أخبار الصحف السعودية

الاقتصادية | الاتحاد والبذور الجيدة

سليمان العطني

مرت على فريق الاتحاد سنوات كان هو النجم الكبير وصاحب السبق متجاوزاً كل الأندية المنافسة, لم يلتفت لعوامل الهدم والفرقة فحصد الكثير من الألقاب، وكان هدفاً وغاية يسعى الكثير من نجوم كرة القدم للانضمام إليه, تغيرت الحال ولم تعد كما كانت، غير أن بوادر العودة الحالية تبشر ببذور جيدة ستنتج الثمار ويرتفع المحصول؛ فما نراه من توافق كبير بين الأهداف وسياسة العمل منذ أن تسلم القيادة الحكيم الراحل أحمد مسعود- يرحمه الله- ومن ثم أكمل المسيرة الرجل الواقعي الهادئ حاتم باعشن بدأت ملامح الصورة الجميلة تتضح؛ فنجاح التعاقدات وسلامة الاختيار أسهما في تخفيف الضغط عن كاهل الشباب الصغار المشاركين مع الفريق؛ فبدأ موسمه متصدراً دوري جميل فالعرياني ومندش ورفاقهما وجدا البذرة سليمة ووجدا الأرض خصبة للإنتاج والإبداع فقصة العميد في النجاح بعد الكبوة تحاكي النموذج الأجمل في نكران الذات وحب الخير للجميع التي جسدها مزارع الذرة الذي تعود في الحصول على جائزة كلما شارك في مسابقة الذرة السنوية، وفي أحد الأيام ناقشه صحافي عن أسباب فوزه وسألة كيف تعطي البذور الجيدة لجيرانك وأنت تعلم أنهم سينافسونك, فكان رد المزارع أن الريح تحمل اللقاح من حقل إلى آخر؛ فعندما يزرع جيراني بذوراً رديئة ستؤثر حبوب اللقاح المتناثرة في الهواء في محصولي؛ فإذا كنت أريد محصولاً جيداً فلابد أن أعطي جيراني أفضل أنواع البذور.

بهذه الحكمة ومثيلاتها ينمو البناء وتزهر الثمار فمعنى العطاء يكون عطاء شبيها له والثقة التي تزرع في نفوس العاملين تفجر الطاقات الكامنة فيهم؛ ولذا فالنمور قامت سريعاً بعد كبوتها فمن كرسي ساخن لمدة سنتين رئيس يذهب وآخر يعود وحسبة الديون تتراكم حتى بلغت حداً لا يطاق في ظل عجز الهيئة العامة للرياضة واتحاد كرة القدم عن وقف العبث حتى لبس الجميع ثوب السواد حزناً على مكتسب ذهب بفعل سوء السياسة المالية التي كان عنوانها معالجة الدين بالدين في شغف لتحقيق مكسب شخصي بعيداً عن فكرة البناء السليم والمحافظة على مكتسبات النادي من الهدر والضياع.

المدرج الاتحادي له نكهة مغايرة يقود الفريق ونجومه ويقف خلفهم في كل مكان ومناسبة لا يهتم بخلاف ما يحدث ويجري على المستطيل الأخضر أهازيجه قوية, وقوتها أمان للقادمين الجدد من لاعبيه الشباب, يحتضنهم بحب, ويساندهم بوعي, كل مناسبة يحضر منهم نجم, وكل موسم عطاء لا يتوقف, فهل نرى شيئاً مغايراً بعد أن واكب الفكر الإداري عظمة المدرج وتميزه الدائم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع