أقلام الصحف السعودية

لا تهدموا الاتحاد | بقلم سالم الشهري

سالم الشهري

ـ 1 –
ـ الخسارة قاسية (أي خسارة) فكيف إذا كانت بنتيجة كبيرة كما حدث للاتحاد في مباراة النصر.
ـ وحجم الإحباط الجماهيري في الاتحاد كبير لأن الاتحاديين طموحهم كبير ولا يرضون إلا بالإنجازات فكيف وموسمهم ينتهي دون بطولة للعام الثالث على التوالي.
ـ وحجم الغضب من إدارة (إبراهيم البلوي) كبير لأن (العشم) كان فيها كبيراً جداً والأمل أكبر.
ـ وكي يعود الاتحاد كما كان يجب على الاتحاديين أن يتحدوا ويراجعوا الفترة السابقة بكل (إنصاف) ويقولوا للمخطئ أخطأت وللمصيب أصبت بكل عقلانية بشكل بعيد عن العواطف والمواقف الانفعالية التي قد تضر الكيان أكثر مما تنفعه خصوصاً إذا تجردت من لغة الأرقام.
ـ هذا الكلام لا أعني به أولئك الذين تمنوا سقوط الاتحاد نكاية في رئيسه وحاربوه طوال هذين الموسمين وهم يزعمون الانتماء للعميد والانتماء منهم براء.. بل هم زوائد حقدية يعتبرون خسارة المونديالي مصدر فرح ورزق لهم ولهذا فأي حديث موجه لهم هو هباء في الهواء وحرث في البحر لا يؤتي أكله ولا يعطي ثماره.
ـ إنما أوجه حديثي هذا إلى الاتحاديين المحببين المخلصين الذين يتمنون رجعة الاتحاد سريعاً من أزمته التي مر بها ويغفلون (بدافع الحب) أن أي مريض حتى يستعيد عافيته لابد من أن يمر بفترة نقاهة وعلى أحبابه أن يساعدوه كي يتخطاها ولا يستعجلوا عودته فينتكس ويعود أسوأ من ذي قبل.
ـ أعرف أن هذا كلام نظري سمعه وقرأه البعض كثيراً.. ولكن الحقيقة التي يجب أن يعيها مدرج الاتحاد.. الاستعجال والانفعال فقد ينسف كل شيء.. ويعيدكم إلى نقطة الصفر.
ـ يا اتحاديون: هناك من لا يريد بناديكم الخير ولهذا يضخمون أي سلبية فيه.. ويغضون الطرف عن أي إيجابية حقداً من عند أنفسهم.. وكل هذا كي يحرضوكم على العمل القائم بالنادي لتستعجلوا قطف الثمرة قبل أوانها فلا تقنعكم أي إيجابية فتقوموا بنسف المكتسبات والعودة إلى المربع الأول.

– 2 –
ـ يا جمهور الاتحاد: دعونا نتفق أن إدارة (إبراهيم البلوي) أخطأت أكثر من مرة هذا الموسم ولها العديد من السلبيات كغيرها من الإدارات ولم تحقق أي بطولة.. هل تريدون أن تصفوها بالمزيد.. صفوها ولكن أنصفوها.. والإنصاف يقول يا معاشر الاتحاديين: إنه بالرغم من كل السلبيات (التي يمكن تلافيها) والأخطاء (التي يمكن إصلاحها) إلا أنها تسير بالفريق في طريق العودة الصحيح ولو وضعتم يدكم بيدها ودعمتموها لمواصلة المشوار وإصلاح الأخطاء فسيعود اتحادكم كما تتمنون.. أما إن استمعتم إلى من يضخم الأخطاء ويريد منكم نسف كل جميل في الاتحاد وما قدمته الإدارة في هاتين السنتين فانتظروا غياباً طويلاً عن البطولات يشبه غياب الأهلي والنصر في سنوات سابقة وحينها لن ينفع الندم.
ـ لن أتحدث هنا عن سداد الإدارة للديون والتركة الثقيلة التي ورثتها وسأترك هذا الأمر للتقرير المالي من اللجنة المكلفة من أعلى سلطة رياضية ولكنني سأقدم إحصاءات رقمية عن الفريق الاتحادي هذا الموسم يكشف للاتحاديين أن فريقهم في طريق العودة الصحيح ويجب دعمه وربما أن بعض تلك الأرقام ستفاجئكم لأنكم لم تقرؤوها من قبل لأن التركيز في الاتحاد على السلبيات وليس على الإيجابيات.
ـ (ملاحظة هامة) أوردها قبل أن أسرد هذه الأرقام: هي ليست بطولات ولا تعتبر إنجازات.. ولكنها أرقام وإحصائيات تدل على أن لدى الاتحاديين فريق جيد بالرغم من كل الغضب المصبوب عليه.. فريق بنته الإدارة ولم تهدمه كما يروج البعض ولكنه يحتاج للصبر والوقت حتى يمكن الاعتماد عليه في المستقبل وليس كما صوره الحاقدون والمتربصون بأنه عبارة عن لاعبين منتهين يجب تسريح غالبيتهم وهو ما أخشى أن يصدقه الاتحاديون فيهدموا الاتحاد بأيديهم.

– 3 –
ـ أول تلك الأرقام (وأغربها) وهو الرقم الذي فاجأني شخصياً وأنا أقلب أوراق الاتحاد هذا الموسم حتى قبل جولة واحدة من نهايته: الفريق الاتحادي (المتهالك كما يقولون) هو أقل فريق سعودي تعرضاً للخسائر خارج ملعبه حيث لم يخسر طوال الموسم أي مباراة خارج جدة سوى مباراة واحدة فقط لا غير كانت أمام النصر في الرياض في الدور الأول من الدوري مع المدرب المصري (عادل عبدالرحمن) وذلك في جميع البطولات بما فيها الآسيوية التي لعب فيها 4 مباريات خارج جدة.. وهو رقم لم يسجله الأهلي والهلال (بطلا هذا الموسم) حيث خسر الأهلي خارج ملعبه 3 مباريات (واحدة في نهائي كأس ولي العهد ومباراتين آسيويتين) في حين خسر الهلال خارج ملعبه 4 مباريات (ثلاث في الدوري ومباراة آسيوية).. وهذا الرقم الذي يؤكد تفوق الاتحاد على جميع الفرق السعودية خارج ملعبه لم يأت من فراغ بالتأكيد بل جاء نتيجة عمل وجهد كبيرين.. كما أن له دلالته (النفسية والانضباطية) التي سأناقشها في مقال قادم بمشيئة الله.
ـ ثاني الأرقام التي تستوقف أي متابع هو أن الاتحاد حتى الآن هو صاحب أقوى هجوم في الدوري.. وهو أمر إيجابي جداً (يجب تعزيزه والبناء عليه لا نسفه) ويؤكد أن مشكلة الفريق دفاعية ثم دفاعية ثم دفاعية.. يحدث هذا بالرغم من أن الفريق في الجولة الأخيرة لم يسجل أي هدف في حين أن الأهلي سجل أمام الرائد 5 أهداف والهلال سجل أمام هجر 4 وبالرغم من ذلك ما زالت الأفضلية الهجومية اتحادية على مستوى الدوري.
ـ ثالث الأرقام التي ينبغي الإشارة إليها في موسم الاتحاد (السيئ) هو عدد هزائمه مقارنة ببطلي الموسم.. الاتحاد خسر 9 مباريات من أصل 40 مباراة خاضها طوال الموسم (في جميع البطولات) وتعادل في 7 وفاز في 24 مباراة.. في حين أن الهلال خسر 7 مباريات في جميع البطولات.. والأهلي خسر 5 مباريات طوال الموسم.. وهي أرقام متقاربة وليست بعيدة عن بعضها إذا ما قيست بموسم كامل ولكن مشكلة الاتحاد أن خسائره كانت مفصلية ومؤثرة في مشوار التتويج ولكن كرقم يعتبر قريبا من تلك الفرق التي تهيأت لها جميع عوامل النجاح.. مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأرقام تأتي في ظل ما تعرض له الاتحاد من لجان الحكام والانضباط والمنشطات من أخطاء لو وقعت على غيره لصارع على الهبوط وليس على الصدارة.
ـ رابع الأرقام وأهمها من وجهة نظري الشخصية هو مركز الاتحاد الحالي (ثالث الدوري) بالرغم من كل ما تعرض له وبالرغم من كم المشاكل التي يعاني منها.. كم كان ترتيب الاتحاد في الموسم الماضي..؟! كم كان ترتيبه قبل موسمين..؟! كم كان ترتيبه قبل ثلاثة مواسم.. بل وأربعة مواسم..؟! قارنوا بين مراكزه في آخر خمس سنوات لتعرفوا هل فريقكم تطور أم تقهقر.. وهل تقدم أم تأخر..؟! نعم.. الاتحاد طموحه الأول دائماً وما عداه لا يليق به ولكن هذا الأمر لن يأتي في يوم وليلة بل يحتاج لوقت وصبر.. وبناء الفرق ليس كهدمها يأتي في غمضة عين.
ـ هذه لغة الأرقام التي لا تكذب حاولت أن أضع بعضها بين أيدي الاتحاديين كي يعرفوا أن الصورة ليست سوداوية كما يحاول البعض رسمها.. هناك الكثير من الإيجابيات والعمل والجهد والإنفاق والتضحيات التي يحاول البعض نسفها كرهاً في ناديكم.. ولا شك أن هناك العديد من الأخطاء والسلبيات التي حدثت ويمكن تلافيها وإصلاحها ولكن هدم كل شيء حالياً هو هدم للاتحاد في المقام الأول وهو ما يريده أعداؤه له ولكنهم لم يستطيعوا عليه.. وها هم يريدون تنفيذ ذلك المخطط بأيدي محبيه عبر إثارتهم لأنهم يعلمون أنه (من الحب ما قتل).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع