التحليل الفني

تحليل ياسر | ما بعد مباراة الاتحاد 1 × 1 لوكوموتيف الأوزبكي .. دوري أبطال آسيا 2016 .. الجولة الـ 1

تحليل ما بعد مباراة : #دوري_أبطال_آسيا 2016 . الجولة الـ 1
#الاتحاد_لوكوموتيف الأوزبكي 1 / 1 ,, على استاد لوكوموتيف ( طشقند )
سجل الهدف : ريفاس

#محللي_اتي_تايقرز
تحليل : ياسر فلاته
@solonesta

———–

 

بسم الله الرحمن الرحيم

عاد الإتحاد من العاصمة الأوزبكية طاشقند بنقطة من مضيفه لوكوموتيف حيث فشل في الحفاظ على تقدمه قبل دقيقة واحدة من نهاية الوقت الأصلي في افتتاحية مباريات المجموعة الأولى من دوري أبطال اسيا.

التشكيلة

image

بدأ المدربان المباراة بـ 4-3-3 التي تتحول إلى 4-1-4-1 في الحالة الدفاعية وإلى 2-3-2-3 في الحالة الهجومية.

بيتوركا أجرى 3 تغييرات على التشكيلة التي بدأت المباراة الماضية ضد القادسية بإشراك جمال باجندوح وفهد المولد وعوض خريص على حساب رياض آل ابراهيم وأحمد الناظري وقصي الخيبري ، بينما احتفظ المدرب الأوزبكي أندريه ميلكاييف بثاني أفضل هدافي لوكوموتيف في الموسم الماضي مارات بيكماييف على دكة البدلاء ودفع مكانه بالنجم المنتقل حديثاً سيرفير دجيباروف منذ البداية.

الشوط الأول

بدأ بيتوركا بالنهج الذي تحدثنا عنه في تحليل ما قبل المباراة حول الهدوء والحذر وعدم الاندفاع وتأمين الخطوط الخلفية أولاً ، وساعده على ذلك الرتم البطيء والمتقطع الذي انطلق به أصحاب الأرض بالإضافة إلى كثرة توقف اللعب بداعي الإصابات.

لوكوموتيف حاول – كعادة الفرق الأوزبكية – سحب المباراة إلى الجانب البدني والاعتماد على الكرات الطويلة والعالية خلف الظهيرين تحديداً وكسب الكرات الثانية لكن دفاع الاتحاد تعامل معها كما يجب. بيتوركا كان عقلانياً في ضبط وتمركز خط دفاعه الذي لم يكن عالياً بالشكل الذي يجعله مكشوفاً للكرات الساقطة خلفه ، ولا عميقاً بحيث يترك مساحة كبيرة بينه وبين خط الوسط.

إحدى مشاكل بيتوركا في الموسم الماضي – وخصوصاً في بداياته مع الفريق – كانت الاعتماد على خط دفاع متقدم بشكل جنوني وغير معتاد بالنسبة للاعبينا ، ومع عدم إجادة وتعود اللاعبين على الضغط العالي على المنافس في الثلث الأول من الملعب وحرمانه من بناء اللعب والتحضير بأريحية ، عانى الاتحاد كثيراً في الجانب الدفاعي وضد كل الفرق ، لكن بيتوركا عاد أكثر عقلانية وواقعية في فترته الثانية ، والتنظيم الدفاعي في هذه المباراة بشكلٍ عام كان جيداً جداً.

ماجد الخيبري كانت لديه تعليمات بعدم التقدم كثيراً كما يبدو ، وبقي أحياناً كقلب دفاع ثالث عندما كان عوض خريص ، الذي تمتع بحرية هجومية أكبر ، ينطلق للأمام. جمال وفّر الحماية لقلبي الدفاع وغطى تلك المنطقة بين الخطوط بامتياز وافتك الكثير من الكرات ونافس الأوزبك في الصراعات الهوائية.

سان مارتيان ومونتاري لعبا دوراً أقل بكثير في التحضير والمساهمة في بناء اللعب من الخلف وربط خطوط الفريق ونقله من الحالة الدفاعية إلى الهجومية. الأخير اعتمد على الكرات الطويلة العشوائية بحثاً عن ريفاس ، في حين أن الأول لعب واحدة من أسوأ مبارياته في الفترة الأخيرة رغم اجتهاده في الجانب الدفاعي في الشوط الثاني.

وباستثناء لقطة الهدف وتسديدة عبدالفتاح عسيري التي مرت بجانب القائم ، لم يخلق الاتحاد في الشوط الأول العديد من الفرص بسبب سوء وبطء وعشوائية التحول من الحالة الدفاعية إلى الهجومية وعدم تفعيل الهجمات المرتدة كما ينبغي ، لا سيما مع بطء مدافعي لوكومتيف أمام سرعة ومهارة فهد وعبدالفتاح ولكنه خرج بالأهم وهو التقدم في النتيجة.

الشوط الثاني

بدأ أصحاب الأرض الشوط الثاني برتم سريع وكثافة وضغط عالي كما كان متوقعاً وركزوا لعبهم على الأطراف وتحديداً الناحية اليسرى التي تواجد فيها الجناح المميز مرزاييف مع مساندة دائمة من دجيباروف والظهير الأيسر زوتييف. هذا التفوق العددي للوكوموتيف في تلك المنطقة أجبر عبدالفتاح وخصوصاً سان مارتيان على العودة لمساعدة عوض خريص والالتزام أكثر بمهامهم الدفاعية.

ورغم ذلك الضغط ، استطاع النمور التماسك والحفاظ على شكل الفريق وعلى التقارب بين الخطوط ، ولم يحظَ الفريق الأوزبكي بالكثير من فرص التسجيل الحقيقية قبل أن يهبط رتمه نوعاً ما ، وذلك طبيعي مع الأخذ في الاعتبار أنها مباراته الرسمية الأولى هذا العام.

بيتوركا لجأ إلى دكة بدلائه واستعان بخدمات قصي الخيبري بدلاً من مونتاري في الدقيقة 63 وأشرك عبدالرحمن الغامدي مكان عبدالفتاح بعد ذلك بسبع دقائق ليتحول شكل الفريق إلى :

image

هذا التحول إلى 4-5-1 ساعد الفريق على تسيير المباراة من الناحية الدفاعية كما ينبغي ولكن العلة الأكبر كانت في التحول والارتداد الهجومي الذي لم يتحسن في الشوط الثاني ، وفشل اللاعبون في حسم المباراة وخلق فرص تهديف حقيقية رغم بعض المواقف السانحة.

قرارات سيئة ، وكرة ثابتة مرة جديد !

ختمت تحليل ما قبل المباراة بالتأكيد على أهمية التحضير بشكلٍ خاص للتعامل مع الكرات الثابتة ضد الفرق الأوزبكية ، خصوصاً مع معاناتنا فيها ، وكان من الواضح أن ذلك الأمر لم يفت على بيتوركا لأن اللاعبين تعاملوا مع معظم الكرات الثابتة والعالية بشكلٍ جيد طيلة المباراة ولم يخفقوا إلا في لقطة الهدف.

ولكن الخطأ هنا لا يقتصر فقط على التشتيت الخاطئ لعساف ومدافعيه في لقطة الهدف ، ولكن على الطريقة التي حصل بها لوكوموتيف على هذه الكرة الثابتة أساساً.

جمال كالعادة افتك الكرة في وسط الملعب وحوّل هجمة لهم لصالحنا ، وصلت الكرة إلى سان مارتيان الذي أخذها إلى خط التماس ثم عاد ليواجه الملعب وتعثر وانقطعت منه. شاخميدوف الذي قطع الكرة حاول لعب one-two مع زميله حسنوف والانطلاق خلف خريص وعبدالرحمن. الغامدي بدلاً من أن يتابع انطلاقة ساخميدوف اختار الحل الأسهل والأكسل وقام بعرقلته وحصل على إنذار.

اتخاذ القرارات والتحكم بالمباريات وإدارتها – وبالذات في الدقائق الأخيرة وفي ذلك الموقف – أمر مهم جداً. هذه التفاصيل تصنع الفارق في هذا النوع من المباريات وضد هذه الفرق. رجال بيتوركا لم يقتلوا المباراة بهدف ثانٍ ولم يعرفوا كيف يحافظوا على هدفهم الوحيد رغم تسييرهم للمباراة بطريقة منطقية وذكية معظم الوقت.

بيتوركا عبّر عن ذلك بعد المباراة قائلاً : ” بعد تسجيل الهدف الأول ، حاولنا الحفاظ على تقدمنا ، ولكن لأننا اعتقدنا بأننا قمنا بما يكفي لتحقيق الفوز ، استقبلنا هدفاً في الدقيقة الأخيرة “.

لدينا فريق شاب ما زال يتعلم وسيظل يتعلم من هذه التجارب خصوصاً في دوري أبطال اسيا الذي لم يلعبوا فيه كثيراً. يملك الاتحاد ثاني أصغر معدل أعمار في الدوري السعودي بمعدل (25.32 عاماً) وهناك مساحة كبيرة للتطور والنضج واكتساب الخبرة. لكن لا بد من الوقوف عند هذه الأخطاء والجزئيات والعمل على تصحيحها قدر الإمكان.

الأمر المخيّب هو أنه في مثل هذه المواقف ، تنتظر من لاعبي الخبرة ومحترفيك الأجانب البروز وقيادة المجموعة الشابة والأصغر سناً. مونتاري وسان مارتيان في هذه المباراة لم يقوما بذلك وخصوصاً الروماني في لقطة الهدف. ومع ذلك ، ما زلنا ننتظر منهما الكثير في المباريات المقبلة خصوصاً خارج الأرض.

خاتمة

” لوكوموتيف منحنا مباراة صعبة ، لذا أنا سعيد بالحصول على نقطة خارج الأرض “. جزئية منطقة من حديث بيتوركا في المؤتمر الصحفي بعد المباراة. التعادل قبل المباراة لم يكن سيئاً في نظر الكثيرين ، وقلت بأن مفتاح التأهل سيكون بالنقاط المتاحة على أرضك لكل فرق المجموعة وبأن شيء يأتي من المباريات الخارجية سيكون مكسباً ، لكن سيناريو المباراة والطريقة التي ضاع بها الفوز ومستوى المنافس ، سيجعل الشعور العام بأننا خسرنا نقطتين أكثر من أننا كسبنا واحدة.

لوكوموتيف لم يقدم في هذه المباراة ما يجعلنا نقلق كثيراً قبل المباراة القادمة في جدة. ولا أعتقد بأن أسبوعاً واحداً سيكون كافياً لتغيير الكثير لا سيما مع عدم خوضهم لأي مباريات رسمية أخرى. وبهذا المستوى ، حظوظنا ستكون كبيرة جداً في كسب النقاط الكاملة ضدهم يوم الثلاثاء المقبل بإذن الله.

بالنسبة لبيتوركا ، أتصور بأنه سيكون سعيداً بالتنظيم الدفاعي وبمستوى مدافعيه وجمال باجندوح الذي كان الأفضل في رأيي ، لكن على المدرب الروماني أن يعمل مع لاعبيه أكثر على التحول من الحالة الدفاعية للهجومية وتفعيل الارتداد الذي كان سلبياً ودون المأمول في هذه المباراة.

شكراً جزيلاً لوقتكم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع