الفايز وليلة (الانتقام) من نور | بقلم عدنان جستنيه
ما من شك أن لرئيس نادي الاتحاد السابق محمد الفايز وغيره من رؤساء سابقين من الإيجابيات والسلبيات ومثلما اتخذ قرارات صحيحة فإن له من القرارات الخاطئة، ولكن ما تعرض له بالموسم الماضي في مباراة الاتحاد والنصر بملعب الشرائع بمكة المكرمة من تصرفات (همجية) ليس لها علاقة بأخلاقيات الإنسان المسلم وأخلاقيات الرياضة صدرت من بعض الجماهير (المحسوبة) على نادي الاتحاد ومحبي اللاعب القدير محمد نور تحديدا فهي تعد سلوكيات (مرفوضة) تماما شكلا ومضمونا بحكم أن هذه الجماهير لم تراع سنه وشيبته ولا مكانته الاجتماعية ولا حتى اتحاديته حسب اعتقاد منها أن هذا هو الأسلوب الصحيح لتعبر عن (غضبها) الشديد نحو قرار الإبعاد الذي اتخذه بحق اللاعب محمد نور.
ـ مرت على تلك الحادثة ما يقارب السنة تقريبا وهناك من خلدت في ذاكرته وقليل من نسيها لتأتي مباراة النصر والاتحاد التي أقيمت بملعب فيصل بن فهد يوم السبت الماضي لتنبش ذلك (الماضي) بما جرى فيها من أحداث بالشوط الثاني وما مر به اللاعب محمد نور على وجه (الخصوص) من مواقف (مدمرة) جدا نفسيا بدءا من مشاركته لفريقه كـ(حارس مرمى) وانتهاء بما تعرض له من هتافات (ساخرة) صدرت من جماهير نصراوية تطالبه بـ(الاعتزال) وهي تقول له نصاً (يالله يانور اعتزل) كرد قوي على تحد أطلقه عبر مكالمة هاتفية مع مدير الكرة النصراوية استغل استغلالا سيئاً لم يحسب عواقبه على نفسه وعلى فريقه لينتقم (الزمن) لمحمد الفايز انتقاماً لم يكن أحد يتوقعه بهذه الصورة وعن طريق سيناريوهات من الأحداث (الدراماتيكية) التي يعجز مؤلفو الدراما التلفزيونية عن كتابتها حيث جاءت عبر مشاهد (مؤلمة) متمثلة في سلوكيات وتصريحات تحتاج إلى من (يتأمل) في مسبباتها ومعانيها ومؤثراتها.
ـ لا أظن أن محمد الفايز كان يتخيل مجرد تخيل أن يأتيه رد (الاعتبار) سريعا في مباراة تجمع الاتحاد بالنصر (آه منك يا دنيا) ويكون اللاعب محمد نور في موقع (الاستهزاء) والسخرية به فلو نظرنا إلى توقيت السلوك غير الرياضي الذي بدر من الحارس فواز القرني جاء بعد مشاركة نور الذي لا أدري لماذا اختار لنفسه مهمة الحراسة وهو الذي في كان في مستوى (لياقي) يحتاج إلى خدماته الفريق في الربع ساعة المتبقية من زمن المباراة، وكان من المفروض اختيار لاعب (مرهق) أو لياقته ضعيفة إلا أن (خبرة) القوة العاشرة خانته و(تصاريف) الزمن هي من وضعته في ذلك الموقف ليخسر الاتحاد المباراة وليخسر هو أيضا التحدي بهدف سجل في مرمى فريق هو حارس مرماه ليأتي رئيس النصر بأسلوب لاذع (شامت) ويطلق في الوقت (المناسب) تصريحا سمعه (القاصي والداني) قائلا (الحمد لله أن محمد نور لعب حارس مرمى قبل أن يعتزل) ردا على تحديه من جهة وردا أيضا على الهدف الذي سجله في مرمى (خوجلى) النصر قبل سبعة مواسم وأغضب الأمير فيصل بن تركي آنذاك (وافهم يافهيم).
ـ جمهور النصر هو الآخر لم (يقصر) مكملا بقية درس عقوبة (انتقام) الزمن حيث مارس أيضا دور (التشفي) من لاعب كان (فأل خير) على ناديهم فأفرحهم ببطولة الدوري بعد أن مروا بسنوات (20) عجاف، لم يحققها فارس نجد من خلال هتافات لاحقته وطاردته عقب نهاية المباراة تطالبه بـ(الاعتزال) لبسوها النصراويون صفة (المداعبة) بينما معروف غاياتها (النبيلة) جدا ثم نسمع من (يتغنى) بعلاقة الأصفرين الكبير والصغير عبر إعلام (اتحادي) موجه مازال (مخدوعاً) وإعلام نصراوي (ذكي) يعرف (من أين تؤكل الكتف).
ـ عقوبة انتقام الزمن لم تقتصر على نور فحسب إنما شملت أيضا المدير التنفيذي لإدارة الكرة بنادي الاتحاد الأخ العزيز حامد البلوي، فمن خلال سلوكيات اللاعب سامبا وكذلك الحارس فواز القرني يظهر لنا حجم (الغياب) الذي تعاني منه إدارة الكرة، وهذه الحالة وإن ظهرت في مباراة فلقد لاحظنا حصولها بين لاعبي الفريق الواحد في التدريبات بما يدل على أن هناك (خللا) كبيرا يتحمل مسؤوليته (أبوموسى) ومن حسن حظه أن إعلام (أمرك يا سيدي) ينفذ التعليمات، ولو إدارة اتحادية أخرى حصلت معها مثل هذه (التجاوزات) لشاهدنا (العجب العجاب) من تقارير تجلت فيها أصوات المبدعين من محللين ونقاد ولكن جاء الزمن ليكشف إعلام “نغض الطرف وعلشان عين نغطي كل العيوب” وعلى عينك يا تاجر.
حكم ذات (الرئة) وأمانة الاتحاد
ـ الحكم اليوناني الذي ظلم الفريق الاتحادي وأهدى النصر ثلاث نقاط أرى مسألة اختياره لقيادة هذه المباراة تثير (الشبهات) حول أمانة الاتحاد السعودي لكرة القدم بعدما علمت أن هذا الحكم قاد لقاء النصر والاتحاد وهو يعاني من مرض (ذات الرئة)، ومصاب بالعضلة الضامة وبُلغ المسؤولون بمعاناته المرضية قبل المباراة، فكيف تمت الموافقة على إحضاره والسماح له بقيادة المباراة؟ ناهيك عن أن سمعته كحكم في بلاده (سيئة) جدا حسب تقارير صحفية نشرت أول أمس، وهذه الشبهات التي أعنيها موجهة للأمين العام (أحمد الخميس) بما يقلل من كفاءته في المنصب الإداري الذي يقوم به أو أن عملية الاختيار تتم وفق آلية (شختك بختك) دون اكتراث بالمبلغ المادي الذي يدفع للحكام في ظل أن الأندية هي المتكفلة بذلك ودون اهتمام بـ(نزاهة) دورينا وتطوير نأمله من خلال استقطاب الحكام الأجانب.