أقلام الصحف السعودية

ومات الاتحادي الأفضل | بقلم سالم الشهري

– رحل عن دنيانا مربي الأجيال الفاضل والمشجع الاتحادي المخلص (محمد رامس الشهري) تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
– قد يستغرب البعض (في الأندية الأخرى) من مبادرة إدارة نادي الاتحاد بإصدار بيان (تعزية) رسمي بعد ساعة أو ساعتين على الأكثر من انتشار خبر وفاة هذا المشجع الاتحادي الوفي في مواقع التواصل الاجتماعي ولكن من يعرف معنى الاتحاد وعظمة هذا النادي ومدى العلاقة التي تربط من ينتمون له لا يستغرب ذلك أبداً.. ومن يعرف أكثر ماذا يعني (أبوخالد) للاتحاديين فإنه سيدرك أنه يستحق أكثر مما قُدِّم ويقدم وسيقدم له.
– (اتحادي النماص).. هذا هو الاسم الذي عرفته به قبل حوالي ١٥ عاماً وقد كان من أحب ألقابه إليه – رحمة الله عليه – لأنه جمع فيه بين انتماءين يعشقهما ويفخر بهما.. انتماء المكان وانتماء الكيان.
– (أبوخالد) لم يكن عاشقاً عادياً للعميد.. بل كان أنموذجاً من الصعب أن يتكرر.. مربي وقدوة.. مصلح اجتماعي بين اللاعبين والعاملين في المادي.. صديق الجميع بلا استثناء.. دائم التواجد في النادي لدرجة أن الجميع يعرفه حتى جدران النادي أظنها تبكيه ولن تنساه.. وكيف تنسى نبضه الذي كان يملأ المكان حباً وخيراً قبل أن يتوقف؟!
– هل تريد أن تعرف ما الذي يميز الاتحاد عن غيره؟! تستطيع أن تجد ذلك بوضوح عندما تراجع نبذة ولو يسيرة عن هذا (النماصي) العاشق الذي كان سفير المدرج ولسانه عند كباره كالأمير طلال بن منصور ومنصور البلوي وخالد بن فهد وغيرهم وغيرهم.. وكان في الوقت ذاته الناصح القريب من اللاعبين الصغير منهم قبل الكبير وفي جميع الألعاب.. وكان رحمه الله صديق الإعلاميين باختلاف توجهاتهم من غير أن يمنعه ذلك كله من تبني الجيل الجديد من الشباب إعلامياً ودعمهم منذ أيام المنتديات وحتى زمن التواصل الاجتماعي.
– والله لا أبالغ فيما قلته بل قد أكون مقصراً في إنصاف الرجل ولكم أن تتبعوا ما قيل عنه في تأبينه عبر مواقع التواصل لتعرفوا أنني ما شهدت إلا بما علمت.
– سأنقل لكم تغريدتين فقط لفتتا انتباهي عبر تويتر عن الراحل.. الأولى للنجم الكبير (حمزة إدريس) الذي كتب: (محمد رامس الشهري كنت نعم الأخ والصديق.. وداعم لي خلال مشواري مع الاتحاد عليك رحمة من الله وغفرانه وجعل مثواك الجنة).. والثانية للشبل الناشئ لاعب الجمباز (مناف العمري) الذي كتب: (الله يرحم الاستاذ محمد الشهري ويسكنه فسيح جناته كان ينصحني ويبارك لي بعد كل بطولة) وما بين (حمزة إدريس) الهداف التاريخي للكرة السعودية الذي يعترف بدعم الراحل له.. و(مناف) لاعب الجمباز الناشئ يتبين لنا حجم العمل الكبير الذي كان يقوم به هذا المشجع العاشق مع جميع اللاعبين وفي جميع الألعاب ليتجاوز دوره الهتاف في المدرجات كما هو حال غيره.
– بقيت نقطة مهمة جداً.. كتبت في عنواني (ومات الاتحادي الأفضل) وأنا أعني ما أقول وأعيه جيداً فـ(اتحادي النماص) كان المشجع الاتحادي الأفضل والأنبل من وجهة نظري الشخصية لأنه في حالة الاتحاد حالياً انقسم الاتحاديون إلى قسمين وفريقين بشكل أثر على الكيان.. قلة فقط ممن أعرفهم ظلوا مستقلين ولم ينحازوا لأي طرف.. وواحد من هذه القلة فقط تجد الإجماع عليه والرضا عنه لدى كل فريق وقسم.. ذلك هو (محمد رامس) الذي لم ينحز أبداً إلا للاتحاد والنماص.. رحمك الله أيها الأفضل والأنبل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع