أقلام الصحف السعودية

إذا لم تكن معي .. فأنت ضدي !! | بقلم وحيد بغدادي

العميد وما أدراك ما العميد؟! وآآآآه من غدر الزمن.. لك الله يا عميد.. منذ أعوام مضت بات الاتحاد مادة إعلامية دسمة بل وحتى في فترات توقف المسابقات لن تجد أسخن من الحديث عن قضايا وديون عميد آسيا.. حضرت الانقسامات والتفرقة والاتهامات وتبادل التهم ورمي المسؤولية على الآخرين ومعها كل ما يدعو للخلاف!! وغاب كل ما يحث على الاتحاد .. كلما تم إغلاق باب فتح باب آخر، وكلما ظهر بصيص أمل بالتماسك والتعاضد ظهرت أصوات تناشد بالفرقة .. واليوم وفي عالم التواصل الاجتماعي انتشرت تلك الأصوات (النشاز) كثيراً وبأسماء مستعارة لتنفيذ أجندة وتعليمات هدفها إثارة البلبلة و(الشوشرة) ويستخدمون أبشع الألفاظ من شتم وقذف كما أنهم لم يتورعوا عن رمي التهم جزافاً بغير وجه حق، كما غاب أدب الحوار في نقاشات كثيرة أمام التعصب لهذا المعسكر أو ذاك.
أدب الحوار من الأخلاق الإسلامية التي تربينا عليها امتثالاً لشرعنا وعاداتنا وتقاليدنا ومنها احترام الآخرين والرقي في النقاش معهم بعيداً عن الشخصنة والترفع عن الإساءة المبطنة أو المباشرة حتى لا ينحرف الحوار عن هدفه ولكي لا تغيب الموضوعية ويسود استعراض العضلات وتطل النرجسية بوجهها القبيح.. وحتى لا يتم تطويع الكلمة لتخدم هدفا خفياً أو تصوراً مسبقاً أو تفسيراً يؤدي للخبث الذي يدل على سوء النية.. وكما يقال فإن (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية).. إلا في الاتحاد للأسف فقد سادت لدى البعض ثقافة: “إذا لم تكن معي .. فأنت ضدي”.. ويا لها من ثقافة!! ويجب أن نفهم أنه من غير العدل أن نحكم على من نختلف معه ونطلق عليه تلك الأحكام المغلفة والظالمة ونحن نغمض أعيننا عن لب الحقيقة أو من خلف أقنعة نرتديها على وجوهنا.. للأسف باتت هذه الحقائق لا تقتصر على البعيدين ممن اختاروا بعض الأساليب الرخيصة في الحوار، بل امتدت لبعض من كنت تظنهم أصدقاءك الأمر الذي جعلك تتجنب النقاش معهم خوفاً على نفسك من النزول لمستواهم.
“إن لم تكن معي فأنت ضدي”.. مطية يركبها العاجزون عن الإقناع أو الاقتناع وهي طريقة لا يعرف مستخدموها الاستقامة ولا يعترفون أن آفاق الرؤية تتسع لكل الآراء.. وأن فضاء النظر يستوعب كل مجال مما يحتمل الخلاف.. (الأغبياء) وحدهم هم الذين لا يغيرون وجهات نظرهم خصوصاً إذا ثبت لديهم الخطأ فيما يرون وهذه درجة من الوعي لا يبلغها محدودو الفكر وقاصري النظر بسبب تمسكهم بقناعات ذاتية منغلقة دفاعاً عن هذا الشخص أو ذاك.. فيما الإنسان الحر (فقط) هو من يؤمن بحرية الاختلاف ولكن بدون تجريح أو اتهام الآخرين بدون بينة.. ولولا الاختلاف لما ظهر الكثير من الحقائق.. ختاماً.. لن يعود الاتحاد في ظل تصفية الحسابات ومحاولة تحقيق مكاسب شخصية ما لم يجتمع الجميع على طاولة لإنهاء جميع الأزمات بأنواعها وبدون تبادل التهم ومحاولة الانتصار للذات.. ولك الله يا عميد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع