أقلام الصحف السعودية

كفاية صراعات..إنهم يضحكون عليكم! | بقلم عبدالله فلاته

عبدالله فلاته

تصدر الاتحاد الدوري وواصل انتصاراته هذا الموسم، وهذه الانتصارات تمضي متزامنة مع صراعات الاتحاديين، ولم يعد سرًا أن هناك انقسامًا داخل البيت الاتحادي، ملّ منه كافة عقلاء العميد وهم الأغلبية.. فليس من مصلحة الاتحاد استمرار الخلافات «الاتحادية الاتحادية».
وكما هو معروف أن الاختلافات بين الاتحاديين ليست جديدة، فمنذ أن عُرف الاتحاد، عُرف وجود الاختلافات بينهم وتعدد وجهات النظر، ولا جدال أن ذلك أمرٌ صحيٌّ لأن اختلافات الماضي كانت من أجل الاتحاد ولأن عشاق العميد لا يُدارون وكل له رأيه، وآراؤهم المتباينة كانت اختلافات وديمقراطية تميّز بها عميد الأندية وليست خلافات، حتى وإن وصلت لمرحلة الخلافات، فمع أول ظهور لمصلحة النادي تذوب وتختفي تمامًا ولا مجال لمن يُصر عليها على حساب الكيان، أما في الوقت الحالي فحدِّث ولا حرج، وبلغت الأمور إلى درجة «إن لم تستحِ فاصنع ما شئت» وأن يظهر من يسعى لكسر مجاديف العميد وهو يهزم الفريق تلو الآخر.
لا أريد أن أكرر الانتقادات لأي من الأطراف الاتحادية، وهدفي من مقال اليوم أن أقول للاتحاديين كفاية خلافات وانقسامات وضعف، فضلا اتحدوا من أجل ناديكم، فهناك من يضحك عليكم وهو يتابع خلافاتكم اليومية عبر مواقع التواصل وعبر وسائل الإعلام، فالأندية الأخرى تعمل، فها هو الأهلي يتقدم للأمام بقوة، والنصر يعيد ترتيب أوراقه، والهلال صحح أوضاعه، والشباب يسير بصمت وهدوء، أما الاتحاد صخب وتعالي أصوات وخلافات على أتفه الأسباب، وسؤالي: إلى متى يا اتحاديين؟ وما الهدف من كل ما يحدث؟ والسؤال الأهم لمصلحة من؟ علمًا أنه ليس في ذلك أي مصلحة للعميد.
أوقفوا خلافاتكم، وتفرغوا لدعم ناديكم ومسيرة فريقكم المتميزة والذي يمضي من انتصار إلى آخر، فالاتحاد في أحسن حالاته لم يحقق هذه الانتصارات المتتالية، حتى وإن كانت المباريات أمام هذه الفرق بالتحديد.
سألني أحدهم: مبسوط على وضع النادي؟ قلت دون تردد: كيف لا أنبسط وأنا أرى عميدًا كان في الموسم الماضي ينافس على الهبوط لأول مرة في تاريخه، والآن يتصدر الدوري، وإدارة كانت تبيع اللاعبين بمبلغ بخس كما حدث لنايف هزازي، والآن الاتحاد يستقطب النجوم من أقوى منافسيه، وأخطاء كانت لا تصحح في السابق وتعاقدات مع مدربين مغمورين لا تاريخ ولا اسم، وإدارة اليوم بقيادة إبراهيم البلوي تتعاقد مع مدرب عالمي كان يشرف على منتخب بلاده، ورومانيا إحدى المدارس الكروية في عالم التدريب، ومن أفضل دول أوروبا الشرقية في إنتاج المدربين، وكيف لا أفرح وكنت أرى في الموسم الماضي جمهورًا يحضر ليبكي ويقذف إدارته، واليوم يحضر ويحتفل ويحمل إدارته، وأضيف: كيف لا أسعد أن هذا الجمهور الوفي العاشق الذي صدر من إدارة ناديه بيان ضده حاملًا تهديد ووعيد عاد اليوم ليجد الإشادة التي يستحقها والعبارات التي تليق به وأحلاها “صناع القرار”.. الكلمة التي يرددها باستمرار رئيس العميد إبراهيم البلوي في تأكيد وترسيخ لمفهوم ساد ويسود عبر عقود من الزمان.. جماهير العميد صناع القرار.
وكيف لا أفرح وكانت هذه الجماهير الوفيه تتابع حتى اللحظات الأخيرة ويدها على قلبها سداد المستحقات وإنهاء الشكاوى لتسجيل المحترفين وفي النهاية تُفاجأ بتسجيل خاطئ مثلما حدث الموسم الماضي عندما قدموا أوراق لاعب إفريقي والمطلوب آسيوي!! وينتهي التسجيل دون تسجيل، أما اليوم فالاتحاد أول المسجلين ولم نسمع عن قصة اسمها سداد مستحقات، وحتى الألعاب المختلفة والفئات السنية لهم نصيب ففي الموسمين الماضيين ظهرت أزمة العُهَدْ وانسحبت الفرق، واليوم انتهت تلك القصة الحزينة ولم يعد لها أي صوت، وأخيرًا وليس آخرًا كيف لا أسعد وقد فرحوا الموسم الماضي بالحصول على الرخصة مقدمين التهاني والتبريكات في واقعة محزنة لا تليق بالنادي الوقور، أما هذا الموسم جاءت الرخصة في صمت وهدوء ومع الأندية المنافسة في نفس اليوم.. إنه العميد.
وآخر النقاط، في الموسم الماضي أنهى الاتحاد الدوري بـ 32 نقطة والموسم الذي قبله بـ 33 نقطة، وفي هذا الموسم وقبل نهاية الدور الأولى وبعد 7 جولات فقط جمع الفريق 21 نقطة، فكيف لا أفرح والمؤشر عالٍ جدًا؟!
رسالتي لكل الاتحاديين: ضعوا خلافاتكم جانبًا واتحدوا فإنهم يضحكون على هذه الصراعات التي تعيدكم للوراء ولن تقدمكم للأمام، حتى ما كشفته المقارنة السابقة فمِن حق مَن أخفق أن يفرح مع مَن أجاد لأنه الاتحاد.

 

غالب دلاك

الذي عشق الأصفر والأسود منذ الطفولة ( وكان"وما زال"وسيظل ) مخلصا شامخا كالجبل الشامخ كأي اتحادي .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع