أقلام الصحف السعودية

شوية سوس | بقلم محمد الماس

 

قصة للتاريخ.. محمد بيطام حكم مساعد جزائري أقدم على عملية انتحارية واختار التوقيت الأمثل لشد انتباه العالم، أراد في مشهد الختام أن يكون وحده البطل والشهيد، وعليَّ وعلى أعدائي..
في الدقيقة 27 من مباراة بالدوري الجزائري خلع قميص التحكيم ورماه أرضاً مع الراية ليخبر العالم بقضية فساد، كشف فيها الأسماء والتفاصيل، ووصلت الرسالة لكل الدنيا..
كتب على قميصه الداخلي ليقرأ الجميع: (قرباج وحموم تاريخ من التلاعب)، وهما رئيس الرابطة المحترفة ورئيس لجنة الحكام، وصرح بعد اللقاء: تركت التحكيم نهائياً لأنه أصبح لعبة قذرة بأيديهم..
كشف عن تلاعبات وطلبات بتغيير النتائج وحدد اللقاءات السابقة واللاحقة وأسماء الأندية والأهداف من التأثير، وأوضح صراحةً (أملك الدليل)، وماذا حدث بعد تلك اللحظة: لا شيء!!، والوقت يمر..
أتعاطف مع هذا البيطام، ومع صعوبة الموقف وشجاعة القرار واختيار لحظة الانفجار والانتحار، سواء كانت صحوة ضمير أم انتقاما، كم يوجد مثل هذا الرجل!؟ وهذه البيئة!؟
في أي منظومة وفي كل مكان، تضعف الرقابة ويتغلغل الفساد مع الزمن عن طريق أسماء تستغل اللوائح وتُحكِم السيطرة، تتحول من (شوية سوس) إلى قوى خفية تملك التأثير، وتستمر وتنتشر حتى يظهر مثل البيطام، وينفجر..
هذا الحكم، أرادها قضية رأي عام لعلمه بضعف النظام وقد ينتهي الأمر عند هذا الحد، والزمن كفيل بطمس الحقائق وحفظ القضية، حدث سابقاً أن فجرها الأمير محمد بن فيصل في 2006، ثم ماذا حدث؟.. لا شيء!
.. الأمر، يحتاج إلى صبر وربما عُمْر، ونكتفي بهذا القدر!.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع