باديب وأوليات اتحادية | بقلم صالح العمودي
الكاتب : صالح العمودي ,, صحيفة الرياضي ,, الثلاثاء 8 / 7 / 2014
ـ بصراحة، أحلى ما في ليالي جدة هذه الأيام ـ بعد صلاة التراويح ـ جولة بالموتورجل في مهرجان (رمضاننا كدا) بالمنطقة التاريخية، فالأجواء هناك تعبق برائحة الماضي وتنضح بطيبة أهل أول وبساطة الزمن الجميل.
ـ من لا يعرف تاريخ جدة القديمة ويجهل كيف كانت حياة الناس الطيبين، ويريد أن يعيش رمضان أيام زمان، يستطيع القيام بجولة قصيرة في موقع فعاليات المهرجان ليرجع بالزمن إلى الوراء فيشاهد (قصة الأمس) على الطبيعة، ليس كما ألفها الشاعر أحمد فتحي ولحنها رياض السنباطي وغنتها أم كلثوم، ولكن كما رواها ذات يوم عاشق جدة الأستاذ أحمد باديب في محاضرة له ألقاها في النادي الأدبي بجدة قبل سنوات.
ـ ومن حسن حظي أنني دعيت يوم السبت الماضي إلى محاضرة أخرى لنفس العاشق الكبير (أحمد باديب) في بيت الفنون والتراث بجوار بيت الجمجوم ومسجد المعمار، وكانت ليلة جداوية مطرزة بروعة المحاضر وأسلوبه الشيق في سرد حكاية (الإنسان الجداوي) في ذلك الزمن الجميل.
ـ كل معلومة طرحها (الأستاذ) كانت كافية لشد انتباهنا وإبقائنا نترصد المزيد من تفاصيل قصة إنسان جدة الذي كانت له أيام في تاريخ هذه العروس، بل كانت له بصمة لاتزال باقية حتى اليوم، تجدد فينا عشق (جدة) بكل التشكيل الهجائي الذي اختلف عليه المؤرخون في نطق اسمها.
ـ من تلك المعلومات التي قالها باديب في محاضرته واسترعت انتباهي أن أول حالة وفاة مشجع بسبب مشاهدة مباراة كرة قدم في تاريخ السعودية كانت للمشجع الاتحادي علي قشلان ـ يرحمه الله ـ، فقد حضر مباراة فريق الاتحاد مع فريق المختلط على نيشان الناظر الذي فاز به العميد، وفي أثناء هذه المباراة تحمس القشلان في تشجيع الاتحاد ثم انفعل في لحظة كاد المختلط أن يسجل هدفاً في الاتحاد فأصيب بجلطة في القلب ونقل على إثرها إلى المستشفى فمات بعد عدة أيام.
ـ وهذه المعلومة التاريخية يضيفها الأستاذ أحمد باديب إلى قائمة (الأوليات) التي يتفرد بها نادي الاتحاد مع أن ميوله أهلاوية ويحمل بطاقة العضوية الشرفية في النادي الأهلي، فهو من أسرة (آل باديب) التي شاركت في تأسيس النادي الأهلي مع آل شمس وآل البترجي.
ـ كان حديثه ممتعاً عن الرياضة زمان وعن الاتحاد والأهلي، والأجمل أننا لم نلمس فيه تعصباً أو انحيازاً بل كان يسرد ما لديه من معلومات تاريخية بروح رياضية تستشعر معنى التنافس الشريف، ولا غرابة في هذا فلباديب مجلس (نادي) شبه يومي في منزله يرتاده عدد كبير من الشخصيات الجداوية وبعض نجوم الرياضة القدامى من الاتحاد والأهلي، وقد حضرت هذا المجلس مرات عديدة فلم أجد فيه غير الود والمحبة تسود الجميع تحت سقف واحد.