لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم | بقلم وحيد بغدادي
اعتاد الأنذال على محاصرة الأغبياء وقطع رأس أحدهم ليلعبوا به كرة قدم، إلى أن تبقى من الأغبياء واحد فقط.
وفي أحد الأيام اجتمع هؤلاء الأنذال حول الغبي الأخير؛ ليلعبوا برأسه كرة قدم كما فعلوا مع البقية.. فإذا به يخرج سكيناً ويضعها على رأسه ويقول: من يقترب مني “راح أفقعها”.
أحببت أن أكتب لكم اليوم وعلى غير العادة وبطريقة تملؤها الطرفة والفكاهة، ولكنها تحاكي واقعاً مريراً.. فقد أصبحت رياضتنا تملؤها المؤامرات في بعض الأماكن وهم من يجسدون الحارة الأولى.
فيما يقع أبناء الحارة الثانية تحت فخ هذه الدسائس.. في كل موسم نستمع لقصة تلاعب واتهام بشراء مباريات وتفتح تحقيقات ثم تطوى صفحاتها.. ديون هنا وأخرى هناك!! لاعبون تقدم لهم عقود ويتم إلغاء انتقالهم بطرق أعجب من الخيال.. وما بين هذا وذاك قوانين مطاطية يتم تطبيقها باختلاف الأحداث.
والجميع يراقب في ذهول عجيب وغريب.. والسؤال من سيمتلك الشجاعة لإيقاف جميع ما يحدث أو بمعنى آخر من سيخرج السكين ويضعها على رأسه.. قد لا يفهم كلامي!! لا يهم فهي مجرد هلوسة صيف.. وسلامة فهمكم).
كان هذا نص ما كتبته قبل أكثر من ستة أشهر.. البعض لم يفهم ما كنت أريد الإشارة إليه آنذاك.. ولكن!! يبدو أن الطبخ قد احترق أو قارب على الاحتراق.
فما بين (خشم) الدكتور عبداللطيف بخاري (والرائحة) التي (شمها) وتهمة دوري المكاتب للهلال، ثم ما أتبعها باستفادة النصر والأهلي كذلك.. وما بين حديث رئيس مجلس إدارة نادي القادسية (جاسم الياقوت) وما أثير حوله من جدل كبير.. وتوصيف المشهد بحادثة (كب العشا) وما تبعه من لقاءات لمحاولة (لملمة السفرة) كما وصفها البعض الآخر.
يترقب الكثيرون المزيد من الأحداث والوقائع والتفاصيل التي قد تكشف عن ملابسات وقصص طوتها صفحات ماضية لسنوات من التراجع المؤلم لرياضتنا السعودية محلياً وقارياً.. وما بين خصم نقاط الاتحاد وابتعاده عن الصدارة؛ بسبب ميثاق الشرف (المزعوم) وقضية مانسو سيظهر المزيد والمزيد من الوقائع المخزية.. والتي كانت تدور خلف الكواليس داخل جدران (مطبخ اتحادات كرة القدم السابقة)، والقضايا التي خبأتها لنا تلك الأبواب المغلقة للمكاتب، والتي تجعلنا نشعر بالتقزز و (القرف) مما يحدث ويحدث داخل الوسط الرياضي.
وقد نكتشف الكثير في انتظار آخرين ممن يمتلكون الجرأة والشجاعة بعد (حادثة الشم) ورواية (كب العشا)، من سيتذوق ومن سيسمع ومن سيرى؟!!.
ليست المسألة معنية بنادِ دون آخر.. وليس المقصود هو (الهلال) تحديداً أو (النصر) أو (الأهلي)، أو حتى (الشباب) أو (الاتحاد) ولا غيرهم.
ولكن الطامة إذا صحت كل تلك الروايات والتي باتت تمر مرور الكرام بدون فتح أي تحقيقات تذكر، والتي ما إن يتم إثارتها حتى يصاحبها الضجيج، ثم ما إن تنتهي القضية باعتذار (خجول) من الذين آثاروا تلك الاتهامات.. ثم ماذا؟!!.
(طاح الحطب) وبكل بساطة.. هل باتت الاتهامات والقذف في الذمم في رياضة كرة القدم السعودية تمر مرور الكرام بكل هذه البساطة.