أقلام الصحف السعودية

حكم سعودي بمواصفات حكم أجنبي | بقلم عدنان جستنية

حكم الدرجة الأولى خالد صلوي الذي قاد مواجهة ديربي الأهلي والاتحاد استطاع أن يقدم لكل من شاهد ذلك اللقاء صورة مشرفة
جداً للحكم السعودي لافتاً الأنظار وخاطفاً نجومية لاعبي الفريقين بثقته في نفسه من لحظة دخوله الملعب وبمستوى أدائه التحكيمي الرائع وبدرجة لا تقل حقيقة عن مواصفات حكم أجنبي، في الوقت الذي كان أنصار الناديين وبالذات الاتحاديين “متخوفين” من مبررات عدم الاستعانة بحكم أجنبي في ديربي تعودوا على تواجده فيه وفي مثل هذه المواجهات الحساسة.
ـ طبعاً بعد النجاح الذي حققه “الصلوي” هل سيواصل مدير دائرة التحكيم مستر “ويب” هذا النهج بدعم الحكم السعودي أم أن ظروف النادي الأهلي الذي أرسل طلبه متأخراً هي التي “فرضت” عليه بقرار “شختك بختك وأنت وحظك” وعلى طريقة “يا تصيب يا تخيب”، ولعل ما يعزز هذا التوجه المبني على ظروف هي التي أعطت تلك الفرصة لحكم الدرجة الأولى لقيادة هذه المباراة وليس الهدف دعم الحكم السعودي بقيادة مثل هذه المباريات المهمة مثلما ما حدث بالموسم الماضي حينما أسند مستر ويب مهمة قيادة مباراة مصيرية بين الاتحاد والوحدة إلى الحكم السعودي سلطان الحربي بعد أن تخلت إدارة الاتحاد السابقة عن حقها بالمطالبة بالحكم الأجنبي ولمس الجميع الأخطاء الكوارثية التي وقع فيها حكم الدرجة الثانية و”الفشل” الذريع لتجربة أثارت الشكوك حول مسببات الإقدام عليها.
ـ ما أريد الوصول إليه من خلال ما ذكرته آنفاً “أربع” حقائق في غاية الأهمية، وهي.. الحقيقة الأولى من يقول إن اختيار الصلوي كان تخطيطاً مدروساً من دائرة ولجنة الحكام لدعم الحكم السعودي فقد جانبه الصواب إنما “الصدفة” لعبت دورها في هذا الاختيار، والحقيقة الثانية لو شاءت الأقدار مستقبلاً واضطر مستر ويب إلى اتخاذ نفس القرار من يضمن وجود حكم بمواصفات الصلوي وليس بمواصفات سلطان الحربي الذي تألق فيما بعد في مباريات أخرى أقيمت هذا الموسم.
ـ أعتقد أن هذا السؤال من الصعب على مدير دائرة التحكيم أو مدير التطوير أو رئيس لجنة الحكام الإجابة عليه فإن “سلمت الجرة هذه المرة” فلا أظن أنها سوف “تسلم” مرة أخرى والأسوأ من ذلك كله أن الثقة في قدرات الحكم السعودي غير متوافرة من قبل الجهات “المعنية” به ولو توافرت هذه الثقة لما سمحت بوجود الحكم الأجنبي ولفرضت على الأندية قراراً يدعم قيادة الحكم السعودي للمباريات الهامة والمصيرية وهذه هي الحقيقة “الثالثة”.
ـ أما الحقيقة “الرابعة” وهي الأهم عبر سؤال يفرض نفسه من “يضمن” نجاح وتألق الحكم خالد الصلوي في مباراة كبيرة أو صغيرة كما شاهدناه في مباراة الأهلي والاتحاد فالتجارب من خلال أسماء حكام سعوديين نالوا “الإعجاب” في بداية مسيرتهم التحكيمية سرعان ما تراجع مستواهم بشكل “مخيف” جداً ثم اختفوا وإذا أردنا أن نعرف السبب و”المتسبب” الحقيقي فلا ترموا اتهاماتكم على الإعلام والجمهور إنما لجنة الحكام و”لوبي” حذرت منه في مقالة سابقة فهم جميعاً من
جنوا على سمعة الحكم السعودي واستمرارية نجاحاته ومن يريد أن يبحث عن أدلة وبراهين فليراجع بداية مسيرة الحكمين الدوليين السابقين عبدالرحمن العمري ومرعي العواجي ثم كيف كانت النهاية “السعيدة” ومقارنتها بمسيرة حكمين آخرين خرجا من “تبعية” المهنا مثل خليل جلال وفهد المرداسي والأخير واجه العاصفة بحكمة المواجهة ثم الصبر أما الأول ففضل مثل غيره وهم “كثر” قرار “الانسحاب” ولن أضيف أكثر لقناعتي أن القارئ الكريم على قدر كافٍ من “الذكاء” فيما أعنيه وأرمي إليه متمنياً ألا تصاب دائرة التحكيم ولجنة التطوير بـ “عدوى” مرض لجنة الحكام المزمنة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع