أقلام الصحف السعودية

أحلام أنمار و”بصمة” الأحرار | بقلم : عدنان جستنية

لا أظن بأي حال من الأحوال، أن أنمار الحايلي الذي تم تكليفه رئيسا لنادي الاتحاد من قبل الهيئة العامة للرياضة، والذي ظهر فجأة دون أي مقدمات في المشهد الاتحادي قبل أربعة أعوام، راودته في يوم من الأيام فكرة أن يصبح رئيساً لنادي الاتحاد، ولا أظنه أن هذا المنصب الحساس كان يمثل بالنسبة له طموحاً مهما ضمن حلم وردي من بين أحلامه الجميلة، تمنى أن يتحقق ويرى النور، ولهذا حينما يجد نفسه بين عشية وضحاها رئيسا لناد كبير، لديه شعبية جماهيرية طاغية جداً هي الأولى على مستوى السعودية ودول الخليج، نادٍ هو عميد الأندية السعودية وكبيرها، فمن المؤكد أنه يعيش حالياً حالة غير طبيعية من الفرح والسعادة الغامرة، التي تدعو كل من يحب الاتحاد ككيان أن يشاركه هذه الفرحة، ويأمل له الخير كل الخير، ومن ثم يبارك هذا التكليف ويقدم له التهنئة ويدعو له بالنجاح والتوفيق.

 

ـ إذن نخلص مما سبق ذكره آنفا أن رئاسة نادي الاتحاد لم تكن حلماً من أحلام أنمار الحايلي راوده في منامه ولا يقظته، إنما وجد نفسه في مواجهة واقع مرير فرض عليه بعد أن عاش جزءاً كبيراً من معاناته المادية، وتعرف على كافة أجوائه “المتناقضة” المحيطة به بكل مافيها من جماليات ونقيضاتها، قبول هذه المهمة الصعبة، وهذا الشرف العظيم، وبالتالي نستطيع القول إن هذا الرئيس الشاب هو من يعيش الآن حلماً آخر، بل مجموعة من الأحلام بدأت تسيطر عليه، تقلقه، وتجعله مبتسماً تدعوه إلى عقد عدة اجتماعات مع مجلس إدارته، وإرادة قوية صلبة تناديه تحفزه وتريد منه بما أن الصدفة هي لعبت دوراً في تكليفه وأتت به لهذا النادي العملاق وهذا المنصب الكبير، أن يحقق لنفسه اسماً”كبيراً”من النجومية، وذلك عن طريق عمل”بصمة”خاصة به تعرف باسم”بصمة أنمار”، نعم بصمة أنمار من خلال فكر”حر”مختلف تماما شكلاً ومضموناً عمن سبقوه”مستقلاً” بذاته وشخصيته، يصنع له في خلال موسم واحد تاريخاً مجيداً لا يقارن بغيره.

 

ـ ليه لا؟ ماذا يمنع هذا الشاب “الحالم” رغم كل المصاعب والعقبات التي قد تواجهه، إلا أنه قادر بأن تكون له بصمة “متميزة”ينفرد بها، لماذا لا نتفاءل به خيراً ويصبح عشم الاتحاديين كلهم كبيرهم وصغيرهم في أنمار عشماً في مكانه ومحله؟ وهو الذي يبدو لهم أنه يتمتع بشخصية قوية وسلطة إنسان ومسؤول “حر” ممن يطلق عليهم صفة “الأحرار”، هو من يتخذ القرار ولا يقبل كائناً من كان بالتدخل في عمله وقراراته وتوجهاته، وهو الذي يملك من المال الوفير ومن الدعم الكبير بمايكفل له في موسم واحد تحقيق جزء يسير من أحلامه وأحلام كل الاتحاديين.

 

ـ رب قائل يقول: لقد أفرطت في مدحك وثنائك على أنمار قبل أن يبدأ مهمته، فما أدراك لربما هو مثل رؤساء جاءوا لتحقيق الشهرة والمال، وردي على هذا القول: لقد استخدمت كلمة”يبدو”ونظرة اتحادية تحمل في طياتها”كل العشم” ومن ثم بنيت عليها رأيي، وحسبي إنني أحسنت الظن فيه بتلك الصفات الجميلة الحسنة، التي أحببت أن تكون ملهمةً وحافزاً”مشجعا”، لأن يصبح رئيساً يتميز بـ”مخافة الله” نطير به في عالم فسيح من الأحلام، التي لابد أنها اليوم تراوده بين حين وآخر وتغازل بنات أفكاره، فلماذا نحرمها حقها من “الحرية”؟ وهو الذي بمقدوره التعايش والتعامل معها، وتحويلها إلى”حقيقة” مفرحة جدا تعرف بـ”بصمة أنمار” ولا غير أنمار، ألستم معي أيها “المتفائلون” الأحرار؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع