أخبار الصحف السعودية

(النادي) تقتحم عالم الأسطورة : 24 ساعة مع نور

أسامة البشري | جدة

من يصدق أن أسطورة الاتحاد والنجم الجماهيري الكبير محمد نور الذي شغل الناس فترة لا تقل عن 18 سنة من تاريخ رياضتنا (وهذا الرقم على فكره هو نفسه الذي حمله خلف قميصه الذهبي)، اختفى فجأة عن الوجود، وبات اسمه مجرد سراب لا يكاد يكون له مكان في ذاكرة الزمان.
جمهور الاتحاد يعرف تماماً قيمة القائد الفذ أبو نوران ويثق أنه من الصعب جداً أن يتوارى هكذا، أن يصبح مجرد لقطة عبر السناب شات أو قفشة واتس آب، بعد أن كان رمز قوتهم وسطوتهم وأيقونة فوزهم، الذي لا ينازعهم فيه أحد، كثيرون من عشاق كرة القدم على مختلف ألوانهم حائرون يفكرون يتساءلون في ظنون أين نور الاتحاد، هل ترك الساحة الرياضية أم تركته، هل خذلته المستديرة، أم أدار ظهره لها؟ أين سينتهي به المطاف؟ وهل قرر الترجل؟ أم لا يزال للبراءة بقية؟
منذ مداهمة لجنة مراقبة المنشطات التي لم تجد في الدنيا غير نور، ولم نسمع أي خبر (يبل ريقنا)، من يصدق أنه مضى على قرار إيقافه المؤقت 42 يوماً بالتمام والكمال، ولا حس ولا خبر، مرة سمعنا أنه سيحضر جلسة الاستماع، وفجأة طالب بفتح العينة B ، قبل أن يصمت كل شيء، وينتهي للاشئ.
(النادي) بحثت عن نمر الاتحاد بين النجوم فوق السحاب وفي منصات الإبداع، وفي زوايا الأبطال، وفي اللوحات الجميلة لكنها لم تجده سوى في استراحة بعيدة عن الأعين بين مكة وجدة، لتسجل للقراء ولمحبي نور يومياته, بعيداً عن النزالات المرئية، دعونا نعيش يوماً مع القوة العاشرة بحسب وصف أحد الملتصقين به (حالياً)، ولنبدأ اليوم بالمقلوب يعني من النهاية للبداية بعد أن انقلبت حياته رأساً على عقب.
يبدأ يوم الأسطورة الحية في المساء، حيث يتجه إلى استراحة في الخط السريع بين جدة ومكة وتحديداً بجوار نقطة التفتيش الشميسي (في منطقة الحديبية) بعد صلاة العشاء، حيث يجلس مع (بشكته) الخاصة التي تضم كل الطبقات رجال أعمال، مدرسين، موظفين، لاعبي الوحدة القدامى ومنهم والد اللاعب سليمان أميدو، و(أخوال) كامل الموسى لاعب الأهلي، ومدرب الوحدة أحمد يوسف، وعم اللاعب ماهر عثمان، يجتمع نور معهم على (البلوت)، ومتابعة المباريات المنقولة أوروبياً ومحلياً، لتبدأ التعليقات و(المناكفات) بين مشجع لفريق ومتحدي فيما يعاني مع نور كل شيء يحبه حتى (مانشيستر يونايتد)، تلتقي (البشكة) على وجبة العشاء وهي في الغالب تكون مشويات, يعدها رواد الاستراحة بنفسهم ويشرف عليها نور.
وتستمر الجلسة (شاهي وبارد ومكسرات) و(صكة) بلوت، تدور في كل ركن.
وتمضي الساعات حتى أذان الفجر، حينها يتفرق الجمع، ويذهب نور مع نور الشمس بهدوء صوب منزله في حي الشوقية بمكة, ليخلد للنوم، يصلي الظهر يتغدى، يتابع القنوات الفضائية على خفيف.
في العصر يغادر نور منزله ليتابع أكاديميته، حيث يركض ويجري ولا مانع من لمس الكرة والدخول في تحديات مع اللاعبين كونه عاشق لمثل هذه الإثارة، وينطلق بسيارته لمشاهدة (دوري الحواري) في أكثر من مكان حيث يهوى الملاعب الترابية (المكية) من شارع منصور والطندباوي إلى الستين والرصيفة والزاهر وغيرها، وسط استقبال كبير من محبيه، بعد المغرب يعود نور لمنزله قليلاً ثم يتجه لأحد الأندية الصحية الخاصة، ويجري تدريبات لياقية بشكل جاد جداً وكأنه ينتظر لقاء ضد الأهلي في اليوم التالي.
بعد العشاء يكون نور مستعداً للعودة إلى الاستراحة، ليكمل دورة يومه التي تتكرر بنفس التفاصيل يومياً.
هكذا يقضي قائد العميد يومه، أما لوتجرأت وسألته: إيش حاصل على موضوع المنشطات يا كابتن، فستجد هجمة شرسة من النمر الاتحادي, مفادها (ما لك صلاح خليك في حالك).
كما يرفض تماماً أن يجري لقاءات صحفية أو أن يظهر في قنوات فضائية، ويبقى ظهوره مع حليمة بولند (المسرب) هو الوحيد وهو الأكثر (إثارة) في انتظار العرض الكامل.

.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الرجاء تعطيل إضافة مانع الإعلانات حتى تواصل تصفح الموقع