أخبار الصحف السعودية

النادي | سييرا .. أستاذ المستديرة

وليد عمر | جدة
تخبط عميد الأندية السعودية الاتحاد فنياً لسنوات، ظل فيها رهينا لطواقم فنية غير مناسبة سرعان مايفك ارتباطه معها، أملا في الظفر بمدرب (داهية) على غرار كرامر وهاوتون وديمتري وغيرهم، لكنه كان مضطرا لتغيير الجهاز التدريبي كاملا بما يعادل مرتين في العام الواحد. وخلال ذلك لم يجد العميد من يستطيع السير بمركب النمور إلى القمة الفنية المرجوة لفريق لم يغب عن المنصات لأكثر من عقد.البحث كان متركزا على مدرب يصقل مهارات لاعبيه البالغ معدل أعمارهم (25)، عاماً فقط، وأبرز ما كان يبحث عنه الاتحاديون مديرا فنيا، يجمع بجودة التعامل النفسي والفني في آن واحد، إذ طغت الروح الاتحادية المعروفة على أي فوارق فنية. وجاء العام الجاري ببشرى خير من أرض(أساتذة أمريكا الجنوبية) تشيلي، مع المدرب المحنك خوسيه لويس سييرا باندو، الذي تعاقدت معه إدارة الراحل أحمد مسعود لمدة عامين بمبلغ لم يجتز المليوني دولار أمريكي للموسم الواحد، دون ضجة إعلامية مع 3 مساعدين فقط، قبيل انطلاقة الموسم بفترة وجيزة، إذ لم يقد الأخير إعداد الفريق للموسم الجاري، ولكنه سرعان ما تأقلم مع الظروف وقدم فريقاً لا يقهر فنياً حتى في حال الخسارة.

تعاطٍ احترافي مع الإعلام
امتدح الكثير من الإعلاميين والنقاد تعامل التشيلي سييرا مع الصحافة سواء خلال المؤتمرات الصحفية وخلافها، والإجابات المركزة والمقنعة إلى حد كبير لتساؤلات الإعلاميين، حيث يحاول (الداهية) دائماً الابتعاد عن الحديث عن الأخطاء الفنية وخصوصاً الفردية منها، لعدم كسر ثقة اللاعبين به وأنه يحبذ معالجة الأخطاء على انفراد مع اللاعبين بعيداً عن الضوضاء.

العنزي: لا تقيسوا نجاحه بالبطولة
أشاد المدرب والمحلل الفني نايف العنزي بالعمل الذي يقوم به التشيلي سييرا مع العميد من الناحيتين التكتيكية والنفسية، مؤكداً بأن نجاحه لا يجب أن يقاس بتحقيق بطولة، بل ببنائه للفريق، وخلق توليفة تكتيكية مميزة من أقل الإمكانات، وتطبيقه للمنهجية المناسبة وهي (4-3-3)، الملائمة جداً لعناصره، إلى جانب خلقه لهوية خاصة للفريق من الناحية الهجومية، ودربهم على الإيثار في الناحية التهديفية خصوصاً إذا كان أحد المهاجمين في وضعية أفضل من زميله للتسديد على المرمى.

وأضاف: الاتحاد عاد كما كان سابقاً على قلب رجل واحد، بفضل التوالف الكبير بين اللاعبين والمدرب والإدارة، وهو أساس نجاح عمل الأندية، وسييرا يقود الفريق إلى بر الأمان على عكس ما كان عليه العميد في الأعوام القليلة الماضية من شتات فني ونفسي، وهو ناجح سواء حقق بطولة أو لم يحقق.
وبين العنزي بأن التشيلي وفق أيضاً في تطوير اللاعبين على الصعيد الفردي واكتشاف بعض اللاعبين الشبان يتقدمهم خالد السميري الذي يعجبني أداؤه شخصياً، وأتمنى استمراره وتطوره بشكل أكبر، ليكون نجماً لامعاً في الكرة السعودية في المستقبل القريب.
واختتم نايف حديثه بمطالبة الجماهير الاتحادية بعدم الضغط على الفريق بتحقيق بطولة، والتركيز على الحضور بكثافة في المباريات القادمة ودعم النمور ليشتد عودهم، والبطولات آتية لا محالة في حال استمرار هذه الأجواء الأسرية والمنهجية الفنية والإدارية داخل أروقة العميد.

باعشن: يا حظنا فيه
أثنى رئيس نادي الاتحاد المهندس حاتم باعشن على مدرب فريقه التشيلي كثيراً، نظير إخلاصه الكبير في عمله، مؤكداً بأنه أسر قلوب جماهير ومنسوبي النادي لتفانيه في عمله وحرصه على مصلحة الفريق وظهوره بأبهى حلة في كل لقاءٍِ يخوضه النمور، إلى جانب تحقيق النتائج التي يصبو إليها الاتحادية كافة، ناهيك عن روحه الجميلة في التعامل مع بقية أطراف منظومة العمل بالنادي، إلى جانب دهائه التكتيكي، وهو عملة نادرة، فمن الصعب أن تجد مدرباً يجيد التعامل النفسي والتكتيكي في آنٍ واحد.
وأضاف: نحمد الله سبحانه وتعالى بأننا وفقنا كمجلس إدارة برئاسة الراحل أحمد مسعود حينذاك في التعاقد معه لقيادة النمور، والعودة بهم إلى منصات التتويج بإذن الله.

مختاري: التشيلي يقدم عملا مدروسا
رأى المدرب التونسي بيرم مختاري مدرب نادي ضمك والاتحاد سابقاً بأن لويس سييرا تمكن في فترة وجيزة فهم عقلية اللاعب السعودي و الاتحادي بصفة خاصة، حتى انساق النمور معها باحتفالهم بالأهداف معه خصيصاً، إلى جانب فرضه البقاء في الملعب للأجدر، وهو ما رفع سقف الطموح لديهم، كما أنه يمزج في عمله على المراوحة بين ما هو علمي دقيق وما يتماشى مع الكرة السعودية و مروره بأدق الجزئيات من قياسات لمساحات اللعب وتركيزه على كل خطوط اللعب سواء كانت طولية من أروقة وعمود فقري أو الخطوط العرضية من دفاعية و ووسط ميدان وهجومية.

وأضاف: لم يهمل سييرا تطوير الأداء الفردي للاعبين ولكم أن تقارنوا بين فهد المولد المواسم الماضية والموسم الحالي، كما قارب بين خطوط الفريق الثلاث معتمداً على محورين و صانع لعب يتميزون بالمهارة والفنيات والهدوء وهم من يتحكمون بمجريات المباريات، هذا إلى جانب ثقافة الفوز التي أصبحت تميز أغلب اللاعبين وروح الاتحاد التي غدت هاجساً للخصوم.
وبين مختاري بأن العميد مع لويس سيكون المنافس الأقوى على لقب الدوري لهذا الموسم، وأرقام سييرا مع العميد تثبت كلامي حيث أنه فاز في أرضه بنسبة (70٪‏)، وخارج أرضه بنسبة (٨٦٪‏) أي بإجمالي (٧٥٪‏)، في حين تعادل في مباراتين واحدة وبنسبة(١٦،٦٧٪‏) من إجمالي المباريات وخسر في اثنتين فقط أي بنسبة (١٦،٦٧٪‏)، ومع هذا المدرب يقدم الاتحاد المستوى والنتيجة في كل المباريات.
حيث كان الفريق خلالها يمرر بمعدل ٤٧٦ تمريرة في كل مباراة أي بنجاح في التمرير بنسبة (٨٣٪‏)، منها ٢٢ تمريرة حاسمة، والتصويبات بمعدل ١٥ تسديدة في كل مباراة منها ٦ قطرية، وبمعدل استحواذ (59٪‏)، كذلك معدل ٢٠ هجمة مرتدة سريعة في كل مقابلة وبتفوق ١٧٤ ثنائية أي (٥٠٪‏) من الثنائيات في المباراة الواحدة منها ٣٩ ثنائية هوائية أي بمعدل(٥٢٪‏) من الكرات العالية، كما تفوق اللاعبين في المراوغات بمعدل ٣٥ مراوغة بنسبة (٥٩٪‏) منها في كل مباراة، سجل فيها الفريق ٣٠ هدفا في مباريات الدوري وقبل فيها دفاعه ١٤ هدفاً، ناهيك عن تغييره للخطط التكتيكية حسب مجريات المباريات، فتتغير الخطة كل مرة حسب النتيجة والتوقيت مع الإتقان، فتارة (٤-٢-٣-١) إلى (٤-٤-٢) إلى (٤-٣-٣)، وكل هذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على قيمة العمل المقدم والمدروس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع