية السعودية وتعيد له توازنه في ماتبقى من منافسات الموسم الرياضي الحالي.

قلة الخبرة = ثقل الخطوة

يرى الناقد والإعلامي محمد البكيري بأن الحلول الجذرية في ضل تبقي 8 جولات تكاد تكون معدومة ولاتقبل انصاف الحلول في الجدية وتجويد العمل الاداري والفني وارتفاع المسؤولية والتركيز لدي كافة اللاعبين.
مضيفاً في الوقت ذاته إلى أن الـ 4 جولات الأولى ستشكل نقطة تحول للفريق في سلم الترتيب بدرجةٍ كبيرةٍ حال استثمار نقاطها. وأكد بأن دور الادارة الرئيسي يكمن في وضع خارطة الطريق للفريق بوضع كافة الاحتمالات والحلول لها خلال هذا المنعطف، وأهمها العمل بروح الفريق الواحد. الذي لايغتر بفوز أو ينكسر من خسارة. وحول فكرة تكديس الإدارة للمحترفين الأجانب في الفترة الحالية أشار البكيري بأنّ القضية لم تكن تكديس محترفين أجانب كمستهدف، لكنها نتيجة تراكمية لـ3 إدارات قادت الاتحاد في أقل من سنة، أفرزت ذلك الخلل الاحترافي، الذي تمنى تخفيف الاعباء المالية له مستقبلاً.
واختتم البكيري حديثه بعد أن حدّد السبب الرئيسي لكثرة الأخطاء التي وقعت فيها الإدارة وهو قلة الخبرة والتسرع في اتخاذ القرارات من وجهة نظره مضيفاً بأن الوقت الحالي لايمكن مناقشتها أكثر من صناعة طوق نجاة معنوي جماهيري اعلامي حول الفريق لعبور المنعطف التنافسي في ما تبقى من الدوري، وبعدها لكل حادث حديث.

الإدارات السابقة ورطتنا

من جانبه أشار د.عمرو حافظ إلى أن من أهم حلول المرحلة الحالية هي الدعم الجماهيري والوقوف مع النادي حتى يستطيع الخروج من عنق الزجاجة بعيداً عن التحزبات، والعمل من أجل الكيان لا الأشخاص والمصالح الشخصية. وشدد على ضرورة التزام الإدارة بالوقوف مع اللاعبين ودفع مستحقاتهم المالية وتوفير الجو المناسب قبل المباريات القادمة دون تحديد مؤكداً بأن الاتحاد يمرض ولايموت وبالتالي لن يهبط الاتحاد في ضل اتحادنا جميعاً خلفه.
ويرى حافظ من وجهة نظره بأن تكديس الاجانب يعطي المدرب إمكانية اختيار الأنسب للفريق فالإدارة وقعت في مطب الأجنبي المقلب من قبل الادارات السابقة إضافة لعدم دفع مستحقات اللاعبين السابقين مما أدى إلى هروب بعض اللاعبين المؤثرين مثل داكوستا وحاولت جلب أجانب لتعويض النقص الواضح في الفريق فكان الاختيار غير مناسب.
ولخص الدكتور عمرو أبرز العوامل التي ساهمت في وصول النادي التسعيني لهذا الحال في الموسم الحالي في عدة نقاط أبرزها إستمرارية جلب لاعبين أجانب أعمارهم كبيرة ولم يوفق الفريق في لاعب (سوبر ستار)، ومنح الصلاحية الكاملة للمدرب في اختيار اللاعبين رغم وجود لجنة في النادي لاختيار اللاعبين مما ورط النادي في لاعبين لا يخدمون الفريق، والاستغناء عن لاعبين كان من الممكن الاستفادة منهم، وعدم جمع شمل رجالات الاتحاد وأخذ القرارات الادارية المناسبة بالمشاورة، إضافةً إلى عدم الانسجام بين مجلس الادارة و ادارة الكرة والمدير التنفيذي (ماقبل التغييرات الأخيرة) ونأمل أن تؤتي التغييرات الأخيرة ثمارها وتنعكس على الفريق.

التغاضي أحد الحلول

وبتوجيه السؤال ذاته للإعلامي والمحلل الفني وليد عمر حول أبرز الحلول للابتعاد عن شبح الهبوط شدد على ضرورة اتحاد منظومة العمل الداخلية بالترابط كأسرة واحدة وتبديد المخاوف لدى البعض بالتحفيز المتبادل إضافةً إلى أهمية التحلي بالصبر من قبل الجماهير والتغاضي عن بعض الأخطاء التي يقع فيها أحد أفراد المنظومة الداخلية في الفترة الحالية، مضيفاً أن دور الإدارة يكمن في توفير البيئة الهادئة للفريق وتحمل مسؤولية الإخفاقات وتجيير الإنجاز لللاعبين بالكامل حال تحقيقه لما في ذلك من انعكاس ايجابي لللاعبين داخل المستطيل الأخضر.
أما عن تكديس الأجانب في الفترة الحالية ودورها في مساعدة الفريق في الوضع الحالي فقد ذكر وليد بأن الخطأ عبارة عن تراكمات لإدارات سابقة لا تلام فيه الإدارة الحالية فمسألة التخلص من اللاعبين الغير مرغوب بهم ليس بالأمر السهل إذا نظرنا للقيم المادية الباهظة إلى حدٍ ما لهم والتي قد لا تتوازى مع إمكانياتهم الفنية أو قيمتهم السوقية الحقيقية، خصوصاً وأن التخلص منهم بشكل نهائي قد يكلف الخزينة كامل المستحقات لحين نهاية العقد بحكم عدم وجود شروط جزائية في عقود البعض دون الآخر.
إضافةإلى إمكانية الاستعانة بهم حال رغبة المدرب في ذلك حال توافق توقيت الطلب مع فترات التسجيل.
وحول القرارات التي أثرت على الفريق منذ بداية الموسم علل الزميل ذلك بأنه قد يكون أبرز القرارات هو تسليم المدرب سييرا زمام الأمور في مسألة اختيار العناصر الأجنبية، بجانب قلة الاهتمام بالقاعدة السنية في النادي بالشكل المطلوب إذا ما وضعنا في الحسبان ضعف القوة الشرائية للنادي في الوقت الراهن، أي عدم القدرة على جلب نجوم كبار، بجانب قلة خبرة الجهاز الإداري للفريق الأول وتدخل مجلس الإدارة في بعض القرارات التي تخصه في فترات متفاوتة في محاولة غلب الظن على أنها كانت للتصحيح، وبما أنّ النتيجة كانت عكسية في المجمل إلا أنّ الحلول بدأت الإدارة فعلياً فيها من خلال التغييرات الإدارية التي نتنظر أن نجني ثمارها في المستقبل القريب، وهي التي نتمنى أن تحدث صدمة إيجابية، على مستوى الفريق الأول أو الفئات السنية بالنادي، وتبقى الاستمرارية في دعم الإيجابيات وتلافي السلبيات والاستقرار.

الشق أكبر من الرقعة

اتفق الكاتب الرياضي سعيد الزهراني مع من سبقه في التحقيق على ضرورة تهيئة كافة السبل الممكنة لتسيير النادي من خلال إعطاء الأولوية لكل ما من شأنه الخروج من هذه الأزمة سواءً مادياً أو معنوياً وتسخير كامل الجهد لذلك وعدم التفرد بالآراء و ما خاب من استشار ، مضيفاً بأن الإدارة منتخبة لأربع سنوات ويجب أن نقف معها قلبًا وقالبًا وعليها كإدارة وضعنا ثقتنا فيها منذ البداية أن تكون شفافة وجريئة في تعاملها مع كل المستجدات وتأخذ على عاتقها حل ومعالجة المشكلات بحسب الأولوية والأهمية والتي لا تجعلها تتعرض لأي عقوبات قد تعطل مسيرة النادي .
وحول نظرية تكديس المحترفين الأجانب ذكر الزهراني بأن الشق أكبر من الرُقعة حينها وكانت الإدارة تستجدي الإصلاح والعمل على عودة الفريق لجادة الصواب ولم يكن لديها أكثر من هذا الخيار للخروج من عنق الزجاجة، ولكن كان بالإمكان أفضل مما كان.
واختتم الزهراني حديثه بعد أن ذكر بأنه كان هنالك إجتماع مع كافة الإعلاميين المؤثرين وكانت الإدارة تبحث من خلاله تخفيف الضغط الذي تشعر به، ولكن سرعان ما عادت الضغوطات عليها، وأعتقد أن أغلب مشاكل هذه الإدارة عدم التعاطي مع الإعلام الاتحادي خصوصًا بكل شفافية، كذلك ابتعادها عن مسألة مهمة وهي مناقشة الطاقم الفني ممثلاً في مدرب الفريق عن أسباب تدني مستويات الفريق، حيث تركت الحبل على الغارب ولم تكلف نفسها وضع الحلول المبكرة والمناسبة لعودة الفريق في أكثر الأوقات إلا بعد خراب مالطة !!
عانت الإدارة من قدرتها على انتشال الفريق من أزماته المتكررة على صعيد اللاعبين والمدربين والشكاوي المتلاحقة فوضعت نفسها بين سندان الجماهير التي لا ترحم ومطرقة الإعلام الذي يتربص بها .

وبالانتقال لآراء الجماهير الاتحادية تواصلت الصحيفة مع المشجع الاتحادي (محمد الصالحي /جدة) الذي يرى بأن من أهم حلول الفترة الحالية هو استشعار اللاعبين لقيمة الشعار الذي يرتدونه ومن ثم يأتي دور الإدارة في توفير البيئة المناسبة وعدم تأخير مستحقات اللاعبين حتى ينعكس ذلك على آدائهم إضافةً إلى الاستعانة بأصحاب الكفاءة العالية في الأمور الإدارية والقانونية لافتاً إلى أن عدم جلب اللاعبين الـ(سوبر) كما يطلق عليهم وإبرام عقود طويلة معهم هي من ساهمت في تكديس المحترفين الأجانب مما أرهق خزينة النادي.
وعن أهم القرارات التي ساهمت في وضع الفريق الحالي أكد الصالحي بأن الاستغناء عن اللاعبين الذين تم جلبهم في فترة إدارة لؤي ناظر واستبدالهم بأشباه لاعبين كان من أسوأ القرارات الذي اتخذته الإدارة الحالية وكلنا أمل في أن نتمكن من معالجة الأمور في هذا الموسم والإعداد الجيد للموسم المقبل.

وبعد كل هذه الأسباب والحلول التي طُرحت من الضيوف نجد عزيزي القارئ اتفاق بالاجماع من خبراء الرأي والجمهور على ضرورة دعم الإدارة في الفترة الحالية للخروج من دوامة الهبوط التي لازمت الفريق في المواسم الماضية إضافة إلى أهمية الإعداد المبكر للموسم القادم خاصةً في اختيار المحترفين الأجانب وفقاً لامكانيات النادي المادية والتأني في اتخاذ القرارات من قبل الإدارة لإعادة عميد الأندية السعودية لمكانته المعهودة كبطل قارّي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع