التحليل الفني

تحليل ياسر | ما قبل مباراة الاتحاد × الفتح .. دوري عبداللطيف جميل 2015 / 2016 .. الجولة الـ 19

تحليل ما قبل مباراة : #دوري_عبداللطيف_جميل . الجولة الـ 19
#الاتحاد_الفتح ,, على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجده ( الجوهرة )

#محللي_اتي_تايقرز
تحليل : ياسر فلاته
@solonesta

———–

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الفوز المهم جداً على الهلال في الجولة الماضية ، يسعى الاتحاد إلى تأكيد أحقيته في الدخول بقوة في سباق التنافس على لقب الدوري وذلك عندما يستضيف الفتح على أرضية ستاد مدينة الملك عبدالله الرياضية ( الجوهرة )

التشكيلة المتوقعة

image

image

الفتح

يقبع الفتح في المنطقة الدافئة في جدول الترتيب ( المركز الثامن ) حيث يبتعد عن مراكز الهبوط بـ 11 نقطة وعن صاحب المركز الرابع بـ 10 نقاط وخرج من كأس الملك وليس لديه الكثير ليخسره فيما تبقى من الموسم.

ناصيف البياوي لم يغير شيئاً جوهرياً في أسلوب لعب الفريق منذ توليه المهمة خلفاً لفتحي الجبال ، حيث استمر بنفس النهج المعتمد على الدفاع العميق وضرب الفرق الأخرى بالمرتدات والتحول السريع. وهو الأمر الذي عهدناه من الفريق في السنوات القليلة الماضية حتى في الموسم التاريخي الذي حقق فيه لقب الدوري.

ويلجأ البياوي في تنظيمه الدفاعي لأحد الشكلين التاليين :

image

image

إما 4-1-4-1 بتقدم محمد الفهيد بجوار إلتون وبقاء باتريك كلاعب ارتكاز وحيد بين الخطوط ، أو 4-4-2 بتقدم إلتون بجوار فالكون والدفاع بصفين من أربعة خلفهما كوحدة دفاعية متماسكة لا تمنح المنافسين الكثير من المساحات والفراغات. تغيير الشكل في الحالة الدفاعية يعتمد على التنظيم الهجومي للفريق الاخر ومرحلة اللعب ، وفي كل الحالات ، يبقى الفهيد هو اللاعب الحيوي والمُطالب بقيادة الضغط ومساعدة المهاجمين في الثلث الأول ، مع تكليف باتريك بتوفير التغطية لرباعي الوسط والحماية لقلبي الدفاع.

ويملك الفتح رابع أفضل خط دفاع في الدوري ، إذ استقبلت شباكه 18 هدفاً في 18 مباراة. ويُعدّ ثاني أقل الفرق استقبالاً للأهداف من داخل منطقة الجزاء ( 9 أهداف ) بسبب دفاعه العميق بعدد كبير من اللاعبين وتأمين العمق قدر الإمكان وإهمال الأطراف نوعاً ما ، مما جعل الفريق يعاني في التعامل مع الكرات العرضية – العالية والأرضية – والعديد من الأهداف التي استقبلها كانت عن طريقها واخرها هدف أريسمندي لاعب الشباب في اللقاء الأخير.

عندما تدافع ببلوك دفاعي كهذا مع تضييق المساحات وتقارب الخطوط والمسافات بين اللاعبين ، عليك أن تكون جيداً في التحرك العرضي والتغطية العكسية ، وهذا يتطلب تفاهماً وانسجاماً بين اللاعبين في تغطية أحد الطرفين والضغط هناك ثم العودة لتغطية الطرف الاخر في أسرع وقتٍ ممكن إذا انتقلت الكرة إلى الجانب الاخر

كما في هذه الصورة على سبيل المثال :

image

وهو الأمر الذي لا تجيده الكثير من الفرق. أتليتيكو مدريد كمثال عالمي يُعتبر أحد أفضل النماذج في تطبيق الفكرة.

الفتح في مباراتي الهلال والشباب عانى بشدة في التعامل مع انطلاقات أجنحة وأظهرة الفريقين الذين كان لديهم الكثير من المساحات على جانبي الملعب وتمتعوا بوقت طويل على الكرة بدون ضغط مع زيادة عددية أعطتهم تفوقاً واضحاً على فريق ناصيف البياوي في تلك المناطق من الملعب. تلك الحالات تكررت بانتظام ، وأستغرب كيف أن البياوي لم يجد حلاً لتلك المشكلة حتى الان. وربما أنه يرى أن تأمين العمق الدفاعي بتلك الطريقة يتطلب التضحية بهذا الأمر.

على مستوى الكرات الثابتة ، لم يستقبل النموذجي إلا هدفاً واحداً منها ، إلا أن هذه الإحصائية تبدو خادعة إلى حدٍ كبير ، لأنهم يعانون بشدة في التعامل مع الكرات الثابتة الجانبية ، سواءً ركلات حرة أو ركنية ، ولقد كانوا محظوظين بعدم استقبال هدفٍ عن طريقها ضد الشباب الذي كسب لاعبوه معظم هذه الكرات وشكّلوا خطورة كبيرة منها.

أما بخصوص الجانب الهجومي ، سجل الفريق 19 هدفاً بمعدل 1.06 في المباراة سبعة منها فقط على ملعبه بينما أحرز 12 هدفاً خارج ملعبه ، وذلك يعود إلى أسلوب لعب الفريق الذي يكون مرتاحاً عندما يلعب خارج أرضه بالاعتماد على الدفاع العميق والتحول السريع من الحالة الدفاعية إلى الهجومية عبر كرات طويلة إلى الجناحين خلف أظهرة المنافس أو إلى فالكون وإلتون ، والانتقال إلى ملعب الفريق الاخر بأقل عدد من اللمسات وفي أقصر وقت واستغلال المساحات التي يتركها ، بينما عندما يلعب على أرضه وتحديداً ضد الفرق الأقل منه ، يكون مجبراً إلى حدٍ ما على أخذ المبادرة والاستحواذ وبناء اللعب من الخلف والتحضير في الوسط وفك التكتلات الدفاعية للخصم ، وهو الأمر الذي لا يكونون مرتاحين معه ولا يجيدونه.

ويمكن القول بأن التنظيم الهجومي للفتح قائم بشكلٍ كامل على إلتون وإبداعاته وحلوله الفردية ، فمن أصل 19 هدفاً سجلها الفريق في الدوري حتى الان ، ساهم صانع اللعب البرازيلي الموهوب بتسجيل 8 منها وصناعة 3 بنسبة 57.89% أي أكثر من نصف الرصيد التهديفي للفريق.

في السابق ، كان المهاجم المميز دوريس سالومو يحمل جزءاً لا يُستهان به من تلك المسؤولية ولكن النادي لم يوفق من بعده في التعاقد مع مهاجم بإمكانه إزالة هذا الحِمل عن كاهل إلتون.

ولك أن تعلم أن الفتح هو الفريق الوحيد في الدوري الذي لم يسجل أي هدف عبر لاعبيه البدلاء خلال المباريات إلى هذه اللحظة ، مما يعني غياب الحلول من الدكة. حمد الجهيم مهاجم لا بأس به وهو ثاني هدافي الفريق بعد إلتون إلا أنه لا يسجل إلا عندما يبدأ في التشكيلة الأساسية !

الاتحاد

عاد بيتوركا في المباراتين الأخيرتين إلى استخدام 4-2-3-1 كشكل افتراضي للعميد مع غياب سانمارتيان عن مباراة الهلال ولعبه على الطرف الأيسر ضد لوكوموتيف في اللقاء الماضي.

ومع غياب مونتاري عن هذه المباراة بداعي الإيقاف – بالإضافة إلى فهد المولد – ، فعلى الأرجح سيبدأ قصي الخيبري بجوار جمال باجندوح كلاعب ارتكاز ثاني ، بينما أحمد الناظري لديه فرصة جيدة في البدء مكان عبدالرحمن الغامدي الذي بدا مرهقاً وكان من أقل اللاعبين عطاءً ضد الفريق الأوزبكي.

ولا أستبعد أن يفاجئنا بيتوركا باللعب بـ 4-4-2 والدفع بمختار منذ البداية مع ريفاس كما حدث ضد الوحدات وفي بعض المباريات الأخرى ، مع تحويل سانمارتيان إلى لاعب ارتكاز ثانٍ بجوار جمال.

بيتوركا يدرك جيداً بأن الفتح سيعطيه المبادرة والاستحواذ على الكرة بنسبة كبيرة وسيكتفي بالدفاع واللعب على المرتدات ، ومع الأخذ في الاعتبار أهمية النقاط في سباق اللقب ، فإن بيتي قد يجازف قليلاً هذه المرة لتجنب ما حصل في اخر مباراة دورية للاتحاد على أرضه ضد القادسية.

مختار قد يلعب دوراً مهماً في هذه المباراة في أي وقت لا سيما مع ضعف لاعبي الفتح في الكرات العرضية وخصوصاً على القائم البعيد. ريفاس هو الوحيد المميز في الضربات الرأسية ومشاركة مختار ستحرره نوعاً ما وتضع ضغطاً أكبر على مدافعي الفتح.

المشكلة في إشراكه منذ الدقيقة الأولى هي خلو الدكة بعد ذلك من الخيارات الهجومية الفعّالة لبيتي. الفتح لم يستقبل إلا 6 أهداف فقط في الشوط الأول – لا يتفوق عليه في ذلك إلا الأهلي والفيصلي – والمباراة قد تتطلب الصبر والاحتفاظ ببعض الأوراق القادرة على قلب الموازين في الشوط الثاني عند الحاجة.

توظيف سانمارتيان هذه المرة سيكون من الأمور المثيرة للاهتمام. وضعه على اليسار كما رأينا ضد لوكوموتيف ساهم في إبعاده عن التأثير على المباراة من خلال بناء اللعب والتحضير وربط الخطوط ، كما أنه ليس جيداً في النواحي الدفاعية ويرتكب الكثير من الأخطاء بلا معنى. وبذلك تكون قد خسرته في الجانبين الهجومي والدفاعي. آمل أن بيتي سيعيده إلى وسط الملعب في هذه المباراة.

لاعبا الارتكاز في الاتحاد سيكون لديهما الدور الأهم في هذه المواجهة. إيقاف إلتون يعني إلغاء خطورة مفتاح اللعب الوحيد تقريباً في الفتح وبالتالي إلغاء الجزء الأكبر من أي خطر هجومي قد يشكله الفريق الزائر. جمال وشريكه سواءً قصي أو لوسيان أو حتى أبو سبعان إذا شارك بشكلٍ مفاجئ ، سيكون عليهم تغطية تلك المساحة بين الوسط والدفاع

أين يحب أن يتمركز البرازيلي ويستلم الكرة للتسديد أو يضع زملائه في مواقف تهديفية بتمريرات حاسمة :

image

التناوب في الضغط عليه ومراقبته باستمرار في الحالة الهجومية للفتح يجب أن تكون أولوية للمحاور ، مع عدم التسبب بأخطاء قريبة من منطقة الجزاء وفي أماكن حرجة قدر الإمكان لأنه قادر على التسجيل منها بسهولة كما حدث في مباراتهم ضد الهلال.

بشكلٍ عام ، إيقاف إلتون مع تنشيط أطراف الاتحاد والتركيز عليها لاستغلال ضعف مدافعي الفتح في الكرات العرضية والمساحات الكبيرة التي يتركونها في تلك المناطق ستكون من أهم عوامل الفوز بإذن الله.

شكراً جزيلاً لوقتكم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع